السنوار ليس أحمد ياسين

النية الإسرائيلية باغتيال يحيى السنوار 

أعاد تصريح وزير الأمن الداخلي في إسرائيل جلعاد أردان الذي قال نصا إنه “لا بد من البحث عن حلول تكنولوجية خلاقة لوقف تهديد الطائرات الورقية، بجانب وجود سياسة واضحة تخص إطلاق النار على مطلقي هذه الطائرات، والتعامل معهم تماما كمن يطلق القذائف الصاروخية باتجاه إسرائيل، وفي ضوء حقيقة أن حماس هي التي سمحت بإطلاق النار وإرسال الطائرات الورقية الحارقة، نحتاج للعودة إلى عمليات الاغتيال الوقائية” احتمالية تنفيذ جيش الاحتلال الإسرئيلي عمليات عسكرية سرية لاغتيال شخصيات بعينها من قيادات حركة حماس.

إلا أن قيادة جيش الاحتلال على غير العادة أشارت بوضوح شديد إلى تطلعها لاغتيال زعيم حركة حماس في غزة يحيى السنوار عبر أفيخاي أدرعي المُتحدِّث باسم الجيش الإسرائيلي الذي كتب على حسابه على تويتر “لا توجد حصانة لأي شخص مُتورِّط في الإرهاب، مُسمِّيا السنوار بالاسم”.

وجود السنوار علانية على قوائم الاغتيال الاسرئيلية جاء لدوره الفعال من خلال الإشراف على مسيرات العودة والمجموعات التى تطلق الطائرات الورقية “فلسطين 1” والبالونات الحارقة ولاحظ أن دور السنوار لم يعد سياسيا بالمرة إنما انحصر على قيامه بدور عسكري بحت من خلال إعطاء التوجيهات لكتائب القسام بالرد على أي اختراق أو انتهاكات لطيران الاحتلال وإطلاق عشرات الصواريخ على الأراضي المحتلة وكان من الواضح خلال التصعيد الأخير فى غزة أن منظومة القبة الحديدية فشلت في إسقاط معظم تلك الصواريخ بسبب كمياتها الكبيرة التي كانت تطلق في آنٍ معاً.

تشابه تصريحات الاحتلال مع تصريحات ما قبل اغتيال أحمد ياسين

الطريقة أو اللهجة التي فضل الاحتلال أن يعلن من خلالها نيته اغتيال السنوار والتي لن تحدث بالتأكيد، لم تكن مصادفة إطلاقا فهي نفسها التي اتبعها الاحتلال مع الشهيد أحمد ياسين، والتي بدأها بإعلان بعض المصادر الإسرائيلية لصحف عبرية وعربية أنّ أحمد ياسين لا يتمتع بحصانة وأنه عُرضة لأي عمل عسكري إسرائيلي.

وفي يوم السادس من سبتمبر عام 2003 استهدفت مروحيات الجيش الإسرائيلي شقة في حي الدرج شمال مدينة غزة، كان يوجد بها أحمد ياسين وإسماعيل هنية بقنبلة بلغ وزنها ربع طن، حيث حلقت طائرة مقاتلة إسرائيلية من طراز “اف 16” وأخرى من طراز أباتشي على مستوى منخفض في سماء المنطقة، وأطلقت قذيفة صاروخية على إحدى المنازل إلا أن القنبلة سقطت بعد لحظات من مغادرة ياسين، وأصيب ثلاثة فلسطينيين على الأقل بجراح في الهجوم ونجا منه أحمد ياسين.

وفي يوم الاثنين الثاني والعشرين مارس عام 2004م قامت الطائرات الإسرائيلية بإطلاق عدة صواريخ استهدفت أحمد ياسين، بينما كان ياسين عائداً من أداء صلاة الفجر في مسجد المجمع القريب من منزله في حي صبرا في غزة، بعملية أشرف عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون، حيث قامت مروحيات الأباتشي الإسرائيلية التابعة الجيش الإسرائيلي بإطلاق 3 صواريخ تجاه ياسين المقعد، وهو في طريقه إلى سيارته مدفوعاً على كرسيه المتحرك من قبل مساعديه، ما أدى إلى استشهاده.

الخوف من انتقام حماس

لا أعتقد ان إسرائيل التى فشلت فى دخول قطاع غزة أكثر من مرة، ستحاول الإقدام على اغتيال السنوار إطلاقا فهي لا تريد اختبار القوة العسكرية لحركة حماس مرة أخرى، أو ردات فعلها العنيفة التي تعقب أياً من عمليات الاغتيال التي ينفذها الاحتلال بحق قيادات حماس.

كتلك التي أعقبت اغتيال الاحتلال للدكتور عبد العزيز الرنتيسي المؤسس الثاني لحركة حماس، من خلال عملية تفجيرية في قلب شارع يافا في القدس الغربية. أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 16 إسرائيليا وجرح حوالي 70 آخرين، وبعدها خرجت حماس لتتباهى بتلك العملية على لسان أحد قادتها “نستطيع أن نرد في الوقت والمكان المناسب واللحظة المناسبة على الجرائم الاسرائيلية”.

كما ردت حماس بشكل عنيف جدا لاغتيال المهندس يحيى عياش عام 1995، ونفذت أربع عمليات انتقامية منها عملية الخضيرة التي أدت إلى مقتل أكثر من 35 إسرائيليّا. المعادلات العسكرية فى قطاع غزة، وإن كانت تتجه في الأغلب لدولة الاحتلال إلا أنها أيضا تقول بوضوح، إننا أمام قوة عسكرية كبيرة لحركة المقاومة الفلسطينية حماس، تلعب بسياسة النار بالنار، وتمتلك قوة الرد على أي تجاوز إسرائيلي.

فيديو مقال السنوار ليس أحمد ياسين

أضف تعليقك هنا