ما هي الحياة ؟

ما هي الحياة ؟

هذه هي الحياة

سألت نفسى ما هى الحياة      فأجبت دون مبالاة
دنيا نحن فيها ســــــــــعاة      هذا السعي ما جدواه
ترى أمن أجل القوت نسعى     أم أنها مباراة
يصوب هذا نحو المـرمـــى      ويحرس ذاك مرماه
رجل يـــــــجرى مغتنـــــما      وآخر يرفع شكواه
أناس تعـــــيش فــى قــصر     وفقير لا يجد مأواه
قوى يمــــشى فــــى فـــخر     وضعيف يجر قدماه
وقوم هـــــم للــــهوى أهـل     على حالهم وآسفاه
وقــــوم هـــم للـــهدى أهل     وهم فى طريق النور مشاة
هـــــــذه هــــى الحــــــياة      خلقها من لا خالق سواه
كـــــل شـــــىء فيــــــــها      جل شأنه يتولاه
وكـــــل آتيـــــــه يـــــــوم      لا ينفع فيه مال أو جاه
وعندما سألت نفسى أجبت    هذه هى الحياة

ما هي الحياة؟

الحياة هي نور الله، وتعبير الألوهية. إنها مجرى الكينونة الأبدية، وجريان وجود الذكاء والإبداع والنقاء , وعلى أساس الحياة المطلقة الأبدية، وعلى سطح الأبدية نحن مخلوقات بشرية فانية للوجود الظاهري الدائم التغير , إنها التعددية في نور الله , إن الحياة هي مطلقة في وعي الغبطة ونسبية في تنوع الفرح الظاهري ,فإذا أردنا أن نشبه الحياة فإنها مثلاً كالبحر , تكون الماء باردة في عمق البحر، وكلما نرتفع باتجاه السطح نجد حرارة الماء ترتفع في كل مستوى، أما في السطح فتكون الأكثر حرارة وتكوّن درجات مختلفة الحرارة في المستويات المختلفة للبحر ككل , إن الماء هي ذاتها في كل المستويات، ولكن وطبقاً لحرارة كل مستوى مختلفة من حيث كثافتها , وهكذا تكون الماء هي ذاتها ولكنها تختلف بالمستويات المختلفة ,فإن الحياة هي كل هذه المستويات للسلام والسعادة والإبداع والذكاء والقوة.

هي ليست سوى المستويات المختلفة للكينونة ( للحياة ) , إن أحد أطراف الكينونة هو مطلق والآخر هو الحالة السطحية للوجود النسبي , وهكذا نجد أن الحياة هي بحر الكينونة , ومع أنها تبقى أبداً الكينونة المطلقة، إلا أنها موجودة في النوعيات المختلفة والأشكال المختلفة والظواهر المختلفة للخليقة المتنوعة , مثال آخر يساعدنا كي نفهم طبيعة الحياة. نحن نعلم أن الهيدروجين والأوكسجين هما من الغازات وعندما يتوحدان يكونان الماء بالرغم من أنهم من الغاز إلا أنهما يصبحان ماءً، ويبقى التكوين الأساسي للهيدروجين والأوكسجين هو ذاته , عندما تتجمد الماء وتتحول إلى جليد، تتغير النوعية مرة أخرى، ولكن التركيبة الأساسية تبقى هي ذاتها لقد تحولت سيولة الماء إلى صلابة الجليد. وتحولت شفافية الماء إلى عتمة الجليد، ولكن ومع كل هذه التغيرات، لم تتغير التركيبة الأساسية للهيدروجين والأوكسجين.

يتواجد العنصر ذاته في كل المستويات المختلفة , وبظهوره بنوعيات مختلفة يعطي ظواهر مختلفة , يشبه تماماً كما يكون الإنسان ممثلاً على المسرح ولاعباً في الملعب وتلميذاً في الصف و شارياً في السوق  , يظهر عندما يجلس القاضي في قاعة المحكمة، يلبس الرداء اللائق للقاضي، ولكن عندما يذهب إلى النادي نجده مرتدياً الثياب التي تلبس في النادي. عندما يكون في البيت يرتدي ثياب تختلف عن كل الثياب الأخرى التي يرتديها في الشارع وقبل أن يخلد للنوم ثيابه تختلف أيضاً , إن الكساء يتغير دوماً ولكن الإنسان يبقى هو ذاته يتم التعامل معه بشكل مختلف من أشخاص مختلفين، ولكن الإنسان هو ذاته لا يتغير .

نواحي الحياة

وعلى هذا النحو، إن حياة الإنسان، أو أي حياة فردية أخرى في الخليقة، لها ثلاثة نواحي وهي الناحية الخارجية والناحية الداخلية والناحية التجاوزية , إن الناحية الخارجية للحياة هي الجسم، والناحية الداخلية هي الشخصية الذاتية التي تعنى بعملية الاختبار والعمل، أما الناحية التجاوزية للحياة فهي الكينونة .

