لا يلتقيان – من قصة بابلو إسكوبار

من هو بابلو إسكوبار؟

القصة من أمريكا الجنوبية، كولومبيا تحديداً، وضع بابلو إسكوبار مكافآت على كل رأس من رجال الشرطة يُقتل، قتل نصف قضاة قصر القضاء حين داهمه رجاله ليحرق جميع المستندات التي تدينه، كان يحتار في تخزين النقود لكثرتها، بنى سجنه بنفسه وهرب منه، فعلاً كانت قصته كما روايات غابرييل غارسيا ماركيز نوعاً من الواقعية السحرية.

تاجر مخدرات شديد الثراء، و مصنف سابعاً كأثرى أثرياء العالم، أضاعته نوبات الغضب، وصارت تطارده دولة كاملة بلصوصها و أشرافها، ولكل من المطاردين مصلحة منه، ينتهي على سطح مبنى في مسقط رأسه بعد مطاردة طويلة، حين مات، كان لايزال في الرابعة و الأربعين، شق طريقه في عالم صعب بين رؤساء عصابات ومجرمين وهو في سن صغيرة، وتمكن من صنعة تجارة المخدرات.

 ليس هناك ما يدعو للتعاطف مع إسكوبار، لكن قصة الصعود والهبوط والسطوة والجبروت تصنع منه مادة تستحق البحث والدراسة، تاجر مخدرات أمِل أن يكون رئيساً لبلاده، وخطا أولى خطوات العمل السياسي وسرعان ما طرد منه بسبب نشاطاته المشبوهة، فأصبح عدو البلاد الأول، وتحول إلى مجرم قاتل لا رحمة في قلبه تجاه من يقف في طريقه.

الزمان لا يخلو من الشرفاء

العبرة التي أصل لها هي أن الشرفاء موجودون مهما رثى الناس الزمان، وتغنوا بما مضى، ونظموا  في سوء الدهر والناس شعراً ونثراً، سقط بابلو بسبب بعض الشرفاء الذين ما انفكوا يطاردونه وبعض الوشاة ممن كانوا جنوده مقابل الأمان.

من الممكن تحقيق شيء واحد، وأشياء كثيرة، وأكثر من ذلك، لكن ليس كل شيء يقبل التحقيق، لكل شيء حدود، ولكل إنسان حاجته من الدنيا، هناك من يحالفهم النجاح، ويركنون إليه.

وهناك من يحالفهم النجاح تلو النجاح، ويحسنون التعامل معه، وهناك أيضاً، مثل بابلو، على الرغم من تجارته الممنوعة ونشاطاته المشبوهة وجرائمه المتوالية ونجاحه في إدارة كل ذلك بالمال والإرهاب، لم يَقنع، ولم يتوقف عن المكابرة حتى غطت جرائمه أرجاء بلاده، فخسر كل ما يملك و اختفى من حوله المريدين، وتغربت عائلته كأن لم يغن بالأمس.

فيديو مقال لا يلتقيان – من قصة بابلو إسكوبار

أضف تعليقك هنا