بَصمةُ مُعلِّم

معلمينا الأفاضل.. 

مع بداية كل عام ضعوا هذا الحديث أكبر داعماً وحافزاً لكم، حديث المصطفى -صلى الله عليه وسلم-: “إن الله وملائكته وأهل السموات والأراضين، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت في البحر؛ ليصلون على معلمي الناس الخير“.

فهنيئاً لكم أجوراً لا تنقطع.

قيمة المعلم في الإسلام وفي المجمتع 

وصف معاوية بن الحكم -رضي الله عنه- النبي صلى الله عليه وسلم فقال: “ما رأيت مُعلمًا أحسن منه” فاملأ قلبك وعينيك وأذنك بالاطلاع على سيرته.

لو لم أكنْ ملكاً، لكنتُ معلماً” (الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله).

تحيتي لكم كما قال الشاعر: سلامٌ على الذين يُزهرون القلوب إذا نَزلوا بها .. وكأنّهُم في بِقاع الأرض أنهارا

فعودًا حميدًا للمعلمين، عودًا حميدًا للمخلصين.

فأنتم النور الذي يضيء ظلام العقول، ومصباح الهدى الذي ينير الطريق وجسر الخير الذي يربط أبناءنا بمستقبلهم.

“لو لم أكنْ ملكاً، لكنتُ معلماً”

كيف تكون معلماً ناجحاً؟   

أولاً: جددوا النوايا

  • احتسبوا وأخلصوا واستجمعوا همتكم وليكن شعاركم: (أثر يبقى وأجر يرقى بإذن الله إلى أعالي الجنان)
    فإخلاصكم في العمل وأداؤكم الرسالة التي كُلفتم بها سينعكس على جيل المستقبل فإن أحسنتم فهنيئاً لكم الأجر، فما من خير يعمله تلاميذكم إلا كان لكم أجره.
  • اجعلوها بداية مختلفة؛ مفعمة بالنشاط والحيوية، مليئة بالإخلاص والجد والاجتهاد.
  • اجعلوا من دخولكم الأول على تلاميذكم رسالة لأناقتكم وسلوككم وأسلوبكم وعباراتكم فهي مفتاح لما بعدها، فاحرصوا على الانطباع الأول.. فقد يشجع ويبني أو يحبط ويهدم.

ثانياً: ابحثوا عن المعرفة، وأساليب التطوير

– يحسن بالمعلم أن يكون قارئاً دائم الاطلاع، متابعاً لأحدث المُستجدات والتطوّر، ليكون ذلك له رافداً إيجابيّاً له في مجال التربية والتعليم.

– قال العلماء: ينبغي على طالب العلم أن يعلم كل شيء عن شيء، وشيئاً عن كل شيء، فيقصدون بالأولى (التخصص)، وبالثانية (الثقافة العامة).

– وقيل: على المعلم ألا يدع فنًّاً من الفنون أو عِلمًا من العلوم إلا نظر فيه، فإن ساعده القدر وطولُ العمر على التَّبَحُّر فيه فذاك، وإلا فقد استفاد منه ما يخرج به من عداوة الجهل بذلك العمل.

ثالثاً: قد تواجهكم عقبات

  •  لا تجعلوا من الظروف عائقاً يمنعكم من أداء رسالتكم العظيمة، ولا يكن سلوككم مع تلاميذكم متنفساً لغضبكم، بل ازرعوا فيهم بذور الخير والحب والأمل واجعلوا منهم مشروعاً استثمارياً لحب الوطن وبنائه.
  • مهما صرفتم من مالكم في تقنياتكم ووسائلكم لكي تبسّطوا المعلومة بأسهل الطرق لتلاميذكم، احتسبوا الأجر من الله.
  • في غرفة الفصل تتنوّع الأحداث وتتباين، ويتطلَّب منَ المعلمين قدْرًا من الحِكمة والفطنة، يُمكنانهم من التصرف بطريقة سريعة ومناسبة، كردّ فعلٍ لهذه الأحداث.

رابعاً: لتصلوا لقلوب تلاميذكم

  •  كونوا قدوةً في لفظكم ومظهركم , وأباء وأخوة لهم.
  • كونوا متمكنين في مادتكم لأقصى درجة.
  • تعرّفوا على خصائص وظروف تلاميذكم.
  • استخدموا دائما عبارات الثناء والمدح.
  • نوّعوا أساليبَ وطرق تدريسكم.
  • كونوا مدراءً  ومرشدين وقضاةً  بينهم.
  • حفزوا وشجعوا وخذوا بيد المقصرين.

حكم وأقوال مأثورة عن أهمية حسن المعاملة في التدريس

تذكروا..

  • البداية القوية ستنتج نهاية قوية.
  • الابتسامة.. من قوة الشخصية، وديننا الحنيف يحثنا عليها.
  • الأذن مفتاح للمعلومة، والعين تعززها، والكتابة تثبتها.

قال الشافعي: العِلمُ صَيدٌ والكِتابةُ قَيدُهُ .. قَيِّدْ صيودكَ بالحِبالِ الواثِقَة

                   فَمِن الحَماقَةِ أَنْ تَصيدَ غَزالَةً .. وتَترُكها بَينَ الخَلائقِ طالِقةَ

  • المدخلات الإيجابية تؤدى إلى مخرجات إيجابية في تكوين شخصية المتعلمين.
  • المهمة لا تقتصر على نقل المعلومة فحسب؛ بل هناك تربية العقول.
  • حينما تقسو علينا الحياة، لا نقسو على من حولنا.
  • “الرحمة قبل العلم”، ونتأمل ثناء الله على الخضر بقوله: ﴿آتيناهُ رحمةً من عِندنا وعلَّمناه من لدُنَّا عِلمًا﴾.

“فبالرحمة -مع النصح والحزم- تظفر”

  • نحن جميعًا عابرون في هذه الحياة، ولن يبقى إلا ما عمِلنا.

همسة..

  • بين أيديكم أمانة تعلمونهم كما تريدون، فكونوا رحماء بهم، ودودين إليهم، عطوفين عليهم، فقد يصبحون يوماً ما زملاء لكم وقد يفوقونكم علماً ودرجة، فاغرسوا في نفوسهم ذكرى حسنه يذكرونكم بها ولو بعد حين.
  • كنت معلماً، ولم أبلغ الكمال والمثالية، ولكن؛ كنت أسعى جاهداً للأفضل؛ بكسب المعارف والخبرات من الآخرين.
  • زرعت بفضل الله  أثناء عملي، والآن أحصد مفتخراً بما زرعت، عند لقائي بأحد تلاميذي.

أسأل الله أن يعينكم ويوفقكم لأداء رسالتكم العظيمة.

أ/ عبدالرحيم الزهراني

فيديو مقال بصمة معلم 

 

أضف تعليقك هنا