أعشق الزهايمر – #البطالة

بقلم: هند بسام

لحظة الحرية

جميعنا منتظرون اللحظة التي نصبح فيها أحرارا في أنفسنا، دون التفكير بالضرائب التي ندفعها للحصول على هذه الحرية. كل ما يشغل تفكيرنا، التحرر من التزامات الدراسة وسيطرة والدينا. التحرر من أجمل التفاصيل الممكن أن يعيشها كل منا. تبنى أحلام كثيرة على عبارة ( حين أكبر ).

وتأتي تلك اللحظة المنتظرة حين نواجه العالم ومصاعب الحياة ومشاكلها، عندها نصاب بالنوستالجيا أي الحنين إلى الماضي، نتمنى لو عاد بنا عداد الزمن، وتعطل..وقتها ندرك أنا كنا نعيش على ريش نعام. ما أرويه الآن كل منا مر به أو يمر به، وإن لم تكن عشريني العمر، فسوف تمر به.

صدمة الواقع بعد التخرج

فرحتي بتخرجي من الجامعة وحصولي على البكلوريوس لم تدم طويلا أشهر فقط. حيث أتت صدمتي بالواقع، لم أجد أي فرصة عمل تليق بي كفتاة متعلمة. بعد معاناة استمرت لشهر وعدة أسابيع توظفت في شركة يقال إنها ذات صيت، ولكن لم أكن في المكان الذي يليق بي، قضيت فيها أبشع الأيام، وبسبب الفوبيا التي أصبت بها، لما كنت أراه من ظروف زملائي، لم أستطع الرحيل واستمررت، لم أعلم أني صبورة بهذه الدرجة، ولكن للصبر حدود في يوم قررت ترك العمل.

ورغم تركي للعمل في الوقت الحاضر، ولكني مازلت أتمنى فقدان الذاكرة لأنسى الأشهر التي مضت. في هذه اللحظة قد تصفني بالمتشائمة المحبطة، ليست بهذه البشاعة ربما حظك أنت سيئ، لا يعني أن الجميع يمر بما مررت به أنت. توجد فرص عمل كثيرة، وستتذكر أشخاصا تعرفهم لم يمروا بهذه الفترة، ولم يعانوا هذه المعاناة من الأساس.

يؤسفني أن أقول لك: إنك مخطئ هذه مشكلة أغلبية شبابنا، أو لربما أنت محق لم يمر به فلان وفلان، ولكن ليس لظروفهم الجيدة، بل لأنهم اختصروا الطريق، ولم يبحثوا عن فرص عمل من الأساس اكتفوا بوضع شهادتهم على الجدران واحتفاظهم بذكرياتهم الجامعية واسترجاعها بين الحين والآخر.

هذا ما تعلمته من تجربتي

في ختام أولى كتاباتي تعلمت درسا من هذه التجربة، ما يدور في ذهنك أني تعلمت كيف أتعامل مع العالم، كيف أواجه المصاعب، وأختار الحلول المناسبة للمشاكل، كما أن افكاري غيرت نظرتي للحياة. تغيرت تعلمت أن لاشيء سهل، كما يقال: (تجري الرياح بما لاتشتهي السفن)، وتعلمت تعلمت تعلمت.

يؤسفني أن أخبرك أنك لم تصب هذه المرة أيضا، لم أتعلم جميع ما ورد في ذهنك، ولكن تعلمت شيئا واحدا أن لا أتراجع عن قراري وأن تبقى كلمتي واحدة. أتمنى أنك فهمت ما أقصد.

بقلم: هند بسام

أضف تعليقك هنا