جرعة زائدة من السلام المزيف

السلام المزيف

إلى متى سنأخذ تلك الجرعة الزائدة من السلام المزيف، إلى متى سنغلف تلك المتاهات الموجودة بداخلنا بهذا النوع من السلام، نحن نعلم أن الكمال لن يكون له وجود في حياتنا ولكن بنفس الوقت هذا غير مبرر لأن نرضى العيش بسلام مزيف، غير مبرر لأن نعيش بنقصان داخلي غميق، مغطى، غير مرئي، لأن تأثيره يشبه الموت، لأنه شعور قوي، قوي جداً فهو يخترق جميع مسامات جسدك، يطفوا على قلبك ويعمي كل خلية من خلايا عقلك، ولكن قوته مزيفة بسبب السراب العميق المتداخل به.

ربما كل ذلك كان نتيجة لوجود الحس المرهف الممتزج بالهوس، فحينها نجد أنفسنا في أعلى مستويات التعلق، كم كنا بحاجة إلى عاصفة من الحزم لكي نستيقظ من هذا العمق الكاذب بداخلنا، ولكن إذ بقينا في محراب هذا السلام سنصبح كتلة من المزاج المتعكر، لأن ميزان القلب سيبقى متخلخل بداخلنا مما ينجم عنه فساد في المشاعر، و نجد أنفسنا داخل زوبعة من حوارات يتخللها الغباء المبطن بالكلام الملوث.

متى أخذنا تلك الجرعة الزائدة!

ربما أخذناها في اللحظة التي لم نرى فيها الخيط الرفيع الذي يفصل بين الضعف والحنان، أو في اللحظة التي علقنا فيها بالعفوية التائهة وخرجنا عن النطاق في رحلة البحث عن نوبات السلام بداخلنا، أو ربما في اللحظة التي لن نلتمس فيها الحقائق بعد مراحل متقدمة من التفكير،أو في لحظة شعرنا فيها بشغف غامض مؤقت رقيق، كم استغرقنا من الأعوام لنلملم شتات القلب ثم بلحظة واحدة لحظة واحدة فقط بعثرناه في يدنا من جديد.

لماذا نقسوا على أنفسنا بهذا القدر،  إلى متى سنبقى تائهين في مفرق الطرق، ويفيض علينا الإختناق يوما بعد يوم ، من أوجد المنطق الذي تحكم بحياتنا، من وضع الحدود للإفتراضات العقلية، ومن وضع مقاسات الميزان  للإتزان العاطفي، يا لهذا العبث ويالتلك الفوضى المتراكمة، هل في العمر بقية لنخرج من هذا المحراب، لا يوجد شيء يسمى بالوقت المناسب، تجاوز نفسك وحاول لأبعد مدى، لأن كل ذلك ليس سوى بعض نوبات من فتات العمر.

فيديو مقال جرعة زائدة من السلام المزيف

 

 

أضف تعليقك هنا