النهاية

بقلم: خالد الجامعي

متى ستكون نهاية هذا العالم ؟ 

كم تبقى من الوقت للجنس البشري ؟ هل النهاية قربية أم لا؟ هذه الأسئلة منذ البداية تشغل الإنسان و لم يجد لها جوابا  يشفي فضوله و كلما ظن أنه ٱقترب من الحقيقة يجد نفسه بعيدا عنها كل البعد. قبل أكثر من ألف وأربعمائة سنة من الأن نزلت الأية الكريمة ٱقتربت الساعة و ٱنشق القمر ” في دلالة على أن الساعة قريبة و لم يعد أمام الجنس البشري الكثير من الوقت ، جميعنا دون ٱستثناء عندما نفكر بأن هذه الأية نزلت قبل هذه السنوات الطويلة نقول كيف قربية و حتى الأن لم تنتهي الدنيا وليس هنالك علامات تدل على أن النهاية قريبة؟

كل القوانين الكونية مازالت منتظمة دون أن يحدث فيها أي خلل كيف إذا أنذرت الأية بأن الساعة قريبة و تمر ألف و أربعمائة سنة دون أن تنتهي بل و العلوم تقول لنا بأن نهاية نظامنا الكوني الذي نوجد فيه لن يكون قبل وقت طويل ؟ الجواب ببساطة لأننا نفكر وفق المساحة التي تسمح به ثقافتنا و معرفتنا نقيس السنوات حسب حركة الأرض حول الشمس ومن ثم نطبق هذا المعيار الزمني على كل الأشياء و لكأنه ثابت كوني  فالسنة عندنا طولها 365يوم لأن سرعة دوران الأرض لاتسمح لها بأن تكمل دورة كاملة حول الشمس إلا بعد 365يوم الزمان الذي نقيس به نسبي ففي كواكب أخرى السنة متغيرة عما نعرفها لذلك هذه الألف و الأربعمائة سنة ليست مدة طويلة إلا بالنسبة لنا أما بالنسبة للكون قد تكون لاشئ مجرد بضع ثواني أو دقاءق وحتى يفهم القارئ هذه النقطة جيدا سنقوم بتبسيط فكرة أن الزمن الذي نقيس به نسبي.

مثلا الطفل عندنا عندما يلقنونه دينه يقولون له بأن هذه الدنيا بكافة عناصرها و الكون كله خلقه الله في ستة أيام فقط يصدق الطفل هذا ولا يشك فيه لأنهم يقولون بأن الله على كل شئ قدير و يستطيع فعلها في هذا الوقت القصير و بالطبع اليوم الذي يقصدونه هذا اليوم الذي يمتد لأربعة و عشرين ساعة حتى الأن ليس هنالك مشكلة إيمان الطفل و عقيدته تتسمان بالثبوت الذي تركه فيه من علموه دينه و لكن المشكلة تحدث عندما يتعرف على العلم الذي يقول له بأن الكون نشأ خلال مليارات السنين و المادة ٱستغرق تكونها ملايين السنين كذلك الذرات لاتندمج إلا بعد سلسلة من التفاعلات التي بدورها تتطلب كثيرا من الوقت وللأسف هذا حقائق علمية لا يمكن إنكارها أبدا.

ماحكاية الستة أيام؟

هل خلق الله كل شئ في ستة أيام ومن ثم وضع هذه القوانين التي أوصلتنا إليها العلوم في مرحلة ثانية أي خلقها في ستة أيام ثم جعل له قانونا بأن لا يكون تكونها إلا في مدة طويلة و لكن هذا مستحيل الله صفته الكمال و لا يقوم بهذا و الأفعال الغير منظمة الإنسان وحده من يقوم بها للأسف لا يجد الطفل تفسيرا لهذه الأشياء خوفا منه بأن يمس المقدسات الدينية و يعيش بهذه المتناقضات داخله و التي تكون السبب في هدم ٱكتمال إيمانه و ٱنحرفاته المستقبلية.

إن فهمنا ياسادة لهذه الأيام ستة خاطى هي ليست ستة أيام بالمقياس الزمني الذي نعرفه هي ليست أيام كل يوم مقداره أربعة و عشرين ساعة إنها ستة أيام لانعرف كيف كان تزمنها قد يكون اليوم فيها بملايين السنين مما نعد على أرضنا و الدليل بأن مفهوم الزمن ليس ثابت كما نعرفه الأية الكريمة “في سورة السجدة التي تقول “في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون”هنا تكون الفكرة قد صارت واضحة جيدا و يجب أن نلغي فكرة أن ألف وأربعمائة سنة مدة طويلة.

