أسوء من البطالة

كتاب “ماذا حدث لثوره المصرية”

في كتاب “ماذا حدث لثوره المصريه للدكتور جلال امين

يتحدث الكاتب عن دواعي قيام الثوره في الفصل الذي اطلق عليه “اسوا من البطالة”
ليلفت انتباهنا الي تلك المأساه التي دفعت الكثير وخصيصا الشباب منهم للشعور بكم كبير من المشاعر السلبيه وانعدام الانتماء سواء تجاه البلد او تجاه الذات فهو لا يستحقر عمله الطريقه التي يجلب به لقمه عيشه وحسب وانما يستحقرر ذاته ايضا لقبول العمل في مثل تلك الوظائف التي لا قيمه له او تحصل رواتبه منه بالتسول”الشحاته ويلوم نفسه علي انعدام وجود البديل ,واتسائل من هو الملام الحقيقي علي مثل تلك الاوضاع ؟

وظائف غير مبررة

والحقيقه وفيما يتعلق بما هو اسوا من البطاله لكم اجد البارحه اشبه باليوم فلقد اصبحت المزله المشروعه والتسول شكلا واسعا من اشكال العمل واكتساب لقمه العيش , فالامر حقيقه هو امر حياه او موت , واصبحت الحكومه تواري الارقام الحقيقه في البطاله المقنعه او اشباه الوظائف , فلطلما اعتقدت انه في كل محطات الوقود بالعالم يوجد هذا العامل الذي يقوم بملي خزاناك بالوقود الا ان يبدو ان هذه الوظيفه احتكار للدول المتخلفه فقط التي لا تستطيع توفير وظائف تضيف قيمه حقيقه للمجتمع فتخلق العديد والعديد من الوظائف غير المبرره او ذات الاهميه المحدوده ما يجعل الفرد يشعر باستمرار بقله اهميته وقله اهميه ما يقوم به.

والحقيقه ان الكثير من تلك الوظائف غير المبرره والتي تدخل تحت مظله الخدمات لا تعتمد حتي علي عائد مجزي يكفي الحجات الاساسيه ليس لرب اسره ولكن لفرد بذاته وانما الاعتماد الحقيقي يكمن علي هذه الكلمات السحريه التيبس “البقشيش الذي يعد مبررا في تلك الحاله او مسئله حياه او موت فالكثير من هذه الوظائف صمم في الاصل علي الاخذ من هذا الفتات الذي يتكرم به الاغنياء او اثرياء المجتمع علي الطبقه الوحيده المتبقيه ففي عصرنا الحالي تكاد الطبقه التموسطه تختفي فهي في تماس مع الطبقه الادني اقتصاديا من المجتمع وظهرت فيه الامراض الاجتماعيه بشكلا يبدو خطيره بل انه يكاد يغير من طبيعه وبشاشه شعوبنا التي اعتدنا عليه فهل ستختفي تلك البشاشه ليحل محله الجشع والاستغلال ؟ ولا اذكر الظلم الذي اراه قد تفشي سابقا.

وهنا اضرب بعض امثله هذه الوظائف :

عامل الشنط “الحقائب” الذي يقوم بحمله لك من السوبر ماركت “السوق” الي سياراتك كشي من الرفاهيه ولا تنسي ان تقوم باعطاء بعض من الفتات فهو يعتمد عليه كثيرا للبقاء علي قيد الحياه , كذلك لدينا عمال السينما اللذين يرشدونك الي مقعدك في صاله العرض وينتظرون اللبقشيش فلا تنسي هذه ايضا احد الوظائف اشباه الوظائف.

الحقيقه ان نشئت هذه الاعمل ما كانت لتنشي لولا زياده الفجوه بين عدد الخرجين “عرض العمل بشكل عام” والطلب عليه.

أزمة البطالة و توظيف القدرات بغير محلها

وليس هذه الازمه الوحيده فيما يتعلق بالبطاله بل ان اجد ان الازمه الكبري في امر البطاله وما يخلق تلك الحاله من الحقد”الامراض الاجتماعيه بين الطبقتين التي يمكن ان نوجز فيهما المجتمع الان ولو ان هذا التقسيم يظلم كثيرا منعدمي الدخل , هي انت تعمل كوادر المجتمع واصحاب القدرات والمهارات في وظائف لا يحتجون فيه لاي من مما لديهم من قدرات او مما اهدرو سنوات عمرهم في دراسته فلقد عملت في عدد كبيرا من المطاعم وادهشني كم المهندسين الذين عملوا معي في تلك المطاعم باعتباره كليه قمه “وكيف لا وهناك من امسك بكل تلك المشاريع الهندسيه من اجهزه الدوله واحتكره لذاته” وفي الحقيقه ان اجد انه حتي من العيب ان نجد خريجي التجاره والحقوق في مثل تلك الوظائف نهيك عن اعتبار الامر عاديا , فلما اذا اضيع عمري في دراسه تلك الامور التي لا احتاجه في شي , ولكن هي انما فتره اخري تضاف الي سنواتك قبل ان تعتبرك الدوله باحث عن عمل لتزيد الفجوه من جديد.

اجد فكره السفر علي يد مقاول انفار في هذه الحاله مقبوله جدا بل ومبررا ايضا كيف لا وانت تعمل بالذل ولا تستطيع ان توفر ابسط متطلبات الحياه لك او لاسرتك.

تزايد الفجوة

ان الفجوه تتزايد يوما بعد يوم وانه ليصعب بشده ان يقوم الشعب او قطاع الاعمال بخلق الوظائف او اقامه المشاريع الانتاجيه في ظل هذا الكم من الضرائب الذي لا يوفر ايا من راس المال لاقامه مثل تلك المشاريع , فتزيد الفجوه يوما بعد يوم بزياده الضرائب , كما ان هذا ليس بجديد فقد صرح مسئولون ان ازمه البطاله لا يمكن حله الا بتصدير العماله لانه لا يمكن ان يستوعب سوق العمل المصري هذا الكم من العماله وفي هذه الحاله يجب دعم العماله المصريه وتدعيمه بقدر كبير من المنافسه وهو ما لا يحدث للاسف فلا يوجد الي الان مشروع او مبادره جاده في خلق التعليم المنافس الذي يخرج هذا القدر من الكوادر التي يمكن تصديره انما الامر يعتمد اعتمادا كليا علي مدي احتياج السوق العالمي او علي القدرات الذاتيه وامكانيه التطوير الذاتي لتلك الكفاءات , فهل من الممكن ان تقوم الدوله بتغير بعض من سياساته في حل هذه الازمه قبل ان تتفاقم اكثر من ذلك ؟

فيديو مقال أسوء من البطالة

أضف تعليقك هنا

أحمد خالد حسين

طالب بكليه التجاره وإداره الاعمال جامعة حلوان، أهوى الكتابه والقراءة.
أهتم بالسياسة والاقتصاد والتاريخ و ريادة الاعمال