قمة الحلم وهوة اليأس

مواقف محيرة

ماذا تفعل إن كنت قد ابتليت بارتكاب عدة حماقات كبيرة في مرحلة مفصلية صغيرة من عمرك، بينما كنت تحسب نفسك حينها ناضجاً بما يكفي لتحقيق أحلامك الكبيرة في فورة عنفوانك؟ لتفاجأ بأن هناك تبعات أكثر مرارة من أسوأ الاحتمالات التي كتت تضعها ضمن خطط طوارئك عند حدوث خطب جلل، هناك أخطاء يمكن تداركها وهناك أخرى لا يمكن فعل شيء حيالها سوى الانتظار والاستعداد الأفضل للقادم بعد أن لُقنت درساً.

المشكلة أن إدراك ذلك، إن أتى، يأتي متأخراً وذلك بالطبع خير من ألا يأتي، عند ذلك الإدراك تبدأ التساؤلات من قبيل هل من فائدة ترجى من كل ما أصنع؟ وهل أنا أصنع شيئاً له قيمة في تصحيح أخطائي، أم أن كل ما أفعله لا يعدو كونه اكتساب خبرةٍ وشرف محاولة على حد قولهم؟ ثم إن لم تحاول، ماذا ستفعل؟ وهل ترك نفسك لذلك الإدراك شديد المرارة يجدي؟.

وهناك مشكلة أخرى قد تواجهها وهي تفكيرك، نعم، حين يبالغ العقل بالتفكير بلا عمل فإنه يركَن لذلك التفكير، ويظل كذلك آملاً أن تلمع فكرة ذهبية خارقة تحل مشاكله وكل قضايا العالم العالقة في طريقها إليه.

هل تصبح عملية التفكير مشكلة؟

مع العلم أنه قد يكون بالفعل يقدم لنفسه أفكاراً رائعة بلا فائدة لأنها لم تقترن بعمل وجهد، ولم يتكلف صاحبها الجهبذ حتى كتابتها على الأقل، لذلك فالمتوقع ضياعها مع سلسلة من الأفكار الضائعة التي قد يحسن تسميتها الأفكار المتطايرة. حسناً إذاً ماذا على أحدنا أن يصنع إن مرّ بمرحلة ما قبل الإدراك تلك، وحسب أن النور قد سطع والفرج اقترب مرات تلو مرات، ولم يجد سوى خيبة متجددة تطل برأسها من بعيد حالكة وسط الظلام.

أستطيع القول إن عليه الاستمرار في المحاولة فحسب، لكن يقيني لا زال لديه بعض الشكوك، مثل لو كان مجرد مضي الأيام يفاقم الأمور على صاحبها، والنظر في أمره من قبل أطراف أخرى منصفة يعني الكثير من مضي تلك الأيام، ثم أعود من جديد لأقتنع أن أحدنا أمام ثلاث خيارات فقط، الاستمرار أو التغيير أو التوقف التام، لأن هناك توقفاً آخر مستمر ومطلوب باستمرار للتفكير و المراجعة.

فيديو مقال قمة الحلم وهوة اليأس

أضف تعليقك هنا