رواية لا آخر لها

واقع الحياة في بلدي

في حينا البائس الذي تملؤه عصافير لا أعرف اسمها. طرقت الباب بعد يوم متعب. كان بسام قد اشتبك مع المدير سمير بالأيادي، لا أعرف ما هو السبب؟ لكنني سمعتهم يقولون questionnaire  أي استفسار حول الغياب، فرد عليه بسام صديقي بعنف: إنه كذلك يتغيب عن العمل، ويدخله متأخرا ولا أحد يحاسبه. و بعد ذلك. ( مصارعة حرة ونساء تولول ).

فتح أخي منير ذو الرأس المحدب الشرفة من فوق ليرى من الطارق، ثم نزل ليفتح، لا أدري لمَ نتنابز بالألقاب؟ ربما هي عادة في عائلاتنا، الدين ينهى عن التنابز و نحن نملكه، نملك شكله ولا نملك روحه. دخلت البيت إلى غرفتي مباشرة، لا أستطيع العيش مع هؤلاء. بلدي تغرق، وأنا أغرق معها. الدخل ضعيف جدا. المواطن البسيط لا يستطيع العيش من خلال دخله، تريد مني طاطا فاطنة أن أتزوج، مسكينة، امرأة من زمن البون.

يقولون أن الحكومة الماسينيسية تريد أن تعطي الشباب قروضا بنكية، سيكون ذلك جيدا، لكن أحد مشايخ التلفاز قال بتحريم هذا القرض، لا أعرف ما بيدي فعله، عمري خمس وثلاثون سنة، اسمي لا يدل على شخصي تماما، فتامر اسم شخص غني، وأنا لا أعتقد نفسي كذلك.

لا أملك شيئا سوى أجرة شهرية زهيدة  2 مليون دينار ماسينيسي… و أم حنون و طاطا فاطنة جارتنا التي تبكي على طلل زوجها كل مساء.

********

يوم المباراة

السادسة مساء

يقترب لون السماء من الأسود ربما هو رمادي، و تقترب مباراة المنتخب الوطني من البداية، أستطيع الآن أن أتجول في المدينة، في هدوء تام و بنفسية مرتاحة.

لا أناس و لا شرطة و لا سيارات أجرة، الكل في المقاهي وصالونات الشاي ينتظرون صافرة الحكم وما أدراكم ما الحكم، رجل متسلط  يملك بطاقتين من كرتون صفراء والثانية حمراء، و الجماهير غاضبة منه لأنه لم يمنح ركلة جزاء لأصحاب الأرض.

أناس يجرون وراء كرة من الجلد يأخذون أموال قارون ورجل سكير إلتقيت به في وسط المدينة يلعن أيامه و يبكي حظه بعدما جردوه من وظيفته بسبب مقال فضح فيه أحد قادة ماسينيسا.

امرأة تتسول أمام مسجد الشهداء وأخرى تتاجر بعرضها من أجل قوت يوم أبنائها في حي الهواوي و تلتقط الزبائن أمام الشرطة التقاطاً وما أدراكم ما تفعله الشرطة معها، أطال الله عمرهم .

فتاة حي الهواوي

تنورة قصيرة وخيط يتحكم في زمام قميصها الذي يكاد يسقط ليظهر مفاتنها تكاد أعين المارة تخترق صدرها وسيقانها العارية كما ولدتها أمها حُرة دون ثياب و بحبل الولادة.

شهوات تتقاذف حيوانات تريد الخروج منها، كنت أرواد نفسي أنها تملك حزنا بداخلها تقتله تلك النشوات الرجالية يوما بعد يوم لكنه يأبى الموت،كان هذا المشهد بحي بيير جاك العتيق ذات يوم.

كلمات قبيحة يتفوه بها المارة بأصوات خشنة و أخرى مرنة بإيقاع الزاي و الكاف و الباء، علب البيرة منتشرة في المكان قد شغفها حبا.

و أغنية ماميدو “نتا العدو” تنطلق من شرفة أحد البيوت بصوت ذكر رفض أن يكون رجلا إنه مغن واعد يحاول أن يكون أنثى وأحسبه قد فشل  حسب بائع عصير الليمون، بحي الهواوي.

