آسام – الطريق إلى ميانمار!

أبشع جريمة عالميا يتعرض لها مسلمو الروهينجا

إن السنوات التي مضت ولوقت ليس ببعيد كان العالم شاهداً على أبشع جريمة حدثت فى حق الإنسانية، ألا وهي المجازر التي تعرض لها مسلمو بورما (الروهينجا) تلك الأقلية التى واجهت الكثير من العنف والاضطهاد من قبل الجيش البورمي، فمنهم مَن لاقى حتفه ومنهم مَن استطاع الهروب لاجئاً محكوماً عليه بالموت المؤجل وسط صمت دولي وأيدٍ مكتوفة.

ليشهد العالم مرة أخرى مجزرة جديدة من نوعها لا تقل فى قساوتها خطورة عن ما حدث ضدّ مسلمي بورما، فما أقسى أن يعيش الإنسان ويتربي فى بلاد يقوم بما في وسعه لخدمتها كأي فرد صالح ويكون جزاؤه في النهاية اسقاط الجنسية عنه.

الهند وإسقاط الجنسية عن المسلمين

هذا هو القرار الذي اتخذته الحكومة الهندية منذ أيام قليلة بإصدار قائمة تضُم نحو 4 ملايين شخص يعيشون بولاية (آسام) تلك الواقعة على الحدود مع بنجلاديش وميانمار، والتى يقطنها نحو 30 مليون نسمة يمثل المسلمون متحدثو اللغة البنغالية بها حوالي ربع سكانها والذى تضمنت القائمة الكثير من أسمائهم. مطالبون بتقديم ما يثبت أنهم يعيشون في البلاد قبل 24 مارس 71 وهو التاريخ الذي انفصلت فيه بنجلاديش عن الهند وتأسست كدولة.

وفى الوقت الذي يرى الكثيرون على الساحة السياسية بأن قرار الحكومة الهندية بتجريد المواطنين من هويتهم، باسقاط الجنسية عنهم وما يتبعه من قرارت، ما هو إلا حملة موجهة ضدّ الأقلية. لتُدافع الحكومة الهندية عن قرارها مُبررة أن خطوتها تلك تحافظ على حقوق مواطنيها، ومنع الهجرة غير الشرعية لداخلها من البلدان الحدودية المحيطة كبنجلادش وميانمار وبوتان، في محاولة لتحسين صورتها وكسب تأييد المعارضين للقرار، فيما نفت سُلطات هذه البلاد أي محاولة للهجرة غير الشرعية من مواطنيها داخل الحدود الهندية.

هل سنرى ميانمار أخرى؟ 

وبين قرار الحكومة الهندية ونفي البلاد المحيطة لولاية آسام ذلك، نكون أمام قضية لجوء أخرى تُزيد على كَاهِل هذا العالم مسئولية جديدة أصبح من الصعب تحمُلها، إن عدد اللاجئين في تزايد نظراً لما يشهده عالمنا من أحداث عنف مستمرة. ما زاد الأمر تعقيداُ على منظمات الحماية المدنية في احتواء الموقف. على الحكومة الهندية مراجعة قرارها والذي شرعت في تنفيذه بحذر، و إلا سوف نكون فى مواجهة ميانمار أخرى.

فيديو مقال

أضف تعليقك هنا