ما وراء نفسي

الماضي التعيس

استنزفت حياتي أجامل كثيرا، أضغط على نفسي كثيراً، تساؤلات تحوم وتجول في عقلي، لماذا يصعب علي أن أقول كلمة “لا” للٱخرين، وفي نفسي تحرّج من ذلك؟ أقول “نعم” في الظاهر، لماذا أجد كل هذه الصعوبة؟ هل قولها يغضب الآخرين لدرجة ما؟ لماذا لا أستطيع أن أبوح بما في قرارة نفسي من مطامح ورؤى وآمال ومواقف؟ أجل، لقد قيد البشر بعضهم بعضا في وجس كتقييد الأسير والعبد.

وإن صادف وأن عبّر أحدهم عن ما وراء نفسه، فكان الظن والوهل والذماء يغلي في عقولهم ليعود الإنسان إلى الامتعاض والألم والحسرة التي تطغى على نفسه البريئة، فيتنهد تنهيدة طويلة تختلج لها أعضاؤه ليتألق اليأس والقنوط على وجهه كما يتألق نور اليقين بين ظلام الشكوك. نعم، أنا إنسان وفي نفسي خفايا مظلمة عميقة علي فرضها، نعم سأكافح من أجل نفسي، ومن أجل مواقفي.

لماذا أهرب من إجابة الأسئلة

لماذا أنا أحاول كتمان ما في نفسي؟ لماذا ينظر لي الٱخر بحقائق أخرى؟ لماذا لا يكون الإنسان لطيف اللسان؟ ممعنا في أراء الكهول والأطفال والشبان؟ لماذا أنتم تدعون دماثة الأخلاق من الرياء؟ وكلمة “لا”من الاستعصاء و الإباء؟ لماذا تجعلون بعضكم سجناء؟ لماذا تعتبرون النصائح سما والملق تكبرا؟ لماذا لا تغيرون وجهة نظركم تجاه غيركم؟ نعم، أهدرت وقتي وأنا أحاول أن يصدقني أحدهم ويدرك وهني وضعفي وألمي وجوارحي وأنتم في شذوذ عقلي لا حدود له.

هكذا نحن البشر حكمنا على البشر دون أن نعرفهم، فليس كل متعلم سعيد وليس كل غني سعيد أيضا، وحتى كل كائن بشري اجتماعي سعيد؟ إنكم تعلمون بالكاشحين و الغادرين، وتتركون ما لا تعلمون. لأن السعادة أيها الإنسان مكانها القلب والنفس ،والسعادة هي سعادة المرء بذاته، يحققها بذاته وبما تكفله له الحياة.

أضف تعليقك هنا

رحمة التيس

رحمة التِيس