قيام الساعة

و في الحديث عن قيامة الساعة هنالك مجالين ٱثنين الأول

العلم

يقول أنه بعد ملايين السنين سينفذ الوقود الشمسي و ستتكور الشمس على نفسها بفعل طاقة الجذب داخالها و سيختل بذلك توازن الكواكب حولها بما فيهم الأرض و ستنتهي الحياة.

الدين

أما بالنسبة للمجال الثاني وهو الدين يقول لنا بأن لقيام الساعة علامات تنقسم لكبرى و صغرى و في هذا المجال المساحة لتفنن واسعة أمام الجميع فالكل يقوم بمحاولة إيجاد هذه العلامات الصغرى و الكبرى في الواقع و الفءة الأغبى و الأكثر إجتهادا تشكل الواقع على الطريقة التي تتناسب مع هذه العلامات لتخرج للنور فكرة أن الدنيا قريبا تصديقا للأية الكريمة.

لماذا لانترك هذه الأسئلة التي لن نجد لها إجابات ثابتة سواءا في المجال الديني أو العلمي و التي تفتح المجال لعديد المغالطات و تسمح لذوي العقول المحدودة أن يكونوا أصحاب رأي و أفكار ؟ لماذا لانغير مجال بحثنا إلى مجال بحث ٱخر يكون فيه الخيال أكثر تقيدا بالعقل و المنطق و قد نجد بذلك فكرة ثابتة نستطيع بها أن نقدر على الأقل المسافة بيننا و بين الحقيقة حتى إن كان الوصول إليها مستحيلا.

مراحل حياة الانسان

مثلا فلنطرح سؤالا بكم من مرحلة يمر الإنسان من خلال حياته أي كم من مرحلة سيعيش الجنس  البشري من بداية الخلق إلى قيام الساعة ؟ و ماهي المراحل التي سيعيشها الإنسان قبل قيامة الساعة ؟ في رأيي الجنس البشري في هذه الدنيا سيمر بمرحلتين ٱثنين أي لن تنتهي الدنيا قبل أن تنتهي هاتين المرحلتين:

المرحلة الأولى الإكتمال الروحي

و قد مر بها و ٱنتهى و أما المرحلة الثانية فهي  الإكتمال العقلي و هو الأن يعيشها و الإكتمال العقلي هنا لانعني به هنا بلوغ  العقل الإنساني درجة الكمال بل نعني به وصول الإنسان  إلى الحدود التي يقف عندها  عقله و تقديمه أكبر طاقة ممكنة له ، من المؤكد أن هنالك نقطة يتوقف عندها العقل لكن لا يستطيع الإنسان تحديد هذه النقطة و إذا ماحاول تحديدها فإن هذه النقطة تكون من صنعه أي أنه هو الذي صنعها و لم تفرضها قواه العقلية.

قد يقول البعض بأن الغيب هي النقطة التي يتوقف عندها العقل و لكن هذه فكرة خاطئة  يجب أن نتخلص منها يجب علينا أن نلغي العقل و نسقطه من حساباتنا عندما نتحدث عن الغيب فالعقل لم يتشكل ليتعامل مع شئ مثل الغيب  وإنما تشكل ليتعامل مع أشياء واضحة يستطيع أن يسلط عليها قواه التحليلية و الفكرية و رغم ذلك يستطيع المرء أن يطلق العنان لخياله بما يخص مسألة الغيب و يستنتج أشياء تبقى مرفوضة من المنطق العقلي حتى وإن صدقت و تحققت.

