قصة ( صدفة معبرة أم عابرة؟! )

الاستعداد للرحلة

كأن اللحظات تتجه نحو نفقٍ مظلم والانتظار اشبه كموقد جمر هذا  حال (سالم) الذي يترقب اتصالاً هاتفيا من لدن رفيقيه ( فيصل و عامر ) اللذين قد اتفقا معه يوم أمسٍ في الذهاب لنزهة برية خارج منطقتهم السكنية ومن دون سابق انذار بدأ يطلق جهازه النقال نغمات تشير للهدف المنشود ، اتصال من قبل رفيقيه

– اهلاً

– نحن أمام منزلك هيا

– حسناً قادم إليكم

الذهاب  للرحلة

لملم حقيبته ذات السعة المطلوبة وانطلق نحو الخروج فركب المركبة وانطلقا نحو مآل رحلتهما،  بدأ فيصل الذي كان يقود المركبة  في تحريك جهاز مشغل الأقراص محاولاً منه اخراج اصوات شجية تعطي اجواء منغمة في سير الرحلة التي بدأت تلوح في الأفق اقتراب نهايتها حينئذ عامر الذي بدأ يظهر على جسده علامات التململ محاولاً منه افهام فيصل أن يتجه إلى اقرب محطة وقود من أجل المرور على محل التموينيات الغذائية لشراء بعض السكاكر والعصائر المعلبة استقبل فيصل اشارات التململ بتحريك مقود المركبة نحو محطة وقود صغيرة لاحت امام ناظريه  بسرعة جعلت عامراً وسالماً يطلبان منه تهدئة والتعقل اوقف فيصل المركبة وضحكاته تصدح بالمكان ترجل عامر وثم اعقبه سالم الذي يطلق الشتائم لفيصل لفجاجة تصرفه وطلب منه المكوث في المركبة وعدم الدخول معه في محل التموينيات الغذائية .

رجل غريب في المتجر

دخل سالم محل التموينيات وناظريه تترقبان عامر لكن عامر لم يظهر! فبدأ يبحث في دهاليز  المحل وعيناه لا تقع على اتجاه واحد وفجأة ارتطم بمكون جسدي بشري ضخم البنيان من الخلف الذي كان يلتحف برداء اشبه برداء  أهل بلاد السند صمت سالم صمت المذهول من الموقف ومن تكوين هذا الكائن الذي لم يستدر فور ارتطامه به لكن ومن دون تمهيد تحرك هذا الجسد نحو الأمام من دون أن يلتفت للوراء فلمح سالم خاتما ذا فصه زرقاء على احدى اصابع يده اليسرى بها نقش صغير  اقرب إلى جمجمة منزوعة اللحم والجلد ، عامر في تلك هذه اللحظات وجد سالم متسمرا مكانه في احدى زوايا المتجر فركض اليه قائلا: هيا فلنذهب فوضع يده على احدى كتفي سالم الذي بدوره انتفض وبدأ في اطلاق العنان للشتائم ولم يتوقف حتى شده عامر من عضديه ودفعه نحو المحاسب الذي يراقبهما ، خرجا من المتجر بعدما اشتريا بعض الحاجيات وانطلقوا نحو مكانهما المنشود.

بدأت مخيلة سالم تقع في أسر تراكمات الموقف مع ذلكم صاحب رداء أهل بلاد السند وتجاذبه ما بين هل هو موقف (معبرٌ أم عابر؟! )، بعدئذ حطت المركبة في أرض فلاةٍ تحط على احدى جهاتها سلسلة هضاب مرتفعة وبدأ الثلاثة يُنزلون أمتعتهم الشخصية ولوازم الرحلة ولاح في الأجواء تعليقاتهم المضحكة واطلاق الألقاب التي كانت في صغرهم على بعضهم البعض حتى بدأ الليل يرخى سدوله وحان تحضير طعام العشاء لكن حصل أمر غريب في هذه اللحظة! أمرٌ طارئ قد وقع ! موجات هرمونية سمعية تتقرب من مكانهم! كأنها صادرةٌ من تلكم الهضاب!

اختفاء سالم

هكذا قال فيصل وعامراً بدأ يدخل في حالة من الخوف الشديد فشفتيه ترتجفان كمن أصابه صقيع برد شديدة لكن أين سالم؟! اختفى سالم من المشهد بشكلٍ مفجع وصادم! ولم يستوعب فيصل وعامر أن تلكم الموجات الهرمونية تلقفت سالماً منهما فبدأوا يطلقان العنان لحناجرهما مناديين سالما ومن دون سابق انذار وجد سالم! وجد سالم في بقعة تراب مغايرة لبقعة الأرض التي نزل فيها بقعة شبيه لذرات الفحم مستلق ظهره عليها وعيناه شاخصتان للسماء! فظناه ميتا فحاولا الاقتراب منه لكن أوقفهما صوتٌ مجلل

ـ قفا مكانكما

فيصل وعامر بصوتٍ متقطع : من أنت ولماذا؟!

ـ رفيقكما في حضن الولاية

فيصل وعامر: أي ولاية؟!

ـ ولاية المصادف والمصدوف

فيصل وعامر: ما هذا الهراء التي تتفوه به!

ـ رفيقكما سيكون عبرة معتبرة لمن يُصادف الظواهر غير الطبيعة فلزاما عليكما أن تذهبا في حال سبيلكما

انتهى

فيديو مقال قصة ( صدفة معبرة أم عابرة؟! )

أضف تعليقك هنا