أليست خيانة؟

هكذا وقعت في الحب

من أسباب نكران الجميل في حياتنا النموذجية أنني حين كنت أعيش في عالمي الخاص منذ طفولتي ولا أعترف آن ذاك ما يسمى الحب و العشق وما إلى آخره، وهنا تكمن خبرتي دون ذلك حيث أني اعتدت الوحدة من زمن والسنون تمضي والحال كما هو، منذ زمن لم أعرف شعور الحب و حتى أنني لا أعرف شعور الكره أيضا، والمهم في ذلك أنني أفتقر إلى من يهتم بأمري وأهتم لأمره أو بمعنى آخر أشعر بأن هناك فراغا في داخلي وفِي حياتي.

سارعت لأملأ ذلك الفراغ ولكن هيهات هيهات، خابت كل تجاربي فعاد حالي إلى اليأس والوحدة من جديد، والجميل في ما أنا فيه أني لا أحزن على أحد ولا أشعر بالأسف على أحد ولا أبكي لسبب وما زالت الحياة تتوالى وتسير بأسرع مما كنت أعتقد، فوقعت في حب شاب قريب من بيتي، كيف؟!  لا أعلم، ولكن بدأ الأمر بذلك الشعور الغريب الذي يصدر داخلي، أظن بأنه إعجاب أو شيء من هذا القبيل، فتدرج الحال فأصبحت أشعر بالسعادة كلما يكون قريباً مني أو أمام عيني ويخرج طبعي المعتاد عن حاله ولا أفهم نفسي.

حقاً مضت الأيام حتى تقابلنا و تعارفنا ذات يوم في ملعب كرة السلة خلف منزلنا، ومع مرور الوقت؛ شهر و شهر حتى صارحته بما في داخلي أو قلبي فقال أنه يشعر بنفس ذلك الشعور ولكنه خجول جدا لذلك لم يخبرني بذلك فأصبحنا نلتقي يوميا بعد العودة من الكلية وكنت أشعر أنه يخفي عني شيئا ولكن لم أستطع أن أفهم ما هو ذلك الشيء ومضت سنة فأقمت حفلاً كبيراً لمرور حبنا عاما كاملا دون أن ننفصل.

نكران الجميل

وفِي حفلي علمت بأنه صديق لصديقتي ولا أعلم منذ متى ولَم أكتشف شيئا مما يخفيه عني، فقلت في نفسي إني أظلمه. مضى شهر و أسبوع بعد الحفل فمرض مرضا لم يستطع أن يقاومه فذهبت به إلى الدكتور رغم أنه لا يريد ذلك بحجة أنه بخير ولكن قال لي الطبيب أنه مصاب بالقلب وقد يحتاج إلى عملية أو يموت اذا استمر المرض لوقت أطول، قلت للدكتور قم بذلك وافعل ما تراه مناسباً. أجريت العملية صباح الخميس في اليوم الحادي عشر من ذي الحجة حتى أخبرني الطبيب بأنه يستطيع الخروج، اطمأن قلبي ولكن سرعان ما بدأ يواعد صديقتي وهما الآن مخطوبان وعلى وشك الزواج، فبكيت وابتعدت فليس هناك ما يعنيني بعد الآن. وأنت ماذا يكون شعورك إن حدث هذا لك وماذا تفعل؟؟

فيديو مقال أليست خيانة؟

أضف تعليقك هنا