علّمهم المشاهدة – #الأطفال

واقع برامج الأطفال اليوم

ليس المقال للتشكي ولا للتباكي ولا التشفي، ليس للتشكي من حال مخرجات إعلام الطفل لأنه يقاوم سيلا من محتوى الإعلام الجديد، ومعركته الآن لأجل الكثير من الصمود والقليل من التنافس، ولا التباكي على أيامٍ خلت، لأن ما كنا نشاهده صغارا كان يقدم بإشراف جهات عليا تحرص على عرض الأكثر مثالية للمشاهدة.

وكانت تلك الأعمال القليلة (مشغولة) بكل عناية بدءاً بالمقدمة مروراً بالترجمة والأداء والشخصيات انتهاء بالخاتمة، ولا التشفي من انعدام الفائدة أحياناً في قنوات بكل محتواها وكوادرها، في الحقيقة لا أتشفى لأني لست في وضع الانتصار، وليست هي حرباً من الأساس، إنما رأي نرجو أن يجد قبولاً ويتحول إلى فعل.

هناك قنوات ومشاريع ومبادرات أكثر من رائعة، تقدم للطفل فائدة حقيقية ولو قارنتها حتى بالأعمال الخالدة التي تربينا عليها لغلبتها جودةً ومستوى، لكن اختلاف الظرف هو ما صنع الفرق، حتى أساليب تعليم الطفل في الواقع تطورت جداً وتعددت مدارسه ومناهجه، وصار أكثر مرونة، ويقدَّم التعليم اليوم لعباً وترفيهاً باستخدام أكثر الوسائل حداثة وتطوراً.

مالذي يجعل اهتمام المشاهدين ينصب على نماذج غير نافعة؟ 

ما هي تلك الظروف شبه القاهرة التي تجعل قناة يوتيوب لأب وأطفاله لا صنعة لديهم سوى التباهي بالجديد من الألعاب وتصوير اليوميات والسفريات؟، أو مجموعة أصدقاء قرروا تدبير المقالب لبعضهم وتصوير صدمتهم وردود أفعالهم الطبيعية ليحظوا بملايين المشاهدات، ويتحولوا لمشاهير مؤثرين؟ ما هي تلك الظروف التي جعلتهم المتصدرين لمشهد الطفل؟ أستطيع ضرب أمثلة كثيرة تحت تصنيفات متعددة تصب في نفس الاتجاه.

 هناك عدة احتمالات، منها أن الأطفال ببراءتهم يبحثون أول ما يبحثون عن الترفيه المجرد، ويميلون أول مايميلون للتسلية البحتة، ووجدوا من ذلك في الأجهزة المحمولة والتلفازات الكثير لدرجة أن الشيء الجيد يصعب العثور عليه، وهناك احتمال آخر هو أن الواقعية التي تعرض على بعض تلك القنوات هي بالضبط ما يبحث الأطفال عنه، ووجد أنها فعلاً تبقيهم مشدوهين لساعات في متابعة أحدهم يصور بهاتفه المحمول كيف تبكي أخته الصغيرة!.

الكثير يقال في هذا الصدد، فما يشاهده الأطفال هو ما سيكون أساساً مهماً في بناء شخصياتهم، والبرامج المفيدة موجودة ومسلية، علينا فقط توجيه صغارنا بشيء من الحزم حتى يعتادوا.

فيديو مقال علّمهم المشاهدة – #الأطفال

أضف تعليقك هنا