رؤية2 – #تربية

حياء عثمان 

وذاك عثمان ذو النورين السخي الحيي، فعن يحيى بن سعيد بن العاص أن سعيد بن العاص أخبره أن عائشة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم وآله- وعثمان حدّثاه: “أن أبا بكر استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على فراشه لابس مرط عائشة، فأذن لأبي بكر، وهو كذلك، فقضى إليه حاجته ثم انصرف، ثم استأذن عمر فأذن له وهو على تلك الحال، فقضى إليه حاجته ثم انصرف. قال عثمان: ثم استأذنت عليه، فجلس، وقال لعائشة: اجْمَعِي عَلَيْكِ ثِيَابَكَ. فقضيت إليه حاجتي، ثم انصرفت. فقالت عائشة: يا رسول الله، ما لي لم أرك فزعت لأبي بكر وعمر- رضي الله عنهما- كما فزعت لعثمان؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِنَّ عُثْمَانَ رَجُلٌ حَيِيٌّ، وَإِنِّي خَشِيتُ إِنْ أَذِنْتُ لَهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ أَنْ لاَ يَبْلُغَ إِلَيَّ فِي حَاجَتِهِ”.

وفي سخائه قصص معلومة، منها تجهيزه لجيش العسرة وشراؤه بئر رومة من يهودي ووقفه للمسلمين. هؤلاء صحابته وخلفاؤه وتربيته، أولاء كان الأوجب أن يكونوا القدوة. عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أَرْحَمُ أُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهَا فِي دِينِ اللَّهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهَا حَيَاءً عُثْمَانُ “.

شجاعة علي بن أبي طالب وإقدامه

يُعتبر الإمام علي بن أبي طالب أشجع العرب، والمسلمين، فقد اشتهر -رضي الله عنه- بهذه الصفة، نظراً لكثرة المواقف التي أظهر فيها شجاعة فائقة لا نظير لها على الإطلاق؛ ففي يوم بدر كان الإمام علي -رضي الله عنه- أحد الثلاثة المُسلمين الذين تقدّموا لمبارزة ثلاثة من المشركين، وفي غزوة الخندق تقدّم وحده لمبارزة عمرو بن عبد ود، الذي عُرِف بقوّته الفائقة، وهزمه، وفي غزوة خيبر كان الإمام علي -رضي الله عنه- الصحابي الذي فتح الله تعالى على يديه حصن خيبر المنيع، فضلاً عن العَديد من المواقف العظيمة الأخرى.

كما أن له قدما راسخة في العلم الشرعي وغيره من العلوم، كما اشتهر بالحكمة وأقواله تردد ليومنا هذا لبلاغتها وفصاحتها وإيجازها. أولاء خيرة الاخلاق وأجمل الصفات الحياء والقوة، المروءة والشجاعة، الحنكة السياسية والتواضع، الزهد والسخاء، الحلم والشدة، التقوى والإخلاص، البر والعطف، الصدق والأمانة.

كيف صارت أخلاق المسلمين اليوم؟ 

لكن ما يحز في النفس هو ما آلت إليه تلك التربية التي أنشأها خير الخلق وأصحابه. إذ ما نراه في مجتمعاتنا العربية التي كانت مهد تلك التربية والأخلاق الإسلامية المتفردة قد بدأت تتفشى فيها أخلاق وتربية مختلفة، ما كانت من خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا من خلق صحابته.

ظهرت التبعية الأخلاقية للغرب، ظهرت سلوكيات دخيلة على الشباب المسلم تحت مسميات مغلوطة. فالاختلاط صار صداقة، والتعري صار تحررا، والكذب صار دهاء، والنفاق صار ضروروة للشغل، والتشبه بالنساء أصبح حرية شخصية. وكانت هذه مجرد أمثلة و غيرها كثير.

مسؤولية الآباء والأسرة 

إلى أين. إلى أين، جميعكم آباء وأبناء، فهذه المعضلة ليست حمولة على عاتق شخص بالذات، أو جهة معينة بالتخصيص، بل هي كارثة مجتمعية عامة يجب أن يتشارك فيها الجميع صغيرا وكبيرا، رجلا وامرأة، تابعا ومتبوعا لأن المعنيّ بها كلنا.

فبدل الثورة على الأنظمة والثورة على الحكومة ثوروا داخل بيوتكم حكوماتكم المصغرة، وأصلحو أفراد دولتكم داخل جدران بيوتكم. لا تقولو أن من التربية أن تترك ابنك دون رقابة ودون رعاية وعناية بكل صغيرة وكبيرة، إنك تبني فيه شخصية قوية، بل تتركه حرا لهواه ولشيطانه. لا تقل لي أن من التربية أن تجعله يتخذ قراراته بنفسه منذ صغره لتعلمه تحمل المسؤولية، علمه أولا معنى قرار ومعنى مسؤولية.

فيديو مقال رؤية2 – #تربية

أضف تعليقك هنا