كيف تصنع مريضا

صناعة المرض

يعتبر المرض حالة غير طبيعية تصيب الانسان وتؤثر عليه سلبا في معظم الحالات ؛ ولما للمرض من خصائص قد تميزه عن غيره ، نتحدث الان عن صناعة المرض الذي يؤثر على النفس والسلوك والجسد وطريقة التفكير .
ان الكائن العضوي معرض للاصابة بكثير من الأمراض التي قد تصيبه بشكال متعددة ومنها ما يعود لمصادر بيئية واُخرى وراثية تتفاعل مع مكنونات البيئة المعاشة والمخزون الخبراتي الذي اكتسبه الفرد ، وجاءت فكرة صناعة المرض لأحداث فجوة بين العقل والجسد وبالتالي التأثير القصري على طريقة التفكير ، ومن هذا المنطلق سنبدأ بالتطرق الى آلية صناعة المرض لدى الكائن البشري على وجه الخصوص.
علما بان معظم العلوم والنظريات العلمية استخدمت صناعة المرض بالتأثير على الحيوانات وتم تعميم نتائج ما توصلت اليه هذه العلوم على حياة الانسان . وذلك لأسباب عدة أهمها احترام كرامة الانسان ، الا ان ما نشاهده الان من تأثيرات غير مبررة وانتهاكات لحقوق الانسان في شتى بقاع الارض ! صنعنا مرضا لا يكاد يفارق شخصيتنا الواقعية او ما نبدو عليه من جماليات ، وتجدر الإشارة هنا الا ان السلوك يحتاج لفترة من الثبات تقدر بستة أشهر.

أنواع المرض

تتعدد الأمراض التي يصاب بها البشر وتختلف بطبيعتها ومسبباتها واعراضها، وتختلف حدتها من فرد لآخر وتتأثر بمتغيرات عديدة منها الجنس والعمر والخبرات العامة والزمان والمكان ومنها ما هو وراثي او بيئي او مباشر وغير مباشر، ولو تأملنا مفردات العنوان لوجد ان الدور الان مختلف عن اَي دور اخر يقوم به اَي متخصص او معالج او طبيب وهو دور اضافة الشيء ” المرض ” وليس علاجه او التخفيف من أعراضه.
وقد يتراود في بال المفكر والقارءً للوهلة الاولى ان صناعة المرض قد تكون امر غير اخلاقي وأمر غير محبب وأنه امر سيّء ، واعتقد ان المعظم من المتخصصين متفقين معك في ذلك، وأن هذا الامر غير اخلاقي ولا ينتمي لأي اخلاقيات مهنية . ومن هنا يجب معرفة كيفية صناعة المرض لدى الأسوياء .

كيف نصنع المرض

استخدمت صناعة المرض في الحروب للأفراد المعتقلين من الطرف الاخر وكانت تستخدم استراتيجيات ونماذج مختلفة لأحداث حالة تعكير صفوة التفكير للمعتقل او إعاقة التفكير من اجل صناعة مريض ، ومحو بعض الأفكار وتعديلها الى ان استخدمت صناعة المرض في بيئتنا ومجتمعاتنا وأسرتنا بل ووصل الامر الى ذاتنا في صناعة شخصيتنا المرضية.
ان الفرد وما يمر به من خبرات في حياته  غالبا تصنع منه رجلا عظيما، وان مكنون الخبرات الذي يمر به الفرد يفترض ان يكون يافعا له في مواقف حياته التي يمر بها ويستطيع التعامل معها نظرا لانها أصبحت خبرات متعلمة ، وان الهدف الأساسي منها تنمية قدرات الفرد ومساعدته على التكيف.
وتعتبر خبرات الفرد السلبية والمتكررة مصدرا رئيسيا لصناعة المرض ان الفرد الذي يمر بضغوطات متعددة وتوتر وقلق وخوف اذ لم يستطع ضبطها تصبح امراض عصابية ما لم يتم تجاوزها وقد تصبح أيضا أمراض سايكوسوماتية وقد تصل الى الأمراض الذهانية اذ ما توفر الاستعداد الوراثي لذلك ، او اذا لم يتم علاج المشكلات البيئية التي تواجهه بشكل صحيح وان الفرد المتعرض لأشكال متعددة من الضغوطات والمصاعب والمشاكل.

أسباب صناعة المرض وأمثلة

لا بد له من تنفيس ذلك بإحدى وسائل الدفاع الأولية . وان هذا بحد ذاته يصنع المرض اذا لم يتم علاجه بشكل صحيح . وقد يلجأ الى تعاطي المواد المخدرة او التطرق لأساليب سايكوباثية ضد نفسه او المجتمع  . ومن هنا نستعرض بعض الأمثلة التي قد تؤدي الى صناعة المرض ما لم يتم استخدامها بشكلها الصحيح ومنها .
 ان المتخصص الذي لم يستخدم استراتيجيات تخصصه بشكل سليم يصنع مريض . ومن يعاقب ويفرط في العقاب صنع مريضا ومن يعزز ولا يستخدم النهج العلمي في التعزيز يصنع مريضا . من يفرق بين أولاده يصنع مريضا . ومن لا يسعى لتغير ما لديه من استراتيجيات واساليب مهنية وانسانية ؛ اصبح مريض .

فيديو مقال كيف تصنع مريضا

أضف تعليقك هنا