استرخ واختر لدماغك وضع الطيران

أدمغتنا، التقنية والضغط العصبي

هذا الكم الهائل من المعلومات عبر الأجهزة الحديثة غيرت مجتمعاتنا بصوة جذرية. فالفرد منا تصله المعلومات من كل حدب و صوب في هاتف خلوي جوال لا يزيد عن مساحة نصف كف يده، يحفظ له التواصل مع الأقرباء والأحباب، ألا أن الضريبة هي التشتت الذهني والضغط العصبي. يستخدم نصف سكان المعمورة الانترنت و يبعث سكان الكوكب بمئات المليارات من الرسائل الرقمية و نحن نغرق بالمعلومات أكثر و أكثر يومياً، مما يزيد الضغط العصبي على أدمغتنا!.

والجهد الواقع على أدمغتنا ليس من كم المعلومات فقط، أنما من السرعة التي تأتينا بها تلك المعلومات الشىء الذي لا يمنح الدماغ الوقت الكافي لأستيعاب وتحليل تلك المعلومات! بدون مبالغة نستطيع القول أن كم المعلومات الذي ينتقل بين الأجهزة الذكية في أرجاء العالم في أقل من أسبوع يوازي كل المعلومات التي عرفتها البشرية عبر تأريخيها قبل عصر التقنية الرقمية وأجهزة الحاسوب الحديثة!

 تخيلوا معي ماهية المجتمع التقني الذي نعيش به؟ قد يشبه مجتمع الغرب الأمريكي الذي كنا نشاهده في الأفلام! أقصد الأنفلات الذي نراه وتبادل المعلومات دون شرط أو قيد، ملايين بل بلايين التطبيقات و المواقع وكل شيء مسموح الى درجة كبيرة! التقنية التي وجدت أصلاً لتسهيل الحياة نتج عنها النقيض بأن عقدت علينا حياتنا! خاصة في أماكن العمل حيث أصبح الضغط العصبي مضاعف مرات عدة، لكن كيف وصلنا الى هنا؟

التقنية التي تنهال علينا بالكم الهائل من المعلومات جعلت من مهامنا أصعب بسبب سرعة الحصول على المعلومات فصار مطلوب من الفرد العامل منا مضاعفة أنتاجه وزيادة الجهد ليواكب هذه السرعة في التقنية و المعلومات.

ما أن يبدأ المرء يومه في العمل حتى تنهال عليه رسائل البريد الألكتروني، وهاتفه الخلوي و كلها مستعجلة وقبل أن ينجز مهمة ما تراه أنشغل بأخرى مما يشتت تركيزه والنتيجة هدر للوقت دون أنجاز المهام المطلوبة. أحد الأحصائات بينت أن حوالي ٣٠٪ من وقت العمل هو فقط للأجابة على تلك الرسائل البريدية والهاتف الخلوية. 

صادفت أحد الأشخاص العاملين في البورصة وهو يتنقل ما بين لندن-نيو يورك لا يستطيع غلق هاتفة ولا حتى في أوقات وأيام أجازته وأذا ما أخذنا عامل فرق الوقت بين لندن و أمريكا فأنه يعمل على مدار الساعة.

بل أن الأحصائيات في بلد مثل فرنسا تبين أن ما لا يقل عن نصف مدراء الأعمال مستمرين في العمل بعد أوقات الدوام الرسمي. فليس من المستغرب أذاً أن ينعكس ذلك سلباً على الحياة الخاصة في البيت والأسرة وقد ينتهي الأمرة بمشاكل أسرية تفضي الى الطلاق.

كلوريا مارك البحاثة في جامعة كلفونيا في علم النفس و تأثير التقنية على العمل تقول : أن البريد الالكتروني واحد من اكبر عوامل الضغط العصبي والذي يؤثر سلباً على الانتاج بغض النظر عن طبيعة العمل.

وقد يعتقد البعض أن الحال معكوساً لدى الأجيال الأصغر سنناً الذين تعودو وجود التقنية في حياتهم، ألا أن الأحصائيات تبين غير هذا، حيث بينت أن النسبة الأكبر التي تصاب بالضغط العصبي نتيجة تعاطي التقنية هم المستخدمون دون عمر ٣٠ عاما.

