ما فائدة الشخصيات الأبوية للأمة؟

ما هي الشخصية الأبوية؟

الشخصيات الأبوية هي محور لكثير من النقاشات والجدالات والدراسات والأخذ والرد على طول الخط التاريخي، وبمختلف الاتجاهات الإنسانية والفكرية منها والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية والفلسفية والروحية، هي محور بحثي داعم في جميع هذه الاتجاهات.

وكثيراً ما تكون الشخصيات الأبوية هي شخصيات قيادية اجتهادية في فلسفتها وقراراتها، وهي موضع للجدل بين عقول البشر لأنها ببساطة تمثل بسلوكها قراءة جديدة لما كان متعارفاً بين الناس، وغالباً ما تكون تلك القراءات الجديدة ثورات فكرية ُمصغرة يقودها محبة الناس ومنفعتهم، فيراها المحبون والمتعلقون بتلك الشخصية إبداعاً لا يمكن للنوع البشري الاستغناء عنه أو تجاهله، ويراها المناوئون لها بأنها تمردٌ بجهلٍ عن الطريق السوي. وبين هذا وذاك يتزايد النقاش والجدل والمحاججة حول تلك الشخصية.

أمور مهمة عن الشخصيات الأبوية 

وما لا يعرفه الناس، ويجهلونه أن الاهتمام بالشخصية الأبوية يؤدي بالنتيجة إلى الاهتمام بأعلى الأفكار في عقول تلك الشخصيات، فإن مجرد أن يكون هنالك اهتمام بتلك الشخصية يبدأ العقل يغير تدريجياً من خارطته الفكرية، يغيرها نحو تلك الشخصية، فتصبح الانطلاقات التي ينطلق منها ذلك العقل ذات دوافع أبوية بشكل ملفت للنظر وواضح.

كلما كانت أبوية الشخصيات واسعة زماناً ومكاناً صار العقل أنظف، وصارت خطواته رصينة وقدرته أعظم، لكن تجاهل الناس للاهتمام بالشخصيات الأبوية، والاهتمام بدلاً عنها بشخصيات مخلدة تاريخياً – بغض النظر عن أبويتها – قد خسّرهم الكثير، وأتعبهم في حياتهم لأن عقولهم لم تتأثر إلا بالشخصيات الخالدة عند البشر بأي خلود ممكن.

فالخلود الذي لا يُراعى فيه إلا الخلود فقط لا قيمة له ما دامت تلك الشخصيات ليست أبوية للأمة، فلا داعي للاهتمام بها لأنها ستورث جيلاً لا أبوياً يخلفها في سلوكها، ويتبعها في خطواتها.

 

أضف تعليقك هنا