و ما بائع الليمون أقدس من رئيس الجمهورية و إمام المسجد إذا عطش أهل ماسينيسا فهو منجدهم.

*********

درماوي show

درماوي show ،برنامج أسبوعي أتابعه، يحكي عن حالات القهر الأسري و الاغتصاب و زنا المحارم كان عدد المتصلين في حلقة اليوم كبيرا  اتصل رجل أربعيني، ثم شابة في مقتبل العمر تحكي قصة بائسة  يملؤها التشاؤم من كل حدب و صوب.

كانت آمنة مستقرة في إحدى القرى الماسينيسية الجميلة يأتيها رزقها رغدا من محصول السنة الذي تركه لها زوجها قبل وفاته حتى جاءت فترة حكم فيها أحد رؤساء البلدية المتسلطين فزاد الأسعار على الفقراء و فرض عليهم الضرائب و استأنس إلى الأغنياء في القرية فأصبحوا أصدقاء له.

قصة ليلى

بعد يوم و ليلة انقلبت حياة ليلى التي تركها زوجها بسبب واجبه الوطني في الجيش فرجع إليها جثة هامدة..بعد اشتباك مع الإرهابيين،كانت تتحدث عن مأساتها و تذرف دموع الحسرة للأستاذ درماوي كان متأثرا هو كذلك،فجأة.! غلبته دموعه.

كانت تسرد  قصتها و كأنها تنسج في قميص الأمل لنفسها قميص لابد أن تلبسه يوما فإن بعد العسر يسرا،ثم أردفت قائلة أنها لم تستطع أن توفر قوت أبنائها.

فذهبت لتبحث عن عمل في المدينة،بعد وصولها إلى سوق المدينة بدأت في سؤال التجار واحدا واحدا عن عمل لها لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن،لم يقبل بها أي أحد منهم الكل يملك عاملا في متجره وهي لا تملك واسطة.

جلست ليلى من التعب على إحدى الأرصفة طأطأت رأسها من الحسرة،لكنها أحست بشخص يقف أمامها فرفعت رأسها موجهة نظرها إليه.

قال مبتسما : أنا لدي ما تريدنه

قامت فرّحةً مبتهجةً بعد أن أمرها باتباعه لكنّها بقيت مرتابة

شخص غريب يملك عضلات hulk العملاق الأخضر، ربما سيعتدي عليها؟

وصلت إلى أحد الأزقة الفارغة الضيقة ثم دخل الرجل الضخم إلى إحدى البنايات الهشة التي كتب على جدرانها عدة مرات : بيت شرف أو بيت شريف،بدأ الخوف يسري في كل جزء من جسدها حاولت الفرار لكنها وجدت أحد الفتية ينتظرها كفريسة ينتظرها الضبع بعد أن يفرغ منها الأسد.

خرجت إحدى النسوة، بوجه شرح و ابتسامة لم تدم طويلاو أدخلت ليلى إلى البيت،قاطع الأستاذ هنداوي ليلى قائلا: هل نستطيع معرفة البيت والحي من فضلك؟

– قالت ليلى :أتقصد البيت الذي دخلته مع تلك المرأة فقال:نعم.

أجابت ليلى ..لكن سوء حالة الهاتف لديها ربما كانت السبب زيادة على سوء الأحوال الجوية التي أخرجتها عن التغطية، عاود هنداوي الاتصال بها لكن الجواب كان : إن خط مراسلك مغلق أو خارج نطاق التغطية.

انتهى البرنامج..و انتهت دموعي معه، غدا يوم جديد.. كما قال بن هدوقة.

*******

الذهاب الى محطة التلفزيون

يوم الجمعة الساعة تشير إلى التاسعة صباحا الكوابيس ملأت ليلتي البارحة جائني أحد الشيوخ في المنام  وأمرني بالذهاب إلى درماوي صاحب البرنامج وأن أقول له : خذ الكتاب بقوة.