أما عن الإكتمال العقلي

يجب أن لا يسبق الحديث عن  الإكتمال الروحي لذلك يجب علينا أن نشرح في مرحلة أولى مسألة أو مرحلة الإكتمال الروحي ، من خلال قراءاتنا للتاريخ سنلاحظ أن الإنسان منذ أن خطى أول خطواته على هذه الدنيا أدرك ضعفه و عدم قدرته على حماية نفسه و إن هذه الفكرة قفزت في ذهنه في أول لحظة شعر فيها بالقلق على ٱستمرار حياته و لكن بالمقابل هذا لا يعني أبدا أنه لولم يقلق على ٱستمرارية حياته لما شعر بضعفه و بدأ يبحث عن قوى تفوق قواه البشرية حتى يستعين بها  و يطلب منها العون عند الحاجة ، هذا الإيمان بالضعف و عدم القدرة على حماية النفس جعل أرضية النفس الإنسانية جاهزة لتقبل الإيمان بأن لهذه الحياة ذات عليا تتحكم فيها و تنظمها و لو أن الإنسان وجد نفسه قويا لاشئ يقهره أو يهدد حياته لما ٱنشغل بالبحث عن قوى أخرى أكبر من قواه لأن مع ٱدراكه لقوته ستنموا داخله المكابرة التي تعميه عن الحقائق و تصنع التجبر و الطغيان.

البحث عن الذات العليا هي أولى خطوات الإكتمال الروحي

إذا سنقول أن الإنسان خطى أول خطواته نحو الإكتمال الروحي عندما شعر بضعفه و بدأ بالبحث عن الذات العليا التي لابد أن تطاع و تعبد و رحلته ستكون طويلة حتى تنتهي عندما أعلن الرسول أن الدين عند الله هو الإسلام في اللحظة التي قال فيها اليوم أكملت لكم دينكم حصل الإكتمال الروحي أي أن ٱكتمال الروح الإنسانية قد تم كل الأشياء صارت واضحة الدين الذي يجب أن يتبعه هو الإسلام و الذات العليا لاتعبد إلا عن طريقه و التوازن الداخلي لا يتحقق من دونه حتى و إن تم ٱنكار ذلك ،فلنعد الأن إلى ماقبل الإسلام أي إلى كل من الديانة اليهودية و المسيحية سندرك بأنهما كانا تمهيدا لظهور الإسلام و جعل الروح البشرية جاهزة لإستقبال الدين الذي يحقق لها الكمال من أجل توازنها ، الديانة اليهودية كانت قد سبقت المسيحية ومن خلال دراستنا لها سندرك بأنها نزلت بمثابة الخلاص على قوم تعرضوا للإضطهاد في كافة مراحلهم التاريخية حتى لا يحيدوا عن الطريق الصحيح و الدين اليهودي لم يأمر بالتسامح التام مثل المسيحي وهو مالا يمكن أن يتفق مع مجموعة في داخلهم كم هاءل من الحقد الدفين الذي جعلهم يحاولون رد ٱعتبارهم بشتى الوسائل و بذلك دينهم سمح لهم بالثأر و القصاص ممن ٱضطهدوهم أما الدين المسيحي الذي نزل على الفلاحين الفقراء الذين لاحول لهم و لا قوة دعاهم إلى السلم التام حتى أن السيد المسيح قال من يصغع لك خدك الأيمن أعطه خدك الأيسر ليصفعه و هذا مالا يمكن أن يتفق مع طبيعة اليهود الذين يمتلؤون حقدا و يرغبون داءما في الإنتقام و لذلك تاريخهم مليئ بالمكاءد للمسيحية و من ثم للإسلام في مرحلة أخرى إذا فلنقل بأن اليهودية أتت في جهة و المسيحية في جهة أخرى.

الاسلام دين الوسط

و من ثم عندما مرت الروح الإنسانية بهتين المرحلتين و عاشت في الجهة الأولى و من ثم في الجهة الثانية لم يتبقى لها سوى أن تعيش في الجهة الوسط أي في الإسلام و تستقر هناك حتى النهاية  فالإسلام دين الوسط سمح لنا بالقصاص و لكن بالمقابل أخبرنا بأن لنا الأجر إذا ماٱخترنا السلام و الإسلام لم ينزل على قوم ٱمتلئ تاريخهم بالإضطهاد و حملوا كميات هاءلة من الحقد أو على قوم ضعاف لاطاقة لهم بأن يسترجعوا حقوقهم و لا خيار لهم سوى السلام التام و إنما على قوم أصحاب مبادئ و أفكار لم يلوثها الحقد و لكننا لا ننكر ٱتصاف هؤلاء القوم بالشراسة و الطباع القاسية التي قام الإسلام بتنظيمها في مرحلة أخرى بذلك الإسلام لم ينزل بين العرب صدفة كما أن اليهودية لم تنزل على بني ٱسراءيل صدفة و المسيحية لم تنزل على قوم عيسى صدفة فالروح مرت بعديد التقلبات و الهزات لتبلغ درجة الكمال في النهاية و قد تكون تلك الأية “ٱقتربت الساعة و ٱنشق القمر” دلالة على ٱنتهاء المرحلة  الأولى و ٱكتمال الإنسان روحيا ومن ثم لم يتبقى له سوى أن يسير نحو المرحلة الثانية.

