اكتشف بنفسك من هو الإعلامي؟..بقلم: عماد بني يونس

اكتشف بنفسك من هو الإعلامي؟

بقلم: عماد بني يونس

الإعلاميون المزيفون

يطل علينا الكثير من أبناء الوطن الحبيب عبر مواقع التواصل الاجتماعي يوميا بمئات المنشورات المكررة، والتي تتحدث عن موضوع واحد مكرر، وقد لا يخلو أحيانا من الأخطاء وليس في ذلك حرج. ولكن الأدهى والأمرّ أنهم منحوا لأنفسهم لقب الصحافي أو الإعلامي. أنا شخصيا لست ضد هذه المهنة النبيلة، والتي تصنف من الوظائف الشاقة، والتي هي بحاجة إلى تريث وتدقيق وتمحيص في نشرالخبر، وأحيانا قد يضطر الصحافي للتنقل من مكان لآخر للحصول على معلومة ما، أو لتغطية فعالية ما، وأحيانا قد يطاله الظلم من قبل مسؤول متنفذ نتيجة لما كتب من حقائق أثارت الرأي العام.

لبعض هؤلاء ترفع القبعات لما خطت أياديهم من كلمات، عبرت عن كبد الحقيقة وزفرات الواقع المرير الذي نعيش. ولبعضهم الآخر المزيف الخزي والعار لما لطخت أياديهم من بصمات لوثت بها قدسية الوطن، وساعدت الفاسد على فساده. وفي ظل التساؤلات العديدة من هنا وهناك على أولئك الذين أقضوا مضاجعنا بأخبارهم المنقولة والتي قد تتسبب أحيانا بتضليل الحقيقة. كل ذلك دعاني أن أتساءل في نفسي ترى من هو الإعلامي؟

كبف تكتشف الإعلامي الحقيقي؟

ولكي نجيب على هذا السؤال دعوني أوجه بعض الأسئلة لمعشر الإعلاميين والتي بدورها تساعد القارئ على اكتشاف الإعلامي من غيره.

  1. هل جلست يوما على مقعد الدراسة بكلية الصحافة والإعلام سواء كان ذلك في الجامعات المحلية أو الدولية؟
  2. هل تنقلت بين الكليات في جامعتك بحثا عن أستاذك الجامعي لسؤاله عن أمر ما وكيفية التعامل معه إن حصل؟
  3. هل دخلت إلى مكتبة الجامعة وبحثت في أمهات الكتب الصحافية واطلعت على نشأتها وتطورها وتدهورها؟
  4. هل كتبت بحثا أو تقريرا في العمل الصحافي، وقدمته لأستاذك الجامعي ليصوب لك ما وقعت به من أخطاء فادحة تكاد أن تقتل الوطن في المستقبل الوظيفي لك؟
  5. هل درست أخلاقيات العمل الصحافي لكي لا تكون يوما ما صحافيا متصيدا أو متنفعا أو متخاذلا عن قول الحقيقة؟
  6. هل مكثت في بيتك لساعات طويلة تذاكر على امتحاناتك لنيل العلامة الفضلى؟
  7. هل تخرجت من جامعتك تحمل شهادتك الجامعية بعد مكوثك أربع سنوات ونيف بتقدير جيد على الأقل؟
  8. هل تدربت على العمل الصحافي في إحدى الصحف الرسمية أو وكالات الأنباء؟
  9. هل عملت بعد فترة التدريب بجريدة رسمية أو خاصة أو حتى مجلة لعرض الأزياء؟
  10. هل أعددت يوما تقريرا صحافيا ونشرته في إحدى الصحف المحلية أو الدولية ليستفيد منه كل من يقرأه؟
    هل وهل وهل وهل وهل وهل وهل وهل وهل…. الخ.

بناء على ما تقدم من سلسلة العمل الصحافي المخضرم أرجو منكم معشر الإعلامين المقلدين أن تجيبوا بصمت عمّا سألت وإلا فلتعترف بأنك راوٍ للأخبار وشتان ما بين الراوي والإعلامي، فالراوي لمن لا يعرف الراوي شخص يروي خبر، ويقول عن فلان وفلان وفلان وليس له فيما يقول مقال.

ختاماً

جل احترامي وتقديري لكل من يزاول العمل الصحافي بكل أمانة وإخلاص ومهنية، مبتعدا عن التصيد والتنفع والتلفيق والتلميع لبعض الساسة، متحملا في ذلك شقاء المتغطرسين المتنفذين، وأرجو من الإعلاميين أن تتسع صدورهم لواقع الحقيقة وواقع الحال. ودمتم ودامت أقلامكم سر سعادتكم.

بقلم: عماد بني يونس

 

أضف تعليقك هنا