لم أفهم شيئا ظننت لوهلة أنني قد جننت ثم انفجرت ضاحكا في سريري،خرجت من البيت بعد أن لبست بدلتي الأنيقة  التي ألبسها في المناسبات الرسمية، لكنني وجدت نفسي أمام مقر تلفزيون “الحقيقة”، توقفت لحظة (ماذا أفعل هنا، ألم يكن حلما فقط أم أن لهفتي و شوقي إلى معرفة كلمات الشيخ في المنام، هي التي قادتني إلى هنا)

خذ الكتاب بقوة، ترى ماذا يعني ؟ و لماذا الأستاذ درماوي تحديدا؟

دخلت المقر و سألت عن الأستاذ، لكنهم قالوا لي أنه غادر إلى منزله، طلبت منهم رقم هاتفه، لكنهم اعتذروا لأنه يتلقى تهديدات كل مرة من طرف مجهولين،هذا هو حال الحقيقة في العالم الثالث وحال من يصنع منبرا لها.

لم يدم تفكيري طويلا، بعدما خرجت من مقر الفضائية فقد عزمت على الالتقاء بهنداوي اليوم لقد كان الفضول يأكل تفكيري أكلا،

فجأة توقفت سيارة audi أمام المقر، ليخرج أحد البوديجارد، من الباب الأمامي،  لكي يؤمن الموقف لسيده الذي سيخرج،فتح الباب ليخرج الرجل الثري من السيارة الفخمة وبفعل لا إرادي، قلت: بابابابا….ما شاء الله.

هذا هو حال الفقراء…ينظرون إلى الغني نظرة السيد لكنهم لا يراعون ما في عقله أكثر مما في جيبه و ما يملكه،لقد ظهر فجأة “الرجل المهم”  السيد المطاع ثم نزع النظارة الشمسية كنجوم هوليوود.

– لا أصدق…إنه هو…هو درماوي.

 لقاء درماوي

و من جنوني و هلعي…ناديته و أنا أجري نحوه ..( يا درماوي…ههه يا درماوي show  ).

لكن اللحظة لم تدم طويلا لأجد نفسي مقلوبا على رأسي ويد عظيمة تمسك بي من رجلي لقد كانت يد البوديجارد،يد تمسك برجلي و الأخرى تفتش في ملابسي، لربما يجد رشاشا أو سلاح السنايبر.

لكنني قررت أن أتكلم مع هنداوي، الذي هم بالدخول :

– أستاذ درماوي…يا أستاذ…اسمعني…اسمع كلامي…خذ الكتاب

خذ الكتاب بقوةخذ الكتاب بقوة

تسمّر الأستاذ درماوي في مكانه و تكهرب وجهه لتغادره الدماء بعدما سمع تلك الكلمات التي غلغلت كيانه وكأنه يعرفها لقد حسبت نفسي للحظة وليا من أولياء الله الصالحين ،لقد تحققت لي كرامة بعدما أحسست أن الأستاذ هنداوي قد فهم الرسالة، لكن كيف فهمها؟

********

الحلم المشترك

لقد تفاجئ حقيقة بكلامي، كان حريصا على معرفة كل حيثيات الحلم الذي راودني في منامي، صفات الشيخ و تصرفاته، طريقة كلامه، كلها كانت تهم الأستاذ درماوي لكن لماذا كل هذه الأسئلة؟

أستاذ درماوي…لقد بدأت أشك في أنك تعلم الغيب…هههه…ألم يحن الوقت أن تخبرني ما سر كل هذا… أكاد أجن من الفضول !!

بينما كنت أنظر إليه إذ به يتجه إلى إحدى أدراج مكتبه، ليخرج منها دفترا متوسط الحجم، ثم وضعه أمامي، هذا هو يا صديقي حلمنا المشترك،قال ذلك و هو يشير إلى كلمات كتبها على هامش صفحة من الصفحات، لقد أفزعني حقيقة.

ما هذه الصدف الغريبة يا ميستر درماوي…لكن…لكن الحلم متشابه تماما !

“شيخ بلباس أبيض، يأتي كل ليلة و يقول لي، خذ الكتاب بقوة، خذه بقوة، أنت و هو، أنت و هو………إليهاااا”

لقد بدأ الخوف يدخل دهاليز جسدي، و كل شيء في أغواره يقشعر، و نظرات درماوي الخائفة تحط من همتي، و تقتل عزمي قتلا.

