كأس العالم الأفضل على الإطلاق

انتشار وصف هذا المونديال بالأفضل

يتردد هذا الاسم كثيراً على كأس العالم الجاري بروسيا ٢٠١٨، وبدأت أقتنع بجدارة هذه النسخة بذلك اللقب. التنظيم يليق بسمعة دولة عظمى كروسيا، وأعتقد أن مسير الأحداث وإدارة الحشود جرت بلا هفوات، والأمن مستتب تماما تحت قبضة بوتِين. كأن روسيا غنمت مغنما من ذلك ثميناً. وهو تحولها لقبلة شعوب الأرض لمدة شهر كامل تتجول فيه الجماهير في أرجائها الممتدة، وتتعرف على طبيعة البلاد، وتستكشف مناطق وقرى أخرى غير العاصمة موسكو.

لا ننسى كذلك أمراً شديد الأهمية هو تغير الصورة النمطية الهوليودية عن الشعب الروسي، هوليود صنعت منهم جواسيس مندسين يقتلون بوجه جامد وصمت مطبق. اكتشف العالم صورة مغايرةً تماما عما كان دارجاً، فوجدوا مودةً وتسامحاً وبساطةً لم تكن متوقعةً بينما كان الخوف من الاعتداءات الفردية بين الأزقة عارماً. هذا فيما يخص حالة البلاد ككل. فلنتوجه إلى الملعب، في المدرجات، المدرجات برأيي هي ما صنع لكأس العالم قيمة فنية، تفاعل الجماهير وتنوع طرق التشجيع حسب كل بلد مشارك لونت الحدث بألوان من القارات الخمس، وصبغته بتشكيل كرنفالي يبتهج بإيقاعات وأهازيج ورقصات رائعة.

شغب مارادونا

نجم المونديال الأول بلا منازع خارج المدرجات كان المشاغب إلى الأبد دييغو أرماندو مارادونا، بشخصيته التي تعيش الحياة في كل الاتجاهات ضاربة عرض الحائط بكل ما يمكن ضربه، ورغم ذلك يبقى معشوق الجماهير ومركز جاذبية الأضواء، أثار بإخلاصه وانفعاله عجب العالم وإعجابه.

أداء اللاعبين داخل المستطيل الأخضر

داخل الملعب، وهذا جوهر الأمر، تقدم كل المنتخبات أفضل ما لديها، ولا مكان للخطأ، التمريرة الخاطئة تعني هدفاً شبه محقق، يستشعر اللاعبون شرف الوجود في هذا الحدث، فيبذلون قصارى جهدهم، هناك استثناءات طبعاً مثل بعض المنتخبات العربية وميسي، بذكر ميسي تتأتى لنا المقارنة الأبدية مع رونالدو الذي قدم أداء جيداً، وكان في أول مباراة منتخباً لوحده رغم أن كأس العالم هذا أكد على حقيقة أن اللعب الجماعي ينتصر. لم تشفع له نجومية النادي، ولا لميسي بتتويج المسيرة بلقب واحد يجعل من كليهما أسطورة الأساطير بينما قد يحالف الحظ نيمار. ويبقى حديث كأس العالم هو الشجون العالمي الأكثر متعة، وهذه النسخة منه تظل الأكثر غرابة والأفضل على الإطلاق.

فيديو مقال كأس العالم الأفضل على الإطلاق

أضف تعليقك هنا