عقلي سبب إلحادي

الها لي ملحد في حوار دار بيننا لمدة تقارب الساعة، كان الحوار غير مجد تماما ولم يظل في ذاكرتي منه شيء غير تلك العبارة الواهية، يحوطها غلاف وهمي من المنطق المصطنع.

تبرير ارتكاب الخطأ

وما أكثر ذلك من حالات كفر النعم واستخدامها في غير ما صنعت له، كمن يقول: “وفرة مالي سبب شربي الخمر” و”قدرتي الصحية سبب ارتكابي الفاحشة” و”فصاحة لساني سبب كثرة سبي للناس”.
كلها مسوغات غير منطقية لسوء التصرف في نعم الله التي وهبنا إياها لأمور منطقية محسومة، فقد وهب الله الإنسان المال ليقضي به حاجاته من مأكل ومشرب وملبس وكذلك أمره بالزكاة والصدقات كمصارف للمال في سبيل العبادة، فأما من تعنت بصرف ماله على شرب الخمور فلا يلومن إلا نفسه.

نعمة العقل

وكذلك نعمة العقل التي ميز الله بها الإنسان عن سائر خلقه، والغرض من هذه النعمة هو منح الإنسان القدرة على التفكر والتدبر في آيات الله، وإدراك نعمه غير الملموسة، وكذلك الهداية إلى وجود الله ووحدانيته وألوهيته، فكيف يكون هذا العقل سببا في انكار وجود الله إلا بخلل في استخدامه؟

أما عن وجود الله فهو أمر يقيني ثابت، وقد قسم علماء القانون الجنائي الأدلة إلى:

أدلة مادية محسوسة

وهي التي يمكن إدراكها بالحواس من ملموسات ومرئيات وغيرها، ويتمثل ذلك النوع في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار، فهذه الآيات وغيرها من الآيات المحسوسة دليل قاطع على وجود خالقها وتمكينه وقدرته.

أدلة قولية

وهي يمكن الحصول عليها من ألسنة الشهود الذين يقرون بحدوث الواقعة أو عدم حدوثها، ويتمثل هذا النوع في الرسل والأنبياء الذين أرسلهم الله، جميعهم يشهد بوجود الله وألوهيته، ولم نسمع عن نبي واحد أرسل من دون الله ويشهد بعدم وجود إله.

أدلة عقلية معنوية

وهي التي تدرك بالعقل لا الحواس، فإن التدبر في هذا الكون باستخدام العقل استخداما صحيحا يفضي إلى وجود الله فلا بد لكل مخلوق من خالق ولو لم يوجد هذا الخالق لما وجد المخلوق.

خلاصة ذلك أن الله موجود استنادا إلى تلك الأدلة وغيرها، ووجود الله أمر قطعي لا شك فيه، ومن يشكك في ذلك فقد حرمه الله نعمة العقل، فإن يشفه الله يهتد.

فيديو مقال عقلي سبب إلحادي

أضف تعليقك هنا