– نعم يا تامر، لكن الجزء المفقود منه، هو ” إليها ” فمن هاته المسكينة الثالثة، و ما هو الكتاب الذي سآخذه إليها برفقتك.

– أظن يا ميستر درماوي أننا مطالبون بالصبر و التريث، أو أن نسأل مفسرا للأحلام عن هذا.

– أتعرف أحدا من الثقات، لنذهب إليه؟

– أأأأ…أظن أن بسام صديقي و زميلي، يعرف أحدهم…سنرى ما يمكنه فعله لنا، سأذهب إليه الآن بعد إذنك.

– وهو كذلك…هذا الكارت الخاص بي…اتصل بي متى تشاء، و توقف عن لغة الرسميات هذه يا تامر، قل لي درماوي فقط.

– حاضر يا أستاذ درماوي ، ههه عفوا يا درماوي… يا الله…السلام عليكم…

– و عليكم السلام و رحمة الله، إلى اللقاء.

اتكأ درماوي على إحدى الأرائك في مكتبه، ليغفوا قليلا، لقد كان متعبا…طوال أيام الأسبوع، سفر و رحلات عمل، لم يكن من الذين يفضلون التجوال و الترحال، لقد كان إنسانا متزنا وقورا، أب لثلاثة أطفال، ماتت أمهم أثناء حملها الأخير…

الكل في هاته الدنيا يسير نحو هدف واحد…لا مفر منه…

– بسم الله…بسم الله الرحمن الرحيم…

قام درماوي فزعا من غفوته، لم يكن يتوقع مجيئه في هذا الوقت، و في مكتبه تحديدا.

إنه الشيخ الذي يأتيه في الحلم، لقد عاد من جديد.

********

لقاء صديقي بسام

كان بسام متأثرا جدا، لما حدث له مع المدير، فقد فصله بعدما حول ملفه إلى لجنة التأديب،كان من الأجدر أن لا يضرب رب عمله لكنه تسرع و وقع في المحظور، اتجهت للقائه في صباح السبت، في المقهى الذي نلتقي فيه، دائما.

تحيرني المقاهي الماسينيسة، يجدها الواحد ممتلئة طوال الوقت، أفكر مستقبلا أن أفتتح مقهى، لعلي أجني ثروة منه،

يصيح بسام من بعيد:

– تامر، يا تامر…يا تامر حسني ههههه… “ياااا نوووور عييينيي”.

– أ تضحك يا قاسي القلب، بعد أن تمت إقالتك أصبحت دون عمل، ما الذي دهاك إلى فعل هذا؟ ألا تدري أن الوظائف صعبة الإيجاد هذه الأيام، خاصة وظيفة المحاماة و الحقوق في ماسينيسا.

– دعك مني يا تامر، أعتقد أنني فعلت الصواب، لقد تمادى ذلك الرجل كثيرا، كل يوم يأتي متأخرا، أيحسب الشركة ملكا له، و المصيبة أنه ينصرف مبكرا كذلك ! لم أستطع تحمل كلماته الجارحة، لقد تجاوز حدوده كثيرا…( مستهزئا ) أما بعد، لماذا اتصلت بي، أعزمت أخيرا على طاعة طاطا فاطنة لتزوجك إحدى زائراتها الكثيرات.

– مجنون…أتركنا في المهم الآن، لقد سبق و حدثتك عن الحلم الذي يراودني، و لا تنظر إلي بتلك النظرة المستهزئة.

– لا لا، أكمل.

– لقد حدثت تطورات سأسردها عليك، في طريقنا إلى الشيخ الذي تعرفه، أقصد الذي وسمته لي بالصلاح و التقى.

– من ..؟ أه الشيخ مبروك…نعم، لامشكل سنذهب إليه، بإذن الله..

لقد وقع علي الإسم كالنور الذي يبعد الظلام في أصبوحة ربيعية ساحرة، الشيخ مبروك… أتمنى أن يكون اسما على مسمى ،

– سيرافقنا أحد الأصدقاء، سأهاتفه عن طريق الهاتف العمومي سأعود حالا.