 أن الأعتقاد أن البعض منا قادر على القيام بمهام متعددة في الوقت نفسه وهم، ذلك لأن أي من تلك المهام لن يأتي به المرء على أحسن وجه. والأشخاص الذين يتطلب عملهم القيام بأكثر من مهمة في الوقت نفسه، لابد لهم من تسوية ما مابين تلك المهام، عكس ذلك تكون المحصلة النهائية على حساب الكفائة في الأنتاج.

  كيف يعمل الدماغ أثناء قيام المرء بمهمتين في آن واحد؟

تجب على السؤال الباحثة الفرنسية من جامعة ليون، Aurelie Bidet-Caulet حيث تقول أن هناك أنواع متعددة من التركيز الذهني وكل نوع تختص به منطقة معينة من الدماغ، وعلى سبيل المثال تقول الباحثة أن هناك التركيز طويل الأمد والذي قد يستمر لبضع ساعات، وهناك التركيز الأنتقائي حيث يقوم الدماغ حينها بتثبيط ومنع كل الأشارات والتشويش القادم من المحيط الخارجي.

أثبتت الباحثة من خلال تجارب مختبرية أن هناك مهام مرتبطة في نفس المنطقة من الدماغ و تدار من قبل شبكة واحدة من الخلايا العصبية الدماغية، ومثلاً على ذلك: التحدث في الهاتف و كتابة رسالة نصية مثل البريد الألكتروني، فالفرد الذي يكتب جملة في الوقت ذاته يجري محادثة لابد أن تفوته معلومات من تلك المحادثة أو أن يكتب المعنى بخلل و نقص ما، فتلك المهمتان لن تُنجرا معاً بنفس الكفاءة بل لابدُ أن يكون أنجاز بعضها على حساب البعض الآخر. 

وتشرح الباحثة نتيجة ذلك بالقول أن محاولة المرء أنجاز مهمتين في نفس المنطقة من الدماغ يؤدي الى أجهاد فوق الطبيعي للدماغ مما ينتج عن شعور الدماغ بمعاناة أثناء محاولة أنجاز تلك المهام.

ولنأخذ مثالاً آخر على ما قالته الباحثة من حياتنا اليومية، فمواقع العمل اليوم مكتضة بكل أنواع الأزعاج من هواتف ترن بأستمرار و أناس يتكلمون وأجهزة تطلق كل أنواع الأصوات، كل تلك الأشارات القادمة من المحيط الخارجية يصنفها العلماء بالمعلومات غير المهمة بمعنى غير ذات الصلة، أي معلومات (لا صلة لها) لا تفيد الفرد الذي يحاول القيام بأنجاز مهمة محددة،

في الوقت هذا نفسه يقوم الدماغ بواحدة من أهم وضائفه، وتلك الوضيفة هي تثبيط تلك الأشارات وكآنها لا تتواجد أصلاً. بمعنى أن الدماغ يغربل كل المعلومات القادمة ويبقى منها ما لهُ صلة بتلك المهام التي يقوم بها الفرد في الوقت ذاته.

هذه الوظيفة للدماغ من أهم الوظائف وذلك لأن الدماغ معرض لكم هائل من المعلومات التي تأتيه من المحيط وهي بالجملة معضمها غير ذات صلة بما يقوم به الفرد في كل حين، لذلك يغربلها الدماغ كي لا يفقد المرء تركيزه، علاوة على أن ليس للدماغ أمكانية تخزين كل ذلك الكم الهائل من المعلومات غير المهمة أو غير ذات الصلة. والمشكلة تقع هنا عندما تضطرب هذه الوضيفة ويحصل ذلك في الغالب عندما يحاول المرء أنجاز عدة مهام في الوقت نفسه.

والمثير و المهم في الوقت نفسه أن الباحثين وجدوا أن الجيل الجديد من الشباب تحت سن الثلاثين من من تربوا على تواجد التقنية في حياتهم ليسوا أكثر قابلية على التركيز من الجيل الأكبر منهم غير المعتاد منذ طفولته على التقنية. ففي دراسة أوربية شملت ثلاثين ألف عامل بينت الأحصائيات أن ما يقارب ال ٤٠٪ من من هم دون سن الثلاثين يعتقدون أن وظائفهم تشغل الحيز الأكبر من حياتهم بسسب الضغط النفسي الحاصل في العمل!