أوجه الحياة

هذه هي الحياة عبارة عن ثلاثة أوجه: الوجهة الموضوعية والوجهة الذاتية والوجهة التجاوزية هذه هي الحياة بشموليتها , الوجهة الموضوعية هي البيئة التي نحيا بها , والوجهة الذاتية هي قدراتنا التي تمتلكها , والوجهة التجاوزية حكمة الله في تحديد مكان وزمان تواجدنا بالقدرات التي وهبنا اياها .

والعجيب في هذه الحياة النظام الكوني فهو لا يوجود به أي خلل أو نقص، وعلى الرغم من وجود آلاف المجرات (بل مئات البلايين من المجرات) وكل مجرة تحوي على مئات البلايين من النجوم، فلا يصطدم بعضها ببعض أبداً  , إن مدار القمر حول الأرض يختلف كلياً عن مدار الأرض حول الشمس، فلا يمكن أبداً أن يحدث صدام بين الشمس والقمر. كما أن القمر يدور بحركة شديدة التعقيد، فهو يدور حول الأرض، ويدور مع الأرض حول الشمس، ويدور مع الشمس حول مركز المجرة التي نحن فيها، ويدور مع المجرة كلها في مدار كوني لا يعلمه إلا الله تعالى.

حقائق الكون في القرآن الكريم

هذه الحقائق العجيبة عن عظمة النظام الكوني لم يكشف عنها إلا في العصر الحديث، ولكن القرآن الكريم دائماً يسبق العلم فيتحدث بالتفصيل عن حقائق الكون، يقول عز وجل:

( لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَ لا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ) يس آية 40

إذن الشمس لا يمكن أن تصطدم بالقمر وهذه حقيقة يقررها العلم الحديث، والليل لا يمكن أن يسبق النهار، أي هنالك حركة منتظمة للأرض بحيث يتعاقب الليل والنهار بنظام محدد وفي هذه الآية إشارة لحركة الليل والنهار ودورانهما مع الأرض فالأرض عندما تدور تبدأ الشمس بالغروب شيئا ًفشيئاً ويبدأ الليل بالدخول , ودخول الليل نراه بأعيننا ثم تنتقل نقطة الغروب هذه إلى منطقة أخرى بل تتحرك لتلُفَّ الأرض كلها ثم تُعاد الكَرة , إذن كل نقطة من نقاط الأرض تخضع لغروب وشروق، أي أن هنالك مشارق ومغارب متعددة، وهذا ما نجده في كتاب الله تعالى حيث يقول:

(فلا أقسم برب المشارق والمغارب) المعارج: 40 .

هل يوجد خلل أو نقص في الفضاء؟

هذه هي الحياة في الفضاء من كواكب ومجرات ونجوم وعلى الأرض من مشرق ومغرب وليل ونهار لا يوجد بها أي خلل أو نقص تتحرك في نظام دقيق منتظم وذلك لأنها في معية الله لأنها في ذكر دائم بالله ذلك لقوله تعالى:

( تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ) الإسراء: 44

لذلك أصبح هناك ثقة من هذه الكواكب والمجرات والنجوم بحركتها في الفضاء لأن هذه الثقة مبنية على أساس الثقة في مراد الله فلا تخطئ ولا تصتدم ببعضها إلا بإرادة الله ولكن تسير في حركه منتظمه كل في مداره ما شاء الله ان تبقى هذه الحركه الكونية.

كيف نسعى لرضا الله ؟

إذا لما القلق والتعب في التفكير فيما يحدث أو ما سيحدث فكل شئ مرتبط بمراد الله فليس علينا سوى أن نسعى في رضا الله بالقلب والعقل , بالقلب أن نؤمن بالله نؤمن بمراد الله نؤمن بما وهبنا الله من قدرات نرضا بالمكان والزمان الذي تواجدنا فيه نرضا بمراد الله فينا , وبالعقل أن يكون عملنا هو مصدق لما في قلبنا أن نذكر الله كثيرا إذا كانت كل الكائنات الحية تحيا في معية الله لقوله تعالى:

( تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ) الإسراء: 44 ..

أي بذكر الله تثق كل المخلوقات في حياتها وتتحرك في نظام متناهي في الدقه كل يؤدي مهمته دون تقصير أو خجل لأنه وثق في القدرات التي وهبها الله له كذلك نحن يجب علينا أن نتعلم كيف نثق في الله وفي القدرات التي وهبها الله لنا عن طريق الذكر الدائم لله هكذا سيعلمنا الله ما هي قدراتنا وكيف نستغلها الاستغلال الأمثل لنرضي الله ففي رضا الله يكمن الرضا الكامل …. والفوز بجنتين جنة الدنيا وجنة الآخره فلا نشعر بشقاء في الدنيا لأننا نسعى في رضا الله، فأين كان رضا الله لن نشعر بالشقاء …. قال تعالى:

(الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد:28).

 

أضف تعليقك هنا