بعد هذه الرحلة الطويلة التي عاشتها الروح الإنسانيةنحو كمالها ظهرت محاولات لهدم هذا الكمال و صنع بديل للأديان و لعل أهم بديل تم وضعه الماركسية التي رفضت الأديان و أسقطتها و قالت بأن الدين أفيون الشعوب فٱجتمع لنصرة هذا الفكر الفاجر ملايين الأشخاص الفارغين روحيا  الذين قادهم  الحقد و محاولة الثأر ونشر  العدل بالاعدل  و ٱتباع المنهج الاأخلاقي بٱعتبار أن الأخلاق حجر يقف في طريق الإنسان يتعثر به في طريقه نحو الحياة التي يجب أن يعيشها فنراهم يطلقون الحمامات البيضاء عاليا و من ثم  يطلقون عليها النار لإصطيادها فخرجت للحياة أجيال همجية روحه فيها من عدم التوازن مثل الذي في روح الإنسان الأول أو أكثر من ذلك بكثير ، إن الحديث عن المشاكل التي خلقها الفكر الماركسي ( و لعل أبرزها السماح للإنتهازيين بالتوغل أكثر في مراكز القوة )لا ينتهي أبدا  و لكن نكتفي أن نقول بأن كل فكرة قد ولدت في عقل يملؤه الحقد هي فكرة لقيطة ستنجب الكثير من اللقطاء الأخرين مثلها  ولا يمكن أن نسقطها إلا فكرة أخرى ولدت في عقل لم يعرف الحقد يوما و أيضا كل فعل لا أخلاقي مهما كان دافعه لا وجود لمبرر له و يحول صاحبه من مظلوم إلى ظالم و أخيرا كل محاولة تحاول أن تمس التوازن الروحي للإنسان و كمالها هي وبلا أدنى شك رصاصة ٱطلقت لتصيب قلب الجسد الإنساني لتقتله الدنيا مليءة بشياطين الإنس الذين لايرون أبعد من مصالحهم و مستعدين لأن يدوسوا بأقدامهم كل ماهو جميل و جيد يستحق الإحترام و التقدير مبدأهم اللامبدأ و قواعدهم التي يتبعونها هي اللاقواعد  حيث يجب أن تكون هنالك قواعد عاداتهم و تقاليدهم مستمدة من ماضيهم و تاريخهم الأسود و أخلاقهم كتبها حقدهم على جدار نواصيهم ،إن العدل في هذه الدنيا لن يتحقق مالم تكسر شوكة كل من ظلم و حفر ليهدم البناء العظيم الذي شيدته الأخلاق الإنسانية و الإنسانية في حد ذاتها لن تحقق مالم يتم التصرف بلا  ٱنسانية  مع أعداء الإنسانية فعندما تنحدر الأخلاق إلى أسفل نقطة لها و يصير الفعل اللاخلاقي أقوى و أكثر جرأة من الفعل الأخلاقي يكتسب الفعل اللاإنساني شرعيته ضد من سببوا الإختلال و هدم التوازن لأن إعادة ٱعلاء الأخلاق تكون أهم.