مناهج التدريس

دولة متقدمة تعتني في مناهج التدريس من مثل فرنسا تقوم بالتعاون مع مختصي الجهاز العصبي بمحاولة تطوير المناهج المدرسية كي تكون مادة من مثل تعليم الأطفال في عمر مبكر كيف يحافظون على تركيزهم في أنجاز المهام دون تشتيت ذهني. ويقول الباحثون أن ذلك يبدأ منذ عمر مبكر من البيت والتربية الأسرية فعلى سبيل المثال أذا كان أحد الأبوين يتكلم مع الطفل وفجأة يدير الأب أو الأم بوجهها جانباً لأمر ما غير ذي صلة بما يتكلم به، من مثل النظر الى الهاتف أو التلفاز يعطي ذلك للطفل مفهوماً بأن هناك أمور آخرى مهمة يجب أعطائها نفس المساحة من التركيز وبالتالي تصبح كل رنة للهاتف وكل مانشيت على التلفاز بل وحتى تلك المركبات المارة في الشارع من الأهمية بحيث يصعب على الدماغ غربلتها و منعها فتتشتت مهمة التركيز الأصلية وتفسد المهام!

 أذا كان التركيز من الأهمية بمكان في حياتنا اليومية فأنه للأسف مهدد بسبب التشويش الحاصل بسبب وسائل الأتصال الحديثة، لأن عملية التركيز والأدراك منذ استقبال المعلومة وتحليلها ثم فهمها وتخزينها في الذاكرة عملية معقدة قد تضطرب بأحدى تلك الأشارات الخارجية أذا لم يستطع الدماغ غربلتها ومنع غير ذا الصلة منها من أختراق الوعي.

قام الباحثون بأعطاء مهام تكون في العادة صعبة الأنجاز على الأطفال دون سنة المدرسة وذلك بتجزئة تلك المهام الى مهام متعددة أصغر، فمثلاً طلب تنضيف الغرفة يكون صعب في هذا العمر لكن تجزأته الى مهام أصفر من مثل أولاً رفع الأشياء من الأرض و ثم مهمة ترتيب الفراش خطوة خطوة سيسهل تركيز الطفل والقيام بالمهام واحدة تلو الأخرى بصورة أقضل بكثبر من أن تكون مهمة رتيب الغرفة بكل خطواتها مجتمعة في رأس الطفل حيث لا يعرف من أين يبدأ وأين ينتهي!

كذلك البالغين في العمل عادة ما ينجزون المهام بشكل أفضل أذا ما فصلوا المهام الى مهام أصغر حيث ينجزونها تباعاً حسب الأولوية مما يزيد أنتباههم وتركيزهم ودقة أنجازهم، على العكس من ما يظن الكثير حيث يعتقدون أن القيام بعدة مهام في الوقت نفسه يزيد من معدل وسرع؛ الأنجاز في حين أيشتت أفكارهم في حقيقة الأمر!

كذلك الحال عند جلوس البالغين أمام الحاسوب وأثناء محاولة أنجاز مهمة ما يقومون بالبحث في شبكة الأنترنت عن موضوع ذا صلة، ولكن في الوقت نفسه يظهر في جانب الشاشة رابط جديد يطلب منهم الظغط عليه فأن فعلوا يجدون أنفسهم دخلوا في موضوع آخر لابد أن يشتت فكرهم ويبتعدون تدريجياً عن موضوع المهمة الزولى التي يبحثون عنا، أما أذا ما تعددت الروابط غالباً ما ينتهي الأمر بهم في دوامة من المعلومات نصيبهم منها الفهم السطحي ليس ألا.

يقول مدير أحد الشركات الألمانية في مدينة كولون شابون رامي، أنه حقق نجاحات منقطعة النظير حتى أصبح يعطي دورات في التأهيل والتنمية البشرية يقول أنه عود على تصنيف المهام الى ١، ٢، ٣ و٤ حسب الأولوية و هو لا يفكر بالمهمة ٢ حتى ينتهي من ١. لكن الأهم أنه يعطي كل مهام وقت محدد يحاول أن لا يتجاوزه في أتمام المهام. يقول أن قابليته الذهنية العالية في التركيز جاءت بالتدريب المتواصل، وكان في وقت مبكر يمارس لعبة الشطرنج في بيئات مختلفة متنوعة فكان يحاول الحفاظ على هدوئه و تركيزة دون أن يأبه بما يدور في محيطة ومن تلك الأماكن التي لعب فيها الشطرنج كانت مباريات كرة القدم!

