حزب الدعوة الإسلامية

حينما اكتب عن هذا الرجل اتوقف كثيرا في شخصيته المتقلبة العجيبة جمعتني معه الظروف في قم المقدسة عام 1991 وكانت استثنائية كان يسكن دارا متواضعة ومكتب (براني ) في تقاطع اوجهار راه موزه _ خيابان ارم المجاور بشكل مباشر لمقام السيدة الجليلة معصومة اهل البيت فاطمة بنت الامام موسى ابن جعفر (عليهما السلام)

كان كالمعتاد يأتي عصرا ويقدم له الماء الساخن مع النبات ويبقى يحركه طوال جلوسه أي الماء والسكر ويبدا بشرب قدحه المائي بالمعلعقة الصغيرة كنت اتوقف كثيرا في سلوكياته وتصرفاته كنت اعتقد انه اما ولي من أولياء الله لاسيما وانه كان المشرف العام على المجلس الفقهي لحزب الدعوة الإسلامية مع الشيخ الاصفي وغيرهم من العمائم الإيرانية والتي كانت تشرف على الحزب الحاكم حاليا بالعراق كنت أحيانا اضنه شيطانا يخدع الاخرين ويظهر التنسك والتقوى واللامبالاة بالكل كانت السن أعضاء الحزب الدعوجي المسمومة المنافقة تتناوله تارة بالسخرية واخرى بالسذاجة ومرة بالغباء وقد همس باذني احد الجالسين بانه غير راض عن العمل الحزبي ويحرمه فحصل الانشقاق وحزب الدعوة لايعترف بالفقهاء وقد كتب الحائري كتابه الشهير كراس ( قرار حذف المجلس الفقهي ).

توقفت كثيرا واسترجعت ذكرياتي عن الدين والمثل والأخلاق والسيد محمد باقر الصدر وامور كنت مهووسا بها كنت آنذاك طالبا جامعيا حين غادرت العراق بدات قصتي وعقيدتي تتناقض وبدات أعيش صراعا نفسيا ودنت اني لم اتي الى ايران.

السيد الحائري

كان السيد الحائري رجل طيب القلب وبسيط ولكني لا اعرف مافي دواخله وانتماءاته وبعد مضي فترة عرفت بانه رجل دين عادي يعتاش على الاخماس المحرمة الاستلام في زمن الغيبة كما يقول هو في دروسه وينقل عن المشايخ الكبار الطوسي والمفيد والسيد المرتضى لكنه كان ياخذها و ينفقها على نفسه ومعيته وشؤونه الخاصة.

مكتب الحائري

كان مكتب الحائري عبارة عن مجموعة تحيط بها من الاكراد العراقيين المهجرين الى ايران باعتبارهم من الأصول الإيرانية كانوا يعتبرونه بطلهم الأسطوري الى ان عرفت بانه كان الأضعف حلقة فيما بينهم بل كان الخادم في بيته ( الاغا محقق الافغاني ) اقوى شخصية منه وكان يمتاز بصنع الشاي الراقي وكان شجاعا وحينما سالته ذات مرة بعد ان عرفت من بعض الطلاب انه كان يعمل صانع و مقدم للشاي في مكتب(براني) السيد الصدر محمد باقر رحمه الله وأيضا سفر مع الطلاب الإيرانيين استخدمه السيد كاظم الحائري لنفس العمل وكان ( الجايجي ) الخاص بالمكتب عام 1992.

سالته ذات مرة مالفرق بين السيد محمد باقر الصدر رحمه الله وبين السيد الحائري؟

فقال متاوها باكيا: هذا وين وذاك وين ؟. أي ان الفرق كبير بكل تفاصيل المعاملة إشارة منه الى سوء اخلاق وتصرفات الحائري معه هكذا فهمت منه

فسالته من أي جهة؟

قال: بكل تصرفاتهم. وبدأ يثني على السيد الصدر كثيرا جدا وبصوت يسمعه السيد الحائري وكان يهز براسه كانه يقبل او مسلم بانه يختلف عن سيده واستاذه الصدر الأول.

الإطلاع المحدود للحائري على السياسة

الحائري لم يكن يوما يعرف بالسياسة او مطلع عليها ولا استطيع في هذا المقال ان اذكر كل التفاصيل و الحوادث الا انه كان لا يميز بين دولة الكويت وبين الكوت المحافظة العراقية.

وكان من اراءه ان يقول ان بيض السوق يختلف عن بيض الدجاج لا نه مصنوع بمصنع وانه صناعي بلاستيكي ؟ عندما سمع بانه صدام احتلها كان يقول وماذا يعني ذلك ( مهو الكويت عراقية ومحافظة ) كنت اعتقد انه يتهكم بالبيان العراقي الا انني عرفت من خلال السياق انه لا يعرف شيئا عن الاحتلال ولا مجلس الامن الدولي.

كيف استغل حزب الدعوة السيد الحائري؟

كان رجلا بسيطا استغلته شياطين حزب الدعوة ونفخوا فيه كثيرا وصوروه فقيها كبيرا كي يعملوا في ظله كما فعلوا مع السيد محمد باقر الصدر. وابرزوه وقتله صدام كي يرفعوا صوره شعارا للحزب الدعوة كي يكتمل سيناريو الحزب بالمؤسس الشهيد القائد فيكون حزب شيعي معروف ويغطى على أفكار الحزب الا خواني لحسن البنا وسيد قطب والثقافة الاخوانية.

