مخالب الديمقراطية

سنة الحياة

خلق الله الكون، وأعطى نبينا أدم (عليه السلام) حرية في جنته، لكنه في نفس الوقت وضع له محدد، عدم الأكل من شجرة واحدة فقط، وان فعل سوف يندم، وعندما أكل النبي من الشجرة، جاء امر الله ان أنزل يا أدم الى الأرض، وسوف تعمل ذريتك وفق قوانين أسنها إليهم من التزم بها، كافأته بالجنة، ومن خالفها عاقبته في النار.
هذه السنة من المفترض ان يعمل بها الجميع وحتى الذين لا يؤمنون بالله، لأنها تمثل العدالة التي يطالب بها الجميع، فالمجتمعات التي تطبقها تجدها في تطور مستمر، اما المجتمعات البعيدة عن تطبيقها فعلا تجدها دائما تتراجع الى الخلف.

مفهوم الديمقراطية

بعد العام 2003 دخل علينا مصطلح جديد أسمه الديمقراطية، بعدما كنا مجتمع منغلق على نفسه تماما، لدرجة ان الشخص منا كان يحاسب على ابسط الأمور.
الديمقراطية مفهوم واسع وفضفاض، لذلك جميع الدول التي لديها هذا النظام، جعلت له محددات تنسجم مع طبيعة البلد، وما يحمل من ارث ثقافي واجتماعي.
لذلك تجد ما هو مباح في البلد الفلاني، ممنوع في البلد الأخر، او عليه قيود وضوابط كثيرة، تحد من حركته وتمنعها
جاءت الديمقراطية الينا، وجميعنا فتح ذراعيه اليها، مستبشر بها، معتقد بانها الحل الأمثل للبلد.
لكن الذي حصل أن ما طبق في العراق، ليس الديمقراطية المحددة التي تنسجم مع البلد، كباقي بلدان العالم التي تطبق هذا المبدأ، انما الديمقراطية بشكلها الواسع.
فأصبح الفرد حرا فيما يعمل، والتاجر له كامل الحرية فيما يستورد، والفتاة مطلقة الحرية فيما تلبس، تكاد تكون جميع القوانين والأعراف قد توقفت عن العمل.
القوانين موجودة، لكن تطبيقها لا يكاد يذكر، وان طبقت فتطبق بانتقائية ووفقا للمصالح الشخصية
ان الديمقراطية شيء محبذ ونافع للشعوب، لتجعل الشباب يظهر إمكاناته وطاقاته، وفي نفس الوقت تمنع المسؤول من التفرد في القرارات والاستحواذ على كل مقدرات الشعب، وبالتالي يتحول الى دكتاتور.
لكن في نفس الوقت يجب ان تكون للدولة سلطة، لمنع مخالب الديمقراطية من الإساءة للدولة واضعافها، بالشكل الذي تتعطل معه مصالح البلد.

فهم الديمقراطية الخاطئ

فالكثير منا يفهم ان الديمقراطية معناها التجاوز على القوانين والأعراف وحتى اللوائح السماوية، فعندما تحاسب انسان ينكر وجود الله، تجد العشرات تدافع عنه، وتصبح بالضد منك، بحجة حرية الفكر، وان وبخت ابنتك لأن لبسها فاضح وغير لائق، تجد هناك من يتهمك بأنك متخلف ويطالب بسن قوانين تمنع تدخل ولي الأمر بشؤون ابنته، وهناك الكثير من الأمثلة الدخيلة علينا، التي اساءت للبلاد دون ان تحسن اليه.
البلد يحتاج الى الديمقراطية، لكن الديمقراطية المقننة التي تنسجم معنا، وتبني مجتمع صالح، يستطيع ان يطالب بحقوقه، وفي نفس الوقت لا يسيء للدولة والمجتمع
لذلك يجب على من يتصدى في المرحلة القادمة، ان يعمل كي يصنع لنا ديمقراطية تليق بنا، من اجل عراق أجمل.

فيديو مقال مخالب الديمقراطية

أضف تعليقك هنا