قدرات الدماغ

السؤال المهم الذي يجب أن نطرحه في هذا الصدد: هل يمكن لأدمغتنا التعرض لهذا الكم الهائل من المعلومات وبصورة متواصلة دون أن تكون هناك تبعات ( أعراض جانبية )!؟

البرفسور فرانسيس أوستاچ الباحث في علم النفس العصبي العلم المعني بدراسة هيئة ووضيفة الدماغ وعلاقة ذلك بالحالة النفسية و علم السلوك يقول أن الكم الهائل من المعلومات الذي تتلقاه أدمغتنا بصورة مستمرة يمنع الدماغ من الأستراخاء الضروري لأدامة عمله بصورة صحية و صحيحة.

حالة الأسترخاء للدماغ المقصودة هنا هي حالة أسترخاء أفتراضية ،  يمر فيها الدماغ بحالة تشبة الحلم في اليقضة، حيث تتفاعل مناطق تشريحية معينة في الدماغ تتفاعل مع بعضها البعض بمعزل عن باقي المناطق. تسمى هذه الحالة بالthe default mode network (DMN) ولا أعرف حقاً ترجمتها ألا أنها أقرب ما تكون (شبكة الوضع الأفتراضي)!

فهي تشبه وضع الطائرة الذي نختاره لهواتفنا الخلوية عند السفر بالطائرة، فالبرغم من أن الهاتف حينها يعمل و يقوم بوضائفه المهمة الا أنه لا يستقبل الأشارات الخارجية!

نفس الشيء يحدث معنا في هذا الوضع الذهني فنحن في هذه الوضعية الذهنية لا نستقبل الأشارات الخارجية بل نترك للأفكار أن تمر على أدمغتنا و تتنقل بين خلايا الدماغ بحرية وأريحية تامة، فنفكر بأنفسنا وبالآخرين وبالماضي أو حتى محاولة تخييل المستقبل! وهكذا تمر وتمضي الأفكار دون أن نكون مجبرين ذهنياً على أنجاز مهمة ما (هذا النوع من التفكير يختلف عن عملية حسابية تجري في أذهانها من مثل ٥x٥ حيث نجهد الدماغ لنصل الى نتيجة هذه العملية الحسابية التي تنجز بالوصول للرقم ٢٥). 

ولهذه الحالة الذهنية وظائف مهمة منها:    

الأستقرار النفسي و تكوين الشخصية حيث أن هذه الحالة الذهنية تساعد تجميع المعلومات و الذكريات لأرشفتها، لفهم السلوك الشخصي والمشاعر تجاه الأحداث، للتفكير بما نعتقده نحن أنفسنا مقارنة بما يعتقده ويفكر به الآخرين. كذلك لفهم وتحليل ردات الفعل ومشاعر الأشخاص الآخرين.

التفكير بالأحداث و ربط الماضي وأستنتاج العبر كل هذا النشاط قائم بين مناطق دماغية مختلفة ومع ذلك فأن الدماغ في حالة أسترخاء. أسترخاء ذهني وهو في الوقت نفسه نشاط مهم وضروري لديمومة الأستقرار العصبي الذهني.

بين فحص الدماغ الأكتروني المعروف بال ECG أن الدماغ يدخل في هذه الوضعية أو المود ثواني قليلة فقط بعد أن ينجز بتمام مهمة ما، مهمة كانت تتطلب تدخل الدماغ بصورة فعالة. ومثال على ذلك فالحالتين المختلفتين في عمل الدماغ تشبه حالتك الذهنية حين تستمتع في سماع أغنية تحفظها بلغتك الأم، مقارنة بمحاولة فهمك كلمات أغنية بلغة غريبة عنك. ففي الأولى حين تستمتع وتطرب و تمنع دماغك من أستقبال شيء آخر ألا ذلك اللحن الشجي والكلمات المألوفة لك فتسرح بخيالك و تستذكر و تطلق لدماغك العنان في ترتيب الكم الهائل من المعلومات وفرزها وخزنها. هذه العملية حيوية مهمة جداً لسلامتنا النفسية العصبية هي لا تقل أهمية عن نومنا عدة ساعات من الليل.   

