ملء الكلام و تفريغه

ملء الكلام و تفريغه

مفهوم الكلام و أهميته

بالكلام يصل مانريد بدقة و يشعر العالم بنا، و للكلام ميزان فطري يقاس بوطأة وقوعه في نفوس السامعين، هذا الكلام المجرد الخالي من المؤثرات، أي ما تسمعه الأذن فقط بغض النظر عن أي شيء آخو مما تشعر به النفس أو تراه العين فلذلك تأثير آخر شديد قد يضاعف أثر الكلمة نفسها و قد يعطيها أكبر من حجمها و أحياناً لا يفيها حقها كأن تسمع كلمة عادية تمر على مسمعك كل يوم دون أن تلتفت لقائلها لتفاجأ حين تقرر الالتفات بتعبير على وجه القائل أو إشاحة من يده تنفي المعنى المسموع تماماً، و على العكس من ذلك قد لا تستوقف مسمعك هذا ثمة كلمات عظيمة لأن قائلها قدمها باهتة لا روح فيها،

روح الكلمات

إذاً للكلمات روح، و روح ضاجة بالحياة كذلك، و له طعم و له كذلك آثار شديدة، ألم تسمع بكلام كالعسل و آخر كالسم، بل وصل بالبشر أن صاروا يغشون الكلام العسل بدس السم فيه، هذا كلام يبعث على الراحة و هذا قاتل و هناك كلمات تقع موقع الرصاصات في القلب، يعني وصلت السطوة بالبشر أن استعبدوا الكلام للتحكم بالنفوس و استمالة الأهواء و جعل الروح فداء.

أما عن ملء الكلام و فراغه….

فأعتقد أن ما يملأ الكلام هو المعنى و من المعنى يفرَغ، عندما تحمل كلماتك ما يصيب عقل مستمعك و قلبه، أضف على ذلك التصرف الحسن، فأنت هنا اجتذبته بقوتك الناعمة، ليست هذه دعوةً لحشو الكلام بأمثال و حكم مكررة لكنها دعوة للتفكير بالمنطق و التعقل و التروي قبل خروج الكلمة من فمك لأن هناك حتما من سيتأثر بها إيجاباً أو سلباً، تبين لك ذلك أم لم يتبين، حتى أن الأثر أحيانا يقع دون شعور المتلقي، لأن الإنسان بطبيعته يميل للتقليد، و هناك عقل باطن يسجل كل شيء.

أضف تعليقك هنا