حِوارٌ داخلي مع كِتَاب

فن اختيار الكتاب

كنت قد طلبت آنفا من خاليٍ لي قد شغفه حب القراءة والأدب إعطائي اسماء كتب تتحدث عن الفلسفة لأنه ذو خبرة في الكتب ومحتوياتها و كنت خائفاً ان اقرأ كتاباً غير جيّد فيغير مسار حياتي و هذه المره التي اطلبه فيها اسماء كتب ومؤلفات كانت إضافةً لي حينما بدأت بالتفكير حول موضوع ان اقراء كُل الكتب الجيدة وغير الجيدة وانشغلت بهذه الفكرة فترة من الزمن أنجبت لي بعض التساؤلات و دخلت في حوار داخلي مع كتاب>

عندما كنت خارج من مكتبة الملك فهد الوطنية بالرياض قرأتُ شيئاً لُم يروقُ لي فقررتُ أن أترُك الكُتب لفترة حتى أُصبح التقي بذوي الخبرة فأقرأُ الكُتبَ الجيدة فقط ظناً مني ان هذا الفعل صائب و لاحظت ان الكُتب كثيرةُ العدد على الرفوف وقليلة العدد على طاولات البحث فتساءلتُ لمذا اجدُ هذا المنظر متكرراً كُل يوم وهل صدقاً هُجِرَ الْكِتَاب وانشغل الناس بالأشياء الفانية وتركوا الشيء الوحيد المُخلد الذي لايسلُبه احد وهلّ فكرتي جيدةْ في اِستشارة القُراءْ فيما اقْرَأْ أم اقرأ هذه الكُتب ولا بأس علي في ذلك!

الحوار مع الكتاب

حينها ردَ علي احدُ الْكُتُب مطبوعٌ عليه صورة قِط اسود كان رواية مُترجمة لميخائيل بولغاكوف وكُنتُ قد حجزّتُها لمدة أُسبوع قال : الناسُ لايعرفُننا قُلت لمذا قال نَحْنُ نُعطي ولا نأخُذ ونُهجَرّ ولا نهجُر وَنَحْنُ نُكرَه ولانَكرَه حينها تركتُه وذهبتُ ظناً مني اني سأُعاقِبُه لأنهُ كذبْ فهم يأخُذُون العقول و يُغيرون افكارها وهم يهجُروننا إذا هجرناهُم فلا ارى المعلُمات تبقى إذا لمّ أراجعّها وَهُم أيضاً يكرهُننا إذا كَرِهناهم فلا يُفهِمُنك شيئاً اذا ما كَرهت أن تقرأهُم.

وبِمُجردْ خُروجي من باب المكتبة اِنقطعَ حبلُ أفكاري برأي جديد أن الكاتِب حينما يُصيغُ العبارة يُمكنه انه يبسِطها فتصبحْ سهلتَ الحفّظ فيُعطيك الْكِتَابُ إياها ولا يأخُذها فنهجُرُ الكُتب لا الكاتِب و يبين الكاتِب أفكاره فنكرهُ الكِتاب لا الكاتِب فوجدتُ أنهُ مُحقٌ في كلامِه وندِمتُ أني تسرعتُ في حُكمي عليهم و سأهجُر كُتبَ الكاتِب فقط ليس كُلّ الْكُتُب وسأقرأ مِنّ كُلِّ الْكُتُب فأميزَ الجيدَ مِنَ السيء وسأترُكْ سياسة التعميمْ الخاطئه وبدأت مشوار جديد من البحث والقراءة الموسعة وعدتُ للكِتاب من غد وناولته حقه الكامل من القراءة.

فيديو مقال حِوارٌ داخلي مع كِتَاب

أضف تعليقك هنا