لا أجد مثال أقرب من قولي أن من أهم وضائف هذه الحالة الذهنية هو كتابة (السـيرة الذاتية) بمعنى أنها تلخص لك حياتك وتعرفك أنت بنفسك وعلاقتك بمن حولك و بمحيطك، لتفهم كيف أنت ترى الآخرين  وكيف انت أنت ترى نفسك ورحم الله أمرء عرف قدر نفسه.

أذاً في العموم نفهم أن هذه الحالة الذهنية مهمة للاستقرار العقلي و النفسي ولكي نصلها لا بد من حجب ادمغتنا لفترات متكررة عن كل المحفزات والأشارات الخارجية من مثل متابعة الفيس بوك وقراءة البريد الألكتروني، الرسائل الرقمية أو حتى البقاء مربوطين بشبكة الانترنت لنتواصل مع من نتواصل ٢٤ ساعة في اليوم. 

هذا الربط بالشبكة على مدار الساعة غالباً بسبب حاجة ملحة ورغبة متوقدة للبقاء على التواصل بصورة متواصلة بغض النظر عن أهمية ذلك في أمر الواقع. وهذا ما سجله أخصائيو علم النفس أن مرضاهم لا يستطيعون ترك أجهزتهم جانباً بسبب شعورهم أنهم لابد من فعل ذلك كأنهم مجبورون على ذلك!

معنى آخر شعور المرء أنه مرغم على ذلك التواصل و الأستقبال نوع من أنواع الأدمان! فهل يشبه هذا الأدمان أدمان الخمر والمخدرات وغيرها؟

لم لا والمتعة فالتواصل الرقمي التقني يتشارك مع تلك الانواع الأخرى من الأدمان في تحفيز نظام المكافأة في الدماغ المسمى: Reward system حيث أن هذه الشبكة العصبية تتحفز وتعطي شعورا بالغبطة كلما أستلمنا رداً على رسالة أو أي مشاركة ألكترونية أخرى في تطبيقات التواصل. هذه الغبطة التي تمنحها هذه الفعاليات من خلال تحفيز جهاز المكافأة Reward system لم يصنف رسميا بالأدمان لحد الساعة، لأنه يخلو من الأضرار الجسدية الملموسة كالتي يتسب بها أدمان الخمور والدخان والمخدرات.

 تقنين المعلومات

وأذا أصبح معلوماً اليوم أن الكم المعلومات التي يستقبلها الدماغ يجب تقنينها، فهذا ما يعمل عليه الباحثون اليوم وهو قياس قابلية الدماغ حسب اوقات اليوم المختلفة وكمية المعلومات التي يستطيع استقبالها و استيعابها، ولكن لليوم لا يعرف الباحثون ما طبيعة تأثير هكذا تقنية في الواقع على أدمغتنا فكل التقنيات التي أطلقت الى يومنا هذا أنصب أهتمامها في مساعدتنا على زيادة الأنتاج وتحسين جودته، لكنها للأسف جُلها لم تكثترث بصحتنا النفسية!

الباحثة السيويدية من جامعة لنشوبنك ماكدالينا ستا وتحضر للدكتوراة في هذا الموضوع بعنوان “التوتر العصبي بسبب التقنية”  تقول: المهم هو أن نجدول عدد وكمية المرات التي نستخدم بها التقنية من تصفح البريد الألكتروني والنقطة الثانية يجب التميز بين أوقات العمل والعطل، و اخيرا يجب عدم تصفح الأجهزة قبل النوم ومطلقاً عدم تصفح الهاتف الخلوي أذا أستيقض المرء ليلاً بسبب الأرق لأن ذلك يزيد الأرق.

ببساطة يعتقد الكثير منا أن التواصل المستمر عن طريق الأجهزة الذكية وسيلة للأسترخاء و المتعة ولكن الحقيقة هي العكس. من ذلك فهي تحفز أدمغتنا الى درجة الأجهاد وهذا الضغط العصبي المتواصل قد ينتهي بمشاكل نفسية! لذا مهم جداً أن نعطي دمغتنا فترات راحة من هذا الضغط، والآن أغلق الهاتف.

فيديو مقال استرخ واختر لدماغك وضع الطيران

أضف تعليقك هنا