بابا حبيبي – #لهجة_مصرية

ذكرى وفاة أبي، عودة الذكريات

اليوم 20/8  ذكري وفاة والدي عقيد طيار حسن علي رشوان ال 12 ولسة فاكرة يوم وفاته زي مايكون امبارح السنين عدت هوا وانا لسة واقفة فمكاني ماسكة سماعة التليفون مستنياه يرد عليا ويقوللي متخافيش انا لسة موجود ممتش ده مقلب كنت عامله فيكو بس خلاص انا راجع متخافيش وكالعادة في المواقف اللي زي دي للاسف مردش بس الصراحة انا مكنتش حاسسة ساعتها.

بالكسرة اللي حسيتها بعدين كل لما حد يحكي عن ابوه ويقول بابا جابلي كذا وعمللي كذا ووداني المكان الفلاني ساعات كتير كان نفسي اقوللهم بس بقي اسكتوا هو محدش عنده اب غيركو ولا ايه؟! انا كمان كان عندي اب زيكوا وكان بيحبني اكنر من اي حد وكل حاجة، وكان بيجيبلي لعب كتير وهدايا وبياخدني معاه في كل مكان، وكان فرحان بيا وانا فرحانة بوجوده فحياتي بس ربنا خده عنده في الجنة عشان هو كان اجمل وانقي واحن بني ادم في الدنيا بشهادة مش بس قرايبه لا كل الناس حتي الناس اللي عمرهم ما شافوه ولا اتعاملو معاه مجرد سمعوا عنه من صحابهم وقرايبهم وجيرانهم.

غيرتي من حديث الأصدقاء عن آبائهم

كان نفسي اصرخ في صحابي واقوللهم اسكتوا لما كانو بيحكوا عن ابهاتهم بس كنت عارفة انهم اطفال ساذجين بيتباهو بابهاتهم زي عادة الاطفال بس كنت حاسسة اني هكون منافقة اوي وانا بطلب منهم ده، وانا اول واحدة بتباهي بابويا كل ماتجيلي الفرصة علي قد ما افتكر من زاكرة طفلة يدوب مكملتش سبع سنين لحظة ماتقطع اخرحبل صلة بينها وبين اكتر شخص تعرفه وتحبه في الدنيا، الشخص اللي علمها كل اللي تعرفه في حياتها.

او يمكن كنت بحس نفسي انانية اني مش عاوزاهم يتكلموا عن ابهاتهم ويفرحوا بيهم لمجرد اني مش قادرة اعمل زيهم حسيت بالانانية فمحاولتش اتكلم او اعبر باي طريقة افعال او كلام اني مجروحة من كلامهم واني موجوعة وهو مش جمبي بس مارضيتش اسرق فرحتهم بس عشان مش عارفة اوصللها واكتفيت بالصمت والكتمان العاطفي سنين طوال حتي الان انا عمري ماعبرت لحد قد ايه انا حزينة ومشتاقة.

الصبر والبكاء

جلد وتحمل كبير وعقل وحكمة مبالغ فيهم من طفلة معرفتش تبكي يوم موت ابوها وساعتها فقدت الاحساس بجمال او فظاعة اي لحظة والتعبير بالعاطفة المناسبة في الموقف المناسب لانها كانت صغيرة جدا علي ادراك وحشية لحظة زي دي وازاي المفروض بدل ما قعدت في العزاء تواسي اللي بيعيطوا وتطبطب عليهم كان المفروض تنضملهم وتبكي بحرقة شديدة لانها احق واحدة بكدة بعد امها اللي كانت في حالة شبه غياب عن الوعي وفقدان الادراك تقترب من الغيبوبة وفي ظل البكاء المستمر والصراخ الثاقب ووجع القلب الذي يملأ المكان لم تفهم تلك الصغيرة ما يحدث ولم تظهر رد فعل مناسب وهي الي هذا اليوم نادمة علي عدم تفريغ طاقة الحزن الحبيسة داخلها ولازالت تؤرقها الي يومنا هذا.

فيديو مقال بابا حبيبي – لهجة_مصرية

 

 

 

أضف تعليقك هنا