السلام يظهر لنا أحياناً بشكل تحذير

منهج السلام

السلام منهج نادت به البشرية منذ وجودها بأشكال مختلفة للنداء،تارة نداء يقدمه فرد لفرد أو نداء فرد لمجموعة أو نداء مجموعة لفرد أو مجموعة لمجموعة وهكذا، وكلها تشترك بمعارضة الأذى والضرر الناتج من العداء والحرب والكراهية بين تلك الأطراف الفردية أو المجتمعية من جهة واحدة أو من جهتين أحياناً وإن تضمنت إحدى تلك الجهات أو كلها أطرافاً مُتعددة في داخلها إلا أنها تشترك بنبذ الكراهية والعداء والضغينة والحقد والانتقام بنبذ كل هذه الأشياء غير المُحببة للطبيعة الإنسانية .

لكن الناس عموماً لا تستطيع أن تتحكم بمشاعرها على طول الخط الزمني لحياتها المُفعمة بأنواعٍ من الاحتكاكات والمزاحمات المختلفة، فهي تحقد وتكره وتحارب وتنتقم. لذا فالسلام نادراً ما يقع في حياة البشر بصورته المُنطبقة على معناه بل من الصعب تحصيله بالمعنى المذكور والمبني على النبذ والرفض.

خدمة السلام بالكراهية والعداء

لكن يُمكن جعل أحقادِنا وكراهيتِنا وعدائِنا خادماً للسلام ونافعاً له، ولتحقيق ذلك يجب أن نفهم أن الكراهية يمكن أن تكون تحذيراً لنا فإذا حصلت عندنا فهي تحذير لغيرنا أنه لا بد أن يركن إلى السلام وإن حصلت عند غيرنا فهي تحذير لنا بوجوب الركون إلى السلام أيضاً، وكذلك الأمر مع العداء والحرب والحقد والانتقام كلها يمكن أن تكون سلاماً يظهر لنا ذلك السلام بشكل تحذير، وما علينا سوى أن نفهمه من زاويتنا بعد استحكام الجانب الفلسفي من وجوده في نفوسنا.

إذن السلام – كمفهوم – تطبيقه قريب جداً  من البشر على الرغم من كل ما تحمله (البشرية) من مشاكل واضطرابات وإرهاصات مختلفة.

أضف تعليقك هنا