الديناميكة الأخلاقية

مثال من علم الكيمياء

عند صناعة أي مادة تستعمل في حياتنا العامة يجب توفر الأجهزة والمواد الأولية واليد العاملة، وذلك لكي تتم صناعة تلك المادة المطلوبة التي تعود على الحكومة بالريع المادي بعد شراء المواطن لها واستعمالها في حياته اليومية. وهذا يعتبر مهما في موضوع الاقتصاد لأي بلد كان. والسؤال: هل التربية الأخلاقية للفرد لها وجه تشابه مع موضوع الصناعة للمواد؟

إذا كان هناك وجه تشابه، فما هي أجهزتها وموادها الأولية واليد العاملة فيها؟ تعلمنا بأن بعض التفاعلات الكيميائية لكي نحصل على مادة كيميائية في نتيجة التفاعل تظهر مواد فائضة على شكل رواسب أو أبخرة، وفي بعضها يظهر مواد أخرى تسمى مادة شاذة، ويسمى هذا شذوذ عن القاعدة، وهذه أقل نسبة في معدلات التفاعلات الكيميائية.

وقبل أن ندخل في صلب موضوعنا ( الديناميكية الأخلاقية ) لكي نحدد أجهزتها وموادها الأولية أبين مايلي:

  1. الأجهزة والمكائن هي: أ. الحكومة. ب. العلماء ( العلوم النيوية والعلوم الدينية ). ج. رب العائلة، والوضع العائلي العام.
  2. المواد الأولية هي: أ. القوانين الحكومية. ب. المناهج العلمية والدينية. ج. الاستقرار العائلي.

وبعد هذا نجني النتائج من تلك الصناعة للديناميكية الأخلاقية للفرد بالعوائد والفوائد للدولة والمجتمع والعائلة. فيكرس دائما على ضبط تلك الأجهزة ومراقبتها لكي تكون النتائج دائما طردية تتناسب مع ما تقدمه الدولة والعائلة من أموال، وتحقق أكثر فائدة، ودون الإشارة إلى البعض القليل من الشواذ في تلك الصناعة لكون الدولة قادرة على احتواء ومحي ما يشذ عن القاعدة وهذه نسبة قليلة جدا.

ظروف مساعدة للديناميكية الأخلاقية في الوطن العربي

ما يخدم ويسهل عمل تلك الأجهزة ودينامكيتها في خضم الديناميكية الأخلاقية، فأن المجتمعات العربية في جميع الدول العربية مع جميع الأديان والقوميات المتعايشة فيها النسبة العظمى منهم متشابه من حيث الالتزام التربوي الحسن والالتزام الأخلاقي المنضبط والاستقرار العائلي المعتدل، دون الإشارة إلى الناحية المادية المتفاوتة ما بين غني ووسط وفقير، وأعني هنا بأن أحد هذه الأجهزة ( رب العائلة والوضع العائلي العام ) إن لم يكن جيدا فإنه مقبول في تلك الديناميكية لصناعة فرد مواطن صالح أو مواطنة صالحة.

فما بالنا على حال الأجهزة الأخرى في تلك الديناميكية؟ ألا وهي الحكومة والعلماء ولكن الشيء الغريب الذي أود التطرق إليه، أن الحكومة والعلماء ومنهم القائمون على التعليم والتربية كمدرسين ومعلمين جميعهم يشير بأصبع الاتهام على رب العائلة والوضع العائلي عند حصول الفشل في تلك الديناميكية، وأقصد الفشل بذلك الشاب أو الشابة -لا سمح الله- من الناحية الأخلاقية والتربوية والعلمية.

وبما أننا هنا في ( موقع مقال )  فلا أرغب ولا أريد أن أملي على عقول القارئين المثقفين ما أعتقد وأؤمن به، وكذلك لا أتهم أي جهة كانت حكومة أو علماء أو قوانين أو عائلة، وأترك لكم أن تتفكروا أنتم، وتضعوا يدكم على الجرح لكي لاينزف. وذلك للارتقاء بالديناميكية الأخلاقية نحو الأفضل، وتكريس العولمة والانفتاح العلمي الواسع بالشكل الأنسب بما يخدم الديناميكية الأخلاقية لأبنائنا.

وعليكم هنا أن تضعوا تعليقاتكم المناسبة لعله يخدم ما نصبوا أليه من رقي في الأخلاق ورقي في العلم، وتقبلوا تحياتي إليكم جميعا.

فيديو مقال الدينامكية الأخلاقية

أضف تعليقك هنا