الاستيقاظ المفاجئ
فجأة استيقظت بعد نومٍ طويل. استيقظت تحدث نفسها: مالذي حصل؟ ولمَ هذا السبات العميق؟ وكيف تركت نفسي أتوهُ في نومٍ أليم؟. فجأة استيقظت وما أن فتحت عينيها لتبحث عن صديق أو حبيب لم تجد. استيقظت جسداً، ولكن روحاً كانت قد بدأت تموت.
واستيقاظها بسبب الألم ورغبة بالخروج للنور، وفجأة وأثناء الاستيقاظ جاء. لا تدري من أين أتى؟ فهي لا تترك باباً مفتوحا، ولا تعطي المفتاح، محال. ولكنه أتى. فتح الباب ودخل بدون استئذان. لا، ليس دخولاً ولكن اقتحام. لم تمانع أن يفتح هو الباب لتغذي لديها شوقاً للحديث شوقاً لصديق شوقاً لعالم جديد.
الزائر الغريب
لم تمانع أن يفتح الباب ذلك الزائر الغريب المقتحم الذي يختلف عنها في كل شيء، وإن تشابه الفكر إلا أن المكان والزمان والمحيط تعيس. بدأت تصارع نفسها لتعود للنوم الذي كانت تهرب منه، ولكنها لم تستطع فقد استيقظت لديها الحواس، وتجرعت جمال الحياة وحلاوة الرفقاء.
لم تستطع أن تخسر ما بقي لها، وتضيعه في نوم جائر ظالم يحبس الجسد في السرير، والعقل في سبات عميق، ويهدر وقتاً كان يمكن أن يصنع فيه المستحيل. ذلك المقتحم لم يكن مجرد شخص أو صوت، وإنما كان إيذاناً بالتحرر والخروج من القمقم، وتحمل قساوة الشمس وخشونة الأرض.
كان دعوة لخوض التجربة بما فيها من ألم وفرح. ذلك المقتحم قدم دعوة لرؤية عوالم جديدة لن تعرفها إلا إن هي خاضتها بإقتناع ورغبة، وتحملت عواقب هذه الرغبة. لتثري جوانب حياتها بشخوصٍ ومواقف وقرارات.