شعوب عاطفية

بقلم: محمد سعود البنوان

واقع الأمم ومنطق العاطفة

الفرق بيننا وبين بقية الأمم لا يكمن في اختلاف القدرات العقلية، ولا يكمن في الموارد المادية، بل يكمن في طريقة التفكير التي قادتنا إلى ما نحن عليه من ذل وهوان. أعتقد ان هذه العبارة تلخص واقع كثير من الأمم التي أصبحت تقيس الأمور بمنطق العاطفة منذ ان حل علينا بلاء القومية، وأردف ببلاء الاشتراكية، حتى صارت غالبية تلك الشعوب المسكينة والمغلوبة على أمرها تنتظر وبلهف خطبة عصماء ينطق بها أحد الحرامية والحمقى الذين قدر لهم أن يتولوا زمام الأمور.

ببساطة إنهم ينتظرون التغيير الانتصار والنمو، ولعل أحدا من هؤلاء الحرامية يصدق، وأن يردف كثير أقواله بشيء من الفعل، ولكن هيهات. مرت السنون والأعوام والامة الإسلامية من واقع انهيار إلى انحسار، وإلى هذه اللحظة لا يزال التفكير العاطفي قائما، ولا يزال الطغاة يركبونه كسلم يتسلطون به على رقاب الشعوب.

واجب النخب الثقافية

إن الواجب على النخب الثقافية – الإسلامية منها خصوصا – ان تدرك هذه الحقيقة الواقعة، وأن تستغل منابرها الإعلامية في إزالة ذلك الدرن الذي علق بأفئدة وعقول تلك المجاميع التائهة في غياهب الظلمات. فالتغيير السياسي لا ينبع من تغيير أفراد هنا أو هناك، بل لا بد أن ينبع من قناعات شعبوية ترتكز على أسس عقلانية، من واقع قاعدة فكرية إسلامية. فهذا هو أهم أساس في التغيير، ذلك التغيير الذي يهدم الأفكار الصنمية العلمانية بدلا من أن يتعايش معها.

بقلم: محمد سعود البنوان

 

أضف تعليقك هنا