حكاية وهم

البحث عن السلام

اليوم نجد أنفسنا نبحث عن كل ما نتمنى أن يسعدنا أو يحقق شيئا لو اليسير من السلام الداخلى ولو كلفنا ذلك خسارة وطن لشراء غربة نتوه فيها وبها ، فقد تجد نفسك مهاجرا إلى كندا أو استراليا أو ألمانيا أو حتى أمريكا   ولكن الشرك اﻷعظم الذى ستقع فيه هو المقارنة الصادمه ما بين الوطن اﻷصلى والوطن الجديد، فهل حقا  هذا هو الحل اﻷمثل لحياة أفضل ؟

فمن ضمن الدوافع التى قد تضطرك لهجر وطنك هو البحث عن نظام سياسى عام متساوى فى كفتيه لافرق بين من يصنع السلطه والقانون وبين من ينطبق عليه هذا القانون، فلو تأملنا الأنظمه الحاكمه ف الدول العربيه -التى يفر منها الشباب- لوجدناها تعانى كثيراً من اﻷمراض المزمنه، فهل هذا عيب فى اﻷنظمه سواء أكانت جمهوريه أو ملكيه أو ديموقراطيه أوإشتراكيه أو رأسماليه أو مدنيه أو حتى علمانيه؟ الحل : هو النظر إلى نفس اﻷنظمه الحاكمه فى دول العالم اﻷول والدول العربيه ومن يطبق هذه اﻷنظمه.

توالي الحكام على مصر

فهناك فى تاريخ الأوطان مواقف تتكرر بإستمرار ومن يخسر فيها هم الطبقه البسيطه التى لاتريد غير الحياة الكريمه فبعد إنتشار الدين اﻹسلامى فى مناطق كثيره فى العالم وأتت الدول والخلافات المتواليه وبالأخص دول شمال إفريقيا فهناك تظهر الخلافه اﻷمويه والعباسيه والفاطميه والعثمانيه ومن ثم اﻹحتلال الفرنسى واﻹنجليزى وغير ذلك من دول لا تسعى إلا للخراب والدمار.

تولي محمد علي باشا الحكم

وهنا فى مصر وبعد كل هذا ظهرت مصر الحديثه بقيادة محمد على باشا فى أجمل عصورها وأبهى صورها كما يحكى التاريخ نجاح ونهضة فى شتى المجالات بعد عصور من الجهل والضياع ليتوالى حكم أبناء محمد على وأحفاده وإن حاد منهم من حاد عن طريق الصواب مما أدى لتدخل اﻷجانب فى شئون البلاد الداخليه ولكن كانت مصر دولة حضاره وتاريخ وإزدهار فى شتى المجالات وأتى أخر من حكم مصر من هذه اﻷسره الممتده ألا وهو الملك فاروق الذى أراد أن يصلح ما قد فسد.

تولي الملك فاروق الحكم

ليثبت لنا التاريخ بعد زيف أنه رجل شريف فى حكمه ليس فاسدا كما يدعى كثير من المؤرخين عليه أنه يحب النساء والعهر، فيذكر لنا من عاصر فترته أنه حينما أراد أن يطعم حشد من جموع الشعب الغفيره فى يوم من اﻷيام سأل الطهاة ماذا ستقدمون قالوا ما إعتاد عليه هؤلاء من فول وطعميه وما شابه ذلك إلا أنه رفض ذلك وأمر بإعداد أجود أنواع الطعام، وتناول بين هؤلاء الفقراء الطعام ، فهل هذا ملك فاسد كما يظهره التاريخ المزور ؟

إلى أن خرج عليه أبناء الوطن يريدون أن يحكموا بلدهم بكل فشل وخيبة أمل ، فحينما إستيقظ الشعب فى يوم من اﻷيام وجدوا من يتحدث إليهم عبر أثير محطات الراديو بأن وطنهم قد تحول من نظام ملكى إلى نظام ديموقراطى أو إشتراكى وأنهم قاموا بثوره عظيمه ضد الفساد وحكم الملك الفاسد على العلم أن الملك قد تنازل عن حكم البلاد ﻹبنه الصغير إلة اﻷبد أحمد فاروق وخرج من مصر نزوﻻ عن رغبة أبنائه الشرفاء دول إراقة أى قطرة دم واحده ، وبعد مثل هذه الثوره الفاشله حلت على مصر النكبات مثل التفريط فى أرض السودان وتدميرها إلى يومنا هذا بالجماعات اﻹرهابيه والتقسيم مما جعل عبد الناصر يفكر فى مخرج من أزمته ففكر فى حيلة إلتف حولها المهللين وهى الوحده الوطنيه أو الوهم الكبير.

مصر في فترة جمال عبد الناصر

وما يثبت أن جمال عبد الناصر كان يداعب شعور المصريين والعرب جميعا حينما أراد أن يتنحى فخرجت جموع الشعب العاطفى مطالبة يالبقاء، فلو كان هذا التنحى شعور بالفشل فهذا يثبت لنا أن النظام الملكى والملك قد ظلما على يد الحاقدين من الثوار اﻷحرار كما يدعون أو اﻹنقلابيين، أو إما أن جمال عبد الناصر كذب على الشعب بحيلة المنكسر ليبقى الزعيم المؤيد بدون منازع المنتصر فى نظر كل العرب.

تدهور الوضع المصري

فما تمر به مصر والدول العربيه ما هو إلا إنعكاس أو نمو وتنامى لهذا التاريخ المليئ بالمخادعين من أجل السرقه والتدمير دون حساب . فأهم ما يميز اﻷوهام الوطنيه – اﻹنقلابات – بدعوى أنها ثورات حقيقيه تجد إضطراب فى نظام الحكم تحت مسمى الإصلاحات اﻹقتصاديه والمشاريع القوميه العظيمه وتجويع  للشعب ، ونجد أيضا بيع وخسارة أراضى من الدوله ، وتضليل للمواطنين البسطاء بحروب إما على اﻹرهاب وحدوث إنتصارات ذائفه.

للعلم إنى أحب جمال عبد الناصر الزعيم الشعبى ، وﻻ أتمنى عودة أيام العبوديه ولكن ما يحزننى إنحراف الحريه عن مسارها القويم فى أيام تدعونا أن نهجر أوطاننا بحثا عن مستقبل كان من الممكن أن يصبح مشرق فما تريد الشعوب إلا اﻹستقرار واﻹصلاح الحقيقى للنفوس فلو صلح الحاكم صلحت الرعيه.

فيديو مقال حكاية وهم

أضف تعليقك هنا