في رثاء أيقونة النضال مية الجريبي

الإهداء : إلى الروح الزكية المطمئنة المسكونة بهوس الوطن الجميل

( كل من عليها فان و يبقى وجه ربك ذو الجلال و الإكرام )

أيقونة تونس ترجلت لربها الكريم بعد المرض الطويل.

ظننت أن عمرها سيكون طويلاً بطول بلا طول.

و لكن الموت لروحها الزكية تعجل و لم يمهل.

هكذا طبع الموت مع العظام دوما عجولا متعجل.

و لأني لا أريد أن أطيل في ضرب الأمثلة و المثال.

فبلبل الخضراء  الشابي العبقري أدل مثال.

فهنيئا لمية بفردوس الجليل و نعيم المنزل.

فهنيئا للرمس بالعروس و قد حضن بنت تونس الجمال.

إن غابت عنا فلن تغيب في القلوب و العقول.

لأن النبيل والفاضل والمناضل لا يطوله الرحيل.

كلام مية في النضال كان له وقع النبل في قلوب الجهال.

قاومت المستبد والاستبداد وما كلت بالنهار والليل.

خذي العهد على الشعب الأبي سيواصل بعدك النضال.

مية المناضلة لن تنسى من البال ونسيانها أمر مستحيل.

فذاكرة التونسي لها طول وطول.

فشعبنا التونسي نبيل فاضل ومناضل.

هذا توارثناه بالفطرة جيلا عن جيل عن جيل.

شعبنا التونسي موصول إذا غاب عنه الجاهل والظلامي والدجال.

و غاب عنه الحالم بالخليفة والخلافة وبسلطان اسطمبول.

رحم الله مية وتقبلها الإله بحسن القبول.

في الجنة من الصديقين و السادة الرسل.

و حفظ الله تونس وشعبها من كل عتل مريض بالغل.

سائلا العزيز الجليل قبول أرواح من ترجل.

بحق المنزول ومن أسرى وعرج و أمً ثم نزل.

القيروان في 22/ ماي / 2018

أضف تعليقك هنا