الصدفة في حياة الانسان

في هذه النقطة بعد أن تحدثنا عن رحلة الإنسان نحو الكمال الروحي حان الوقت لنقول لماذا هذه المرحلة قد كانت هي الأولى و سبقت المرحلة الثانية التي لم نتحدث عنها حتى الأن  هل كانت صدفة أم أنه شئ مدبر  و محسوب؟ قبل كل شئ ليس هنالك شئ ٱسمه صدفة حتى أبسط التفاصيل و الأحداث التي و قعت أو ستقع  و الصدفة هي الشئ الذي يلقي عليه العقل البشري فشله و عجزه عن إيجاد الإجابات الشافية و كلما ٱتسعت ثقافة المرء أكثر قل ٱستعماله لهذا المصطلح اللعين و الأن فلنرجع لسؤالنا الذي طرحناه : مرحلة الكمال الروحي كانت مدبرة و أتت أولا لأن الإنسان لن ينجح في تحقيق أي تقدم مالم يكن داخله توازن تام فالإنسان البداءي كان كل قلقه يدور حول كيف سيضمن بقاءه و كيف سيعوض الضعف الذي فيه و كل طاقاته ٱستغلها في سبيل ذلك حتى عندما تطور قليلا كرس فكره و علومه من أجل الوصول إلى الحقاءق الكونية و من ينظمها و أيضا من أجل أن يبتكر أشياء تساعده على محاربة قوى الطبيعة و لم يكن بحثه من أجل تحسين حياته و من أجل رفاهيته  و لكن عندما يحقق التوازن الداخلي سيكون له كم هاءل من المحفزات من أجل السير في طريق التطور و التقدم ، هذا هو مبدأ الإنسان دعني أول الأمر أضمن بقاءي ،أضمن بأنني لن أجوع و لن أتشرد و أنني بمأمن و عندها سأقدم للحياة أشياء تفوق قدرتها على الإستيعاب.

المرحلة الثانية الإكتمال العقلي

الأن فلننتقل للحديث عن المرحلة الثانية ألا و هي الإكتمال العقلي و التي كما سبق و قلنا لا نعني بها بلوغ العقل الإنساني درجة الكمال و إنما وصول الإنسان إلى الحدود التي يقف عندها عقله و بلوغه درجة كبرى من التطور تتوافق مع قدراته أي ٱستنفاذ الطاقة العقلية و تقديم العقل الإنساني أقصى مايمكن له أن يقدمه ،متى ذلك ؟ لانعرف ولا يمكننا أن نعرف و كل محاولة لتحديد ذلك هي حكم بشلل على العقل و إيقاف لعمله لكننا نستطيع أن نتحدث عن النقطة التي يقف عندها العقل البشري بأن نقول بأنه ٱستنفذ كل طاقاته عندها  و بلغ تحت بابها أقصى درجة من التطور  .مازال الإنسان يحاول فك الألغاز دون أن يفقد حماسته رغم كل الفشل و الأخطاء التي يمكن أن يقع فيها مازال ٱنتاجه غزيرا رغم كل التنبؤات التي تقول بأن ٱنتاجه سيضعف و سيخف بات المجال الذي تتحرك فيه الخرافة ضيقا جدا حتى أنه ينعدم تماما في بعض الأحيان وهنا الحديث يكون عن المجتمع الإنساني بصفة عامة حيث أنه لو بحثنا لوجدنا أن بعض المناطق لازالت تعتبر الحاضنة التي تكبر فيها الخرافة و تعيش ( الخرافة ولدت في العقل الإنساني عندما لم يجد الإجابات الضرورية التي تشفي فضوله و عندما لم يكن يملك الأدوات و الوساءل اللازمة لبلوغ الحقيقة كانت بمثابة المسكن أو المهدى للفضول لكن العقل تمسك بها و ٱعتبرها الدواء الشافي )، الله سبحانه و تعالى قد خصنا عن جميع مخلوقاته بالعقل و لا أظن أنه لن يمنحنا الوقت الكافي لكي يصل ٱستخدامنا له  لأعلى مستوياته  و هنالك نقطة لايعرفها الكثير منا أنه بقدر مايكون ٱستخدامنا لعقولنا أكبر نقترب من الله أكثر و يكون تحقيقنا لوجودنا أكبر .

و أخيرا إن بلوغ الكمال العقلي ستتزامن معه أشياء أخرى الطمع سيبلغ أقصى درجاته

الكبر أيضا سيلغ أقصى درجاته
الحب و الكره سيبلغا أشد درجاتهما
الأخلاق ستبلغ أقصى درجاتها
الاأخلاق ستبلغ أقصى درجاتها
الخيال ستضيق مساحته
المنطق سيصبح أكثر ثباتا
الروح الإنسانية ستبقى غير مفهومة لكنها ستقدم أقصى ماعندها
النفس البشرية ستحوي داخلها أشرس الحروب و أعنفها إلى أن يأتي الوقت الذي يمطر العقل على أرضها و تشرق عليها شمس البصيرة.

بقلم: خالد الجامعي

أضف تعليقك هنا