وفعلا حقق السيد الصدر باعدامه ذلك الغطاء الشرعي لهم كما اعترف السيد طالب الرفاعي في احدى مقابلاته وهو احد المؤسسين لحزب الدعوة الا خواني فقال مانصه ( نحن من ورطناه وكسرنا رقبنه كما قال له احد المشايخ وهو محمد رضا ال ياسين لتكسرون ركبته هذا السيد المسكين ؟ )

توريط السيد محمد باقر الصدر

كان السيد الرفاعي يبتسم بتوريط هذا العالم المفكر السيد محمد باقر الصدر وكيف انهم ورطوه بالحزب في مواجهة مع نظام صدام حسين ليقدم ضحية وقربان لحزب اخواني عاث بالعراق قتلا وتخريبا ونهبا وافسادا كانت هذه مقدمة يسيرة عما شاهدته في ايران من استغلال العلماء من قبل الأحزاب خاصة الدعوة وبعد اكثر من 30 عاما بدئت القصة تعود في التسلل الى المرجعية ا النجفية هذه المرة وبالاخماس والمصالح وخدعت في دورتين انتخابيتين ونصب عليها بنفس الطريقة القديمة وهي وضعها واجهة للمقايضات وزجها في أمور كبيرة الغرض منها ان تصادر للحزب الحاكم وأخيرا وصلت الحال بالشعب العراقي الى الاعراض عن المراجع لانهم مخدوعين مثلنا وبسطاء اذا حملناهم على حسن النية من قبل سراق المال العام العملاء الكبار الذين باعوا الأوطان والأديان باسم الدين وباسم المظلومية التاريخية للشيعة الامامية.

وبعد ان اعرضت الجماهير عن الأحزاب الفاسدة وكشفت البراقع عاد الينا حزب الدعوة كي يتحرك من جديد على نفس النبرة التي تعكز عليها قديما وهي المراجع و انصارهم الحشد الشعبي ودماء الشهداء في حين لم يقدموا هم ولا ذويهم قطرة دم في هذا الطريق نوري المالكي وحزبه المنتكسين الفاشلين تحركوا على السيد هادي العامري (قائمة الفتح ) والتي تضم قيادات كبيرة ومجاميع مهمة في الحشد الشعبي.

هل من الممكن عودة المالكي، وما هي القائمة التي قد ترجعه؟

وعند فوز القائمة سيتنازع ويختلف على العامري وبالنتيجة ستتوافق القوائم الدعوجية لارجاع المالكي لولاية ثالثة ليتم مابقى وماسلم من تدميره بالعراق وليصفر البقية الباقية من الخزينة العراقية ويبيع كل شيء فتحركوا على المرجع الحائري طبعا مقابل اخماس رشوة قدمت للسيد المرجع بحجة التجارة مقابل دعم قائمة الفتح للعامري وفعلا اصدر بيان واضح أشار فيه للقائمة المعنية (الفتح ) ورد عليه السيد مقتدى الصدر بتهكم وسخرية قائلا انك لاتستطيع الحضور والتواجد بالعراق ولن تستطيع وهذه إشارة الى عجزه تماما عن ان يقدم للحزب وقائمة الفتح المالكية في حقيقتها والمعتمد عليها وهي الاصيلة له وانه سيدفع  بالبسطاء والجهلة لايهامهم بانه المؤسس للحشد الشعبي وهو من يستحق بجدارة الحكومة القادمة بالإضافة الى قائمته دولة القانون وتحالف النصر فيكون حزب الدعوة قد احرز رئاسة الوزراء وبهذه الطريقة سيخدع الحزب المجاميع الصماء البكماء كي ينتخبوا هذه القائمة (الفتح).

كيف تم دعم الفاسدين في الإنتخابات؟

أقول للسيد كاظم الحائري ان الحشد الشعبي الذي اشرت اليه قد منعته مرجعية النجف السيستانية من المشاركة في الانتخابات كما ان جميع القوائم تحتوي على مجاميع من الحشد الشعبي كقائمة النصر وسائرون وهم سرايا السلام التابعة للسيد مقتدى الصدر فبيانك حول الحشد وانتخابهم انما هو دعم للفاسدين المجربين.

فنرجوك سيدنا ومولانا كفاك ( خوطا بالا ستكان ) لان العراق عبارة الان عن خلطة عجيبة غريبة فلا تحاول ان تنتكس معهم مرة أخرى واذا لا سامح الله وفاز نوري المالكي (سبا يكر ) فانك ستلعن في صلاة العراقيين الخمس كل يوم فاحذر واني لك من الناصحين وانشغل بنفسك وبيتك ومكتبك وابحث لك عن ( جايجي جيد ) بعد ان فقدت الاغا محقق لأننا كنا نستمتع بالشاي الحائري كل يوم عصرا حتى تسبب في طلاق احدى السيدات لاحد الزملاء لانه قال لها ان شاي الاغا محقق افضل من شايك ؟

ما العمل إذن؟

وماذا تفعل مولانا فانك غير محضوظ للأسف ومضحوك عليك دوما فلا تقف لتبكي على مافاتك من المواقف العقيدية الحقة لال البيت ( عليهم السلام ) عندما ورطك حزب الدعوة في ان المعصومين عليهم السلام أناس عاديون واتذكر محاضراتك الفاشلة والانتقاص من السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام ) ومظلوميتها ومواقفها وكانت لك اراء غريبة وأخيرا اهتديت عقائديا على يد احد المشايخ الضالين خطيبك المفضل وهو الجاهل بمعنى الكلمة والذي طالما صرحت لنا انه استاذك بالعقيدة فبئس الطالب وبئس الأستاذ بالعقائد وانصحكم مولانا ان تدرس الخرطات التسع واحذر السياسة ودهاليزها فما تاخذه الان منهم فهو مال سحت حرام مسروق من الأموال العامة للشعب المسلم الشيعي المسكين اتق الله ولاتقع في مظلومية الملايين ولا تصعر خدك للناس ولاتمشي بالأرض مرحا انك لن تبلغ الجبال