– هل فررت من أجل أن لا تدفع الفاتورة ..هههه

هذه هي طبيعة  بسام، دائما ما أجده مبتسما في أحلك اللحظات، و في أصعب الأوقات، ألقاه متفائلا، فرحا.. بسام ذو قلب طيب، نشيط الجسد، مثال للشاب الطموح… لكنه متنرفز نوعا ما.

اتصلت بدرماوي، فرد سريعا، و قال أنه قادم على جناح السرعة، أتمنى أن تتم الأمور على الشكل الصحيح.

– هل اتصلت بصديقك؟

– نعم، إنه الأستاذ درماوي..أظنك تعرفه صاحب برنامج درماوي show .

تجمدت نظرات بسام المستهزئة دائما، و حدق باتجاه هاتفي، ثم قام بخطفه من يدي، ليتأكد من المكالمة.

– فعلا Daramaoui… موجودة في أعلى قائمة المكالمات، لكن.. لكن كيف جاء هذا إلى هذا(مشيرا بيده).. و ما دخل هذا في ذاك؟؟

– ستفهم بعد قليل، امض معي إلى آخر الشارع، سنجده هناك بسيارته.

قام بسام مندهشا، لا تسعه الفرحة من جهة، و تغلبه الفجأة من جهة أخرى.

وصلنا إلى آخر الشارع، و ما هي إلا ثلاث دقائق، حتى وجدنا  “الأودي” الفارهة، تتوقف أمامنا، أمام دهشة بسام، الذي كاد أن يسيل لعابه، لولا أن نبهته.

هكذا هي حياتنا، في ماسينيسا، يبقى الواحد منا مقوقعا تركيزه على بطنه و ملبسه و مركبه، لا يفكر و لا يبتكر ..لا يربي أبنائه على الخلق الحميد أكثر من تربيته لهم على جمع الأموال و ادخارها.

تدهشنا القصور المزركشة، و السيارات ذات الطراز العالي، لكن لا يدهشنا أصحاب الفكر الراقي، و التفكير السليم، لا يدهشوننا لأنهم يريدون خير البلاد و العباد، لا يدهشوننا لأنهم يفضلون العيش في بساطة على ترف زائل، و رسوم ستؤول إلى الزوال، بعد حين من الدهر…

نحب من يتكلم الفرنسية، و ندعوه مثقفا… و نستهزئ بالمتعرب الفصيح المفوه…و نسمه بالتخلف…ذلك هو حال شعب ماسينيسا، و حال العرب…

شعوب تعتز بهويتها وأخرى وظيفتها الاتباع فقط.

إلا من رحم ربك…

********

الذهاب للشيخ مبروك

لقد ظل بسام على طول الطريق، محدقا بدرماوي، و المضحك في الأمر أنه سأله أكثر من خمس مرات، عن اسمه، ( هل أنت درماوي، فعلا )، فيجيبه بالإيجاب، ثم يعيد الكرة تلو الكرة، حتى سئم منه درماوي، و أخرج إليه بطاقته…فقال له بسام :

– يعني.. أنا أصدقك، لكنك لا تشبه درماوي الذي يأتي في التليفزيون كثيرا.

فقال له: نعم، حين أصور بعد غد، سأمرر لك التحية حتى تتأكد من هويتي، يا محقق كورومبو.

وصلنا إلى المكان المنشود، إنه حي الهواوي !! لم أتوقع أن يكون مكان الشيخ في هذا الحي المنبوذ من عاصمة ماسينيسا.

دخلنا إلى زاوية الشيخ مبروك ..أين تجلس النسوة، مقابل بابها الرئيسي، لاستضافة الآتين إلى الشيخ، لكن أحدهم قال لبسام أن الشيخ مريض جدا و لا يستطيع القيام من فراشه، و ابنه ” الناجي” يخلفه، و هو رجل مبارك كأبيه.

وافق درماوي بعد أن تشاورنا حول الأمر لكنه ارتدى نظارة سوداء، لكي لا يعرفه الجميع، فقررنا الدخول إلى الزاوية.

فجأة..لم أصدق ما رأيته.

يتبع..

فيديو مقال رواية لا آخر لها

أضف تعليقك هنا