الفجر الأمريكي المزعوم

فجر التشكيل

بدأت الفوضى عندما ظهر اسم ذلك الرجل من العدم، وهو نائب الرئيس العراقي، مجرد بربري لا يفقه شيئا، جاء من المنطقة الغربية من العراق، من محافظة صلاح الدين، وتحديدا من تكريت، وهي محل ولادته المبهمة، فقد برز من الفراغ من إرث عائلي متفسخ، إنه صدام حسين حصان طروادة، الذي أدخل جيوش العم سام في الشرق الاوسط.

تمت صناعة هذه الدمية الغربية بإتقان، لتحقيق مخطط أمريكي طويل الأمد، لضرب منطقة الشرق الأوسط، والسيطرة على مواردها الكثيرة، المتمثلة بالنفط والموارد الطبيعية الأخرى، والموقع الاستراتيجي المهم، فمن خلال هذه الدمية التكريتية بدأت أمريكا بضرب إيران، لإضعاف انقلابها الشيعي، كما وضربت جنوب العراق وأعادته للقرون الوسطى، خوفا من قيام دولة شيعية لا يمكن السيطرة عليها، حطم لهم العراق وأضعفه وأجاع شعبه، لينتشر الجهل والفقر والمرض، ثم توجه نحو الكويت بزوبعة كاذبة، معطيا إذنا رسميا للجندي الأمريكي لينزل في الخليج والشرق الأوسط، جاءت أمريكا لتضع قدما لها قرب آبار النفط الوفيرة والسيطرة عليها.

صدام  وإسرائيل

صدام الذي قام بضرب إسرائيل، مستهدفا أماكن ليست لها أهمية تذكر، مع تصريحاته النارية الكاذبة الفارغة، التي تُملى عليه من قبل الكونكرس الأمريكي، ليعطي الحجة لأمريكا أمام العالم، بأن هذا رجل خطير ويجب أن نقوم بحماية العالم منه، صدام الساذج الذي كان يتوقع بأن العم سام لن يقوم بخيانته، وتنحيته عن السلطة، فهو يشعر بالاطمئنان للوعود الأمريكية، وبأنك جندينا الوفي، ولن نتخلى عنك أبدا، وسنجعلك زعيما للعرب، بعد كل هذا شعر صدام بمدى غبائه، عندما قرر الأمريكان إسقاطه من الحكم.

تمت عملية إسقاطه بكل سهولة، وبدون أي خسائر تذكر للجيش الأمريكي، لأن الجيش العراقي تخلى عن المقاومة بسبب صدام اللعين، لهذا اختبأ هذا البطل العربي في حفرة، تاركا جنودا صغارا في مقتبل العمر، يقاومون العدو الذي هو جاء به، بقي في حفرته قرابة العام، ذهب هذا اللعين ليبزغ لنا الفجر الأمريكي المظلم.

فوضى الحاكم المدني الأمريكي

دخل الجيش الأمريكي ولا يحمل في باله من أفكار سوى تحطيم العراق، فقام بحل القوات الأمنية، وفتح دوائر الدولة ومصارفها ومخازنها أمام ضعاف النفوس ليسرقوها، كما شارك الجندي الأمريكي بالسرقة، لكنه سرق ما هو أثمن، من خزينة الدولة، مثل الذهب المخزون الاستراتيجي للدولة.

انتهت فوضى صدام وزوبعته، لتبدأ فوضى الحاكم المدني الأمريكي، بول بريمر ثعلب السياسة الأمريكية، الذي يشرع القوانين ويعين المسؤولين حسب أهوائه ورغباته، هذا المسؤول الذي عاث في العراق فسادا، بدأت بإتيانه برجال لا يمتلكون أي خبرة، ليقوم بتسليمهم المناصب الحساسة، والطامة الكبرى قيامه بمنح رتب عسكرية، لرجال لم يدخلوا أي كلية عسكرية، وتنصيبهم ضباطا في مواقع المسؤولية في وزارتي الدفاع والداخلية.

زرع مؤسسات الدولة ووزاراتها بمدراء عامين ومسؤولين تنفيذيين لا يمتلكون أي خبرة، سوى السرقة والفساد والعمالة للجانب الأمريكي الذي جاء بهم، وإلى يومنا هذا لم نستطع اقتلاع بعضهم، وقد استشرى فسادهم بكل مكان، حتى أنه قد تتلمذ على أيديهم جيل جديد، فاسد لا يحمل روحا وطنية، مستعد للعمالة بحفنة دولارات.

بريمر، ذلك الثعلب الأمريكي

بريمر وهو المعول الذي أكمل تحطيم بقايا الوطن، التي استعصت على صدام، ذلك الثعلب الأمريكي الذي رسم مخطط البقاء في العراق بعناية، بمخطط مثمر ومتجدد في كل لحظة، وهو السم الزعاف الذي تجرعه السياسيون العراقيون، ليصبح لعنة تنتقل إلى الشعب العراقي، وهي ذلك المرض اللعين المسمى الطائفية.

التي ولدت عندما شكل مجلس الحكم الطائفي، فهذا الحاكم سني وهذا شيعي وهذا كردي، ليزرع فكرة التناحر المذهبي والقومي في العراق، والتي لم تكن موجودة أبدا، ليبدأ الصراع المذهبي نحو السلطة، ليشاهد الأمريكان ذلك القتل والذبح البشع، وهم يستخفون بعقولنا التي انقادت لهم بسهولة، لنسمع تصريحاتهم كل يوم، بوجوب تواجدهم في العراق والمنطقة، للحفاظ على الاستقرار ومنع الاقتتال الطائفي الذي هم صنعوه.

فيديو مقال الفجر الأمريكي المزعوم

أضف تعليقك هنا