من هما؟ المتداهي و مكمل الفراغات

تحليل أنماط الناس

نتصادف في تواصلنا اليومي مع الناس من حولنا بأشكال و أصناف متعددة من الأنماط، بعضها بسيط و بعضها مركب و بعضها شديد التعقيد يصعب على الآخرين فهمه، و القليل منها ملتبس حتى على صاحبه الذي يعاني من نفسه. 

تحليل أنماط و سلوك الناس أمر واسع متشعب يطول فيه الكلام، لست المتخصص فيه، لكني أجد متعة في مراقبة أنماط و سلوكيات لازلت أراها مثيرة للانتباه رغم أنها تحولت لأمور طبيعية نراها في نقاشاتٍ يوميةٍ غدت معارك لا نبرئ منها أنفسنا فقد تصيبنا عند الانفعال لوثة من هذا أو ذاك أو من الممكن أن نضطر في ظروف ضيقة لإنهاء حديث سخيف عقيم بطريقة فجة حين نستوفي  كل السبل اللطيفة لذلك،  فلنتعرف على اثنين منهم.

* المتداهي

و هو حسب معجم اللغة العربية المعاصر الشَّخصُ الذي تكلَّف الدَّهاءَ وجودة الرَّأي  وحمقه بادٍ للعيان .فالمراد هنا الدهاء و المكر و اصطياد أخطاء الآخرين الذين، تقريباً كلهم، يتحايلون عليه و يستغبونه! هذا هو الأدهى باختصار، الذي بفطنته الشديدة يرى خلف كل شيءٍ يحصل شيئاً خفياً ليتكرم علينا باكتشافه، فالأوامر الحكومية ليست في الصالح العام، إنما لجمع ضرائب أكثر بطريقة لولبية، كما تجد لديه نشرة أخبار هائلة تختلف عما تشاهده و تسمعه من جميع وسائل الإعلام على كثرتها و توافرها بلا قيود في عصرنا هذا، و لازال هذا النوع من الدهاة يجد بعض القبول في المجالس العامة خصوصاً في أوساط من يعتمدون الثرثرة مصدراً للمعلومات.

*مكمل الفراغات

أسميته مكمل فراغاتٍ تقليلاً من شأنه، قد يكون ذكياً و مطلعاً و نابهاً حقاً، و قد يكون على النقيض متضجراً في سره، راغباً في إنهاء الحديث فحسب. على مستوى الأقران، يسارع بالتدخل و إنهاء الجُمل عنك بمجرد توقفك لثوان تستجمع فيها فكرتك و تنتقي كلماتك. أما على مستوى المنزل فهو لشدة نباهته قد يضع السيناريو و الحوار المفترض كاملا من تلميحة واحدة يسمعها من زوجة أو ابن ليجيب و يسأل و يجيب و يقرر و ينتهي الحديث بقرار فاصل. يثير تدخله و استعراضه لقدراته الذهنية حنقاً دفيناً يؤدي للتريث و التفكير ملياً قبل التحدث معه.

فيديو مقال من هما؟ المتداهي و مكمل الفراغات

أضف تعليقك هنا