مهما فرحنا فالحزن موجود

بقلم: محمد خضر

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدلله رب العالمين، اللهم صل وسلم وبارك وأنعم علي محمد أفضل الخلق، اللهم ارحم الموتى والأحياء، اللهم الطف بنا وبهم.

لا سعادة في الدنيا 

إنها الحياة الدنيا التي لا تسعدك إلا والأحزان تأتي فجأة، لا فرح يدوم إنها تأخذ منا أعز الأعزاء، ومع نكبات الحاضر التي لا تطاق، ولا يستطيع احدحلها يأتي الموت ليضيف حزنا جديدا. نعم، نحن راحلون ذاهبون تاركون للدنيا. هل قدرنا أن نموت مع أحزان أثقلت قلوبنا؟ كم من عين دمعت، ولاتزال تدمع.

هناك أسباب للحزن متنوعة من بينها ما يسببه الإنسان لنفسه ولغيره، مهما امتلكت أسباب السعادة فستأتي لحظة تسلب منك سعادتك. هذا يقودنا إلى الحديث عن الموت ولقاء الله في الدار الآخرة. ليس وهما أو خيالا، إنها الحقيقة الإيمانية. الموت قادم لامحالة، مصيرنا مجهول، الأرض أرض الأحزان بلا أفراح. كم من حروب وقعت، ودماء سالت، وانتهاكات ارتكبت لأن الحياة صراع بين الخير والشر، بين الحق والباطل.

مواصلة الحياة رغم الحزن

ومع الأحزان يجب علينا مواصلة مسيرة الحياة الضرورية، ونتقبل أمر الله، ونجتهد في إ زالة ما نقدر عليه من ضيق بإذن الله. كثرت الأمراض الفتاكة التي لا شفاء لها. ظهرت المواد المشعة التي شوهت البشرية، جاءت مواليد مشوهة بصورة غريبة جدا. لسان الحال يقول: هذا الزمان يحتاج إلى عقلاء وحكماء مع نفوذ قوي لبسط السيطرة على العالم حتى يتم إيقاف الشر.

هناك أناس ماتوا وآخرون بترت أطرافهم نتيجة للأسلحة الفتاكة من الغام وغيرها، من يعيش طيلة حياته هكذا هل يذوق طعم الفرح؟ انظروا كيف يكمن الحزن حتى يظهر فجأة ليحيط بالضحية. نحن في الأرض ضحايا الحزن.

هناك من تبرع بإحدى كليتيه لابنته الصغيرة التي تعاني من فشل، وبعد تبرعه ماتت ابنته، فالصبر على البلاء له جزيل العطاء هناك ملايين القصص. واحزناه. الصبر، الصبر. الصبر خير علاج للحزن، لكن الفقر يحتاج إلى صبر كبير وفقد الأبناء ايضا مصيبة تحتاج إلى صبر خارق.

الحزن له أثر نفسي سلبي يعيق الحياة هذا هو الواقع الاليم الذي يمر به الإنسان. نصف سكان العالم يعيشون في أحزان لا تطاق بسبب أحداث الدنيا التي تسير عكس مايريد الناس. استغرب ممن يجمع قرابة تيلريون دولار، ثم يموت قتيلا تاركا هذه الأموال الضخمة فلو أنفقها قبل موته للحُزانى لأذهب بعض الحزن من وجوههم، لكن زاد حزنهم في حياته وبعد موته.

وهم ينظرون إلى أموالهم المنهوبة التي سلبت منهم جباية بظلم كبير جدا، البكاء لا يخفف الحزن، إنما يدل على وجود الحزن صحيح أن الايام تمضي، وستزول الدنيا، لكن قبل ذلك يجب علينا أن نتغلب على الأحزان لأن هذه طبيعة الحياة، لندع الانهزامية ونجتهد في فعل الخير والمعروف.

ما لذي ينبغي أن نحزن عليه؟

نحزن على شيء يستحق الحزن، ولا نحزن على هذه الدنيا الفانية، إنها الأرض أرض الغموض والانتقام من البشر. أيتها الأرض لماذا تثأرين منا؟ لماذا تنتقمين؟ لماذا أنت أرض الهلاك والضياع؟ لماذا لم تكوني جنة؟ لماذا أنت نار في نار؟ أعلم أنك لا تجيبين علي. ومع ذلك أنت تظلين أرض الغدر والعدوان. لا خير فيك يا أرض، أنت مربوطة بالأحزان السوداء المظلمة.

لكن الله لاحقا سوف يغيرك إلى الابد لتظهر أرض جديدة، ومصيرك الفناء والعدم الأبدي، فلن أحزن عليك أيتها الأرض الملعونة المتناقضة التي على ظهرك توجد الكعبة وقبر الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم. ومع ذلك أنت أصل اللعنة كل ما أتمناه أن أفارقك وأتخلص من قبضبتك، تركت أحلامي وأمنياتي لأنك قبري ومدفني.

كانت تلك نبذة يسيرة عن الحزن الذي يغطي كل الأفراح والسعادة. لكن كل بشري له نظرة تخصه والكل يصف الحياة حسب ما يجده من خير أو شر.

بقلم: محمد خضر

أضف تعليقك هنا