العقائد البديلة في مستشفى المجانين – #لهجة_مصرية

كيفية تشكُل المعتقدات

كان المفروض انه لما بيقوم الواحد بتكوين معتقد معين بيستخدم دماغة (يعني عقله)يعني بيسأل نفسه الأسئلة البديهية ليه و أزاي و أمتى وبيحاول يوصل لتكوين رأي و بعدين يبحث في الرأي اللي كوّنه ويقارنه بالأراء التانيه المخالفة له بكل حيادية وصراحة مع نفسه، بدون ما يخلي نفسه غالبه علي تفكيره من غير ما يدي فرصه او علي الأقل بيقاوم ان تكون نفسه واحاسيسها سبب يميل بتفكيره.

يعني مايخليش غضبه يوجه تفكيره فيكون رأيه مبني علي احاسيس غضبه اللي غالبا مابيكونش صح وبيكون ساعتها “رأيه عصبي” أو بيقع في فخ ” العصبيه ” والتطرف في التفكير وقتها ناحية الاتجاه السالب ( لو تخيلنا ان التفكير خط فيه اتجاه موجب وسالب و المفروض انك تفضل وسطي أو متفضلش واقع أسير في ناحية من الاتنين ). ولا بيخلي فرحته تخليه يكون رأي فيه عشم أوفر فيكون تصوره ورأيه فيه نوع من المزايده وده بيكون “عصبيه” بردو او تطرف في التفكير ناحية الاتجاه الموجب.

في الحالتين “نفسه” إدخلت ومالت بدماغه و تفكيره في ناحيه بعيد عن اللي المفروض يفضل بتفكيره فيها علشان يطلع بنتيجه محترمة أو رأي عقلاني اللي بيكون بعد كده الرأي ده بذرة للعقيدة اللي بيكون الواحد مآمن بيها.

معتقدات جديدة

نيجي بقي في زمن زي اللي احنا فيه و نتيجة لحاجات كتير زي نقص التعليم او نقص التربيه أو زيادة التحريف والتزوير وتشويه المصطلحات والمفاهيم علشان مصالح وماديات وتأثيرات كتير زي الميديا والتكنولوجيا الجديدة والتسويق التجاري وحاجات كتير تانيه، نلاقي “معتقدات جديده ” مناقضه لمعتقدات كانت المفروض انها بديهيه أو أساسيه أو أصلها مبني علي تفكير وعقليه إنسان أوي بني آدم له دماغ. ولما تفكر فيها تلات دقايق أو أقل تلقيها مبينه من أولها لآخرها علي عواطف وبس.

يعني اللي مصدق و مآمن مثلا ان ناس معينه كفار مش علشان هم كفار بس علشان هو بيكرهم أو بيكره حد فيهم وهو أساسا ممكن ميكونش عارف الفرق بين المؤمن حقيقي والكافر. واللي مصدق أنه أصله قرد مش علشان هو قرأ وقارن وفند فرضية داروين ووصل للنتيجه دي واقتنع بيها ولكن علشان المفروض أن اللي بيتكلم في الحاجات دي(علي حسب ما يعتقده ) بيبقي شكله بين الناس مثقف فبيكون حابب يبقي شكله كده بس.

واللي معتقد انه يقدر يحكم على حد او حاجه بشكل “مطلق” “يقيني” مش علشان هو فاهم و دور و عارف بس علشان رأيه مينفعش يتطلع غلط ساعتها هيبقي شكله ايه؟ (رغم انه لو فكر نص دقيقه هيفهم انه بيناقض فيزياء الكون كله_المبني علي النسبيه_ بيقينه الزائف ده وانه مفيش حاجه اسمها حكم مطلق و كله نسبي و المطلق ده عند ربه و بس ).

واللي معتقده أن تربية العيال أكل وشرب ولبس وحاجات كلها بعيده عن التربيه لمجرد أنها حابه تبان إنها بتأكل ولادها احسن أكل و بتشتريلهم أحسن لبس ومتعرفش انها بتلبس فعلا و بتلبس ولادها معاها وانها مجرد عقد نفسيه بطلعها على اللي حواليها.

غياب العاطفة

واختفت في وسط زحمة “العقائد العاطفية” أسئله بديهيه زي .ليييييه. السؤال اللي كان أساس أي فعل أو كلمه وانتهت لمحة الصراحة مع النفس اللي المفروض كانت الموجه الحقيقي والبوصله للواحد ناحية الحقيقي فعلا أو اللي هو أقرب للصحيح واللي هو محتاجه حقيقي و اللي هيريحه ويسعده بجد.

وطفحت أعراض العقائد دي على كل حاجه حوالينا فبقينا كله بيشغلنا و يبيع و يشتري فينا فنصدق إشاعات لمجرد أننا بنكره أو نحب. نشتري علشان العرض حلو مش موضوع محتاجه ولا لأ و نتكلم علشان نبان مش علشان نقول كلام المفروض فعلا نقوله ونهيس علشان دي موضه جديده ولازم نبقي مع التريند ونسخر من ناس علشان بس نحس اننا حلوين و كويسين وكلها عقد مستشفى المجانين.

كده معدتش باقي غير انه يحضر بقي كبير الموجهيين “الدجال” لأصحاب العقائد البديله اللي زي دي ويقولهم أنا ربكم الأعلى وساعتها هيكونوا اول ناس “إلا من رحم ربي” هتجري تسجده له وممكن كمان ساعتها يسجد له ناس منهم وهم مربيين دقنهم ومقصريين جلبيتهم أو هتبقى عبادته تريند عند أصحاب العقائد اللي ذي دي ولازم تبقي ع الموضه من غير ميسأل حد فيهم نفسه هو “ليه” لازم؟!

فيديو مقال 

أضف تعليقك هنا

نور حسام الدين مرسي

صيدلي يعمل في مجال الدعايه الطبيه وكاتب مقالات ومهتم بمجالات البيع والتسويق علوم النفس والاجتماع والتنمية البشرية والتطوير