مخبول

ماذنبي ؟

سودوي، كئيب، عنيف، مُعدي، مخبول.
ما ذنبي؟
ما ذنبي إن كانت أيامي كلها سوداء؟
ما ذنبي إن تركني بصيص النور وخالف كل الطرق المؤدية إليّ؟
ما ذنبي إن كنت سريع الإشتعال؟ فأنتم من لا تتوقفون عن إشعالي.
ما ذنبي إن لم تقدر حبة دواء على إنهاء ألمي؟

من الكئيب ؟

كئيب!
ما معني كلمة كئيب، هل تعني إعتزال العالم و البقاء في حيز أمان غرفتي؟
لا ليس إكتئابا ًً بل هو هروب، هروب من نظراتكم، من همساتكم، هروب من مزاحكم الذي أكون عادة مادته الخام، هروب من ألمي معكم، هروب إلى عالمي الرائع حيث لا أكون فيه مريضاً نفسياً بل مجرد إنسان وانتهى.

مخبول!

لا لست مخبولاً، أنا مجرد شخص سيء الحظ، كان قدره أن يصاب بمرض؛ ألمه غير عضوي بل ليته كان عضوياً، ليتني أتألم فأشكو من قدمي أو صداع رأسي أو ألم معدتي، ولكن قدري أن أشكو نفسي، بلى نفسي هي المتألمة، تصرخ ألماً يمزق ثنايا روحي، و مقابل هذا الألم أحصد عبارات استهزاء تقضي على ماتبقى من ثباتي وتُلقِي بحصوة أَمَانِي إلى بحر الظلمات بلا عودة.
مريض نفسي، أنا مريض نفسي ولست مخبولاً، لست مجنوناً، لست مجذوباً لأكون معدياً، لست قاتلاً ولا مغتصباً حتى تتجنبون مروري بينكم كوباء منتشر، لم أفقد عقلي كلية يا معشر العقلاء ولكم وددت لو يحدث وأفقده علني أستعيد بعضاً من راحتي المسلوبة بشظايا نظراتكم.

من أنا !!

أنا مريض نفسي،أصاب بالوساوس أحياناً وبالرهاب أحياناً أخرى، أعلم علتي وأعلم مدي سذاجة ما أفعله لاداع إذا لجعلي مصدراً دائماً لسخريتكم المقنعة زيفاً بالمزاح.
مريض نفسي وكم أتمني أن أضع يديّ على ما يؤلمني وأعالجه ولكن هذا لا يحدث لذا فضلا اتركوني، فقط اتركوني، أبعدوا نظراتكم عني، لا تسحبوا أبنائكم خوفاً مني، عندها قد أجد ما يدفعني للأمام، قد أجد حافزاً خفياً يساعدني على ترك صخرة سيزيف والعودة إلى عالمكم.

 

أضف تعليقك هنا