كلام في السياسة (1/5)   ؟!

الفارق بين وزير المأمون و وزراء اليوم !!

حتى لا يضحكون عليك ويقولون لك هذه هي السياسة ؟! أردت مشاركتكم بعض الاقتباسات من وحي مجلة المنار ـ بتصرف ـ لمعرفة السياسة وطبعها ومزاجها ؟ حقيقتها وزيفها ؟ الفارق بين السياسة في الإسلام و السياسة الميكافيلية ؟! السياسة التي تخدم الطغاة والمستبدين وتمارس باسم الإسلام و السياسة التي تُساس بها الأمة لتهتدي إلى خالقها وتنتصر لدينها وعقيدتها و لتكون كلمة الله هي العليا.

السياسة متقلبة بنفسها

، و الذي يجمد على حال واحدة لا يستطيع أن يكون سياسيًّا ؛ لأن الأحوال تتغير دائمًا ، والسياسي هو الذي يدور معها كيفما دارت . وفي الحكم والأمثال دوام الحال من المحال ؟! وإنما يُعاب على الرجل أن يكون متقلبًا في المقاصد لا في الوسائل ! فارق بين مراعاة المصلحة العامة و اتباع مصالح الوطن العليا و بين اتباع من بيدهم المال والقوة و سيئ القصد لا علاج لمرضه ولا جواب لقوله !

إن مقتضى السياسة الإسلامية التي تُحفظ بها مصالح الإسلام والمسلمين مسألة أكبر مما يفهمه البعض ! يجب دَرسها وتمحيصها على الجامعين بين معرفة نصوص الشرع وحكمه ومعرفة شؤون العصر , فأحكام السياسة والمعاملات الدنيوية تُبنى على جلب المصالح ودرء المفاسد دون ظواهر النصوص ، فإن تعارضا يؤول النص لمراعاة المصلحة.

اختيار الوزراء 

و تحت عنوان : ” اختيار الوزراء : كتب الشيخ محمد رشيد رضا في مجلة المنار بتاريخ 1316هـ الموافق 1898م : جاء في كتاب الأحكام السلطانية ما نصه : حكي أن المأمون رضي الله عنه قال – في اختيار وزير – : إني التمست لأموري رجلاً جامعًا لخصال الخير ، ذا عفة في خلائقه ، واستقامة في طرائقه ، قد هذبته الآداب ، وحكمته التجارب ، إن اؤتمن على الأسرار قام بها ، وإن قلد مهمات الأمور نهض فيها ، يسكته الحلم ، وينطقه العلم ، وتكفيه اللحظة ، وتغنيه اللمحة ، له صولة الأمراء ، وأناة الحكماء ، وتواضع العلماء ، وفهم الفقهاء ، إن أحسن إليه شكر ، وإن ابتلي بالإساءة صبر ، لا يبيع نصيب يومه بحرمان غده ، يسترق قلوب الرجال بخلابة لسانه ، وحسن بيانه ، فهذه الأوصاف إذا كملت في الزعيم المدبر- وقل ما تكمل – فالصلاح بنظره عام ، وما يناط برأيه وتدبيره تام ، وإذا اختلت فالصلاح بحسبها يختل ، والتدبير على قدرها يعتل ، ولئن لم يكن هذا من الشروط الدينية المحضة ، فهو من شروط السياسة الممازجة لشروط الدين ، لما يتعلق بها من مصالح الأمة واستقامة الملة.

فيديو مقال كلام في السياسة (1/5) ؟!

أضف تعليقك هنا

هيثم صوان

الكاتب هيثم صوان