دكانٌ أم منبر؟

ما أوجه التشابه بين الدكان والمنبر في طريقة البيع والشراء؟ 

أولاً: طريقة الترويج للبضائع (المعتقدات)    

المشروع الأكثر تأثيراً على مزاجيات النّاس، والأكثر فتكاً في بنية المجتمع، عندما تفتح دكاناً على منبر، تسوّق فيه للزبائن أسوأ المعتقدات، وتدلّل عليهم بضاعتك من خلال الإعلانات المفبركة، تُريهم خيراً وتبيعهم شراً، وتفتتح لك في كل زاويةٍ فرعاً يتفنن هو الآخر في ترويج بضاعته، وكما هو حال أيّ بضاعةٍ أو تجارةٍ، فإنها تخضع للعرض والطلب.

ثانياً: طريقة جذب الناس للبضائع (المعتقدات)

ولكن لكي تُبقي دكانك (منبرك) قوياً متسلطاً على باقي الدكاكين والأسواق

  • عليك أن تُبقي الزبائن في أجواءٍ من السُكْر والجهل.
  • اربطهم إليك بحبل التفرقة والبغض لغير دكانك ومنبرك.
  • أرهم أسوأ ما في منبر خصمك.
  • اقلب لهم الصورة، تنجح في الاستمرار في تجارتك الموبوءة.

ثالثاً: طريقة بيع البضائع البالية (نشر المعتقدات الضعيفة)

أهم بضاعة يمكن أن تبيعها -إذا كان دكانك مشيّداً على قلة موارد وأدلة- تقوم على سلاح يرمي الناس بالكفر والإشراك، أو التخلف والرجعيّة، صوته عالٍ، وصداه مسموع، وضربته مؤلمة، ويستفز باقي الجمهور، ليرتادوا منابرهم ويشتروا سلاحاً من نوعٍ أخر، يعتمد الشتائم والملاعنة، والسب والطعن والقذف، والمميز في هذين السلاحين هو أنهما يعملان باستمرار، وعتادهما يدوّر باستمرار بينهما، فهما لا يتعطلان، وعتادهما لا ينفد.

ما دور المستهلك في لعبة المنبر العالمية؟

كل ما يحتاجه المستهلك هو أن يجلب السلاح إلى المنبر، ومن ثم يشحنه مرةً أخرى بعبارات الطائفية والتمييز المحقونة بالحقد والكره المنضببين، وبعدها يعود إلى الميدان يفقأ أعين الناس بتهوره واندفاعه، لاكتساب نقاطٍ أكثر، للوصول إلى مرحلةٍ جديدةٍ من لعبةِ المنبرِ العالمية، حيث المنافسة على أشدِّها، والجمهور بالملايين.

كل ما يحتاجه المستهلك هو أن يجلب السلاح إلى المنبر، ومن ثم يشحنه مرةً أخرى بعبارات الطائفية

أين يوجد هذا المنبر؟

إنه موجود في كل مكان عبادة تقريباً إلا ما ندر، تجده في وسط جمهور مخدَّر، في وسط بيت للتعليم، أو في حانة أو مرقص، يتكلم لغة الدّين والقانون والسياسة والاقتصاد والاجتماع والعلم، يحشر أنفه في كل صغيرة وكبيرة، يبحث فيها عن أفضل ما فيها بحسب رأيه، يختار موضوعاته بعناية، تلك التي تفوح منها رائحة الجيف المتعفنة، وحيثما وجدته، ستجد الناس يضرب بعضهم بعضاً، ودماؤهم تجري باستمرار، لتنمو أعواد المنبر أكثر فأكثر.

ما أرباح المنبر؟

المنبر مسكين لا يربح، من يربح هو من يعتليه، ربحه يعتمد على مقدار الأرواح التي تعاني، وكم من أمٍ تبكي، أو طفلٍ لا يجد له مأوى، كم من عائلة تفنى، كم من ضحكةٍ تسكت وتتوارى، كم من حقٍ يضيع، كم من أنفسٍ تزهق، وكم من أبوابٍ تغلق، أو دورٍ تهدم، وحياةٍ تفنى، هناك يربح راكبو المنبر، عندما يجدون لهم آذاناً تصغي وأفواهاً تهتف لهم، وأيادٍ تضرب نيابةً عنهم.

يربح راكبو المنبر، عندما يجدون لهم آذاناً تصغي وأفواهاً تهتف لهم، وأيادٍ تضرب نيابةً عنهم.

فيديو مقال دكان أم منبر؟

أضف تعليقك هنا

نجم الجزائري

السيرة الشخصية:
نجم عبد الودود الجزائري، ولدت في العراق في محافظة البصرة عام 1980، من ابوين عراقيين، حصلت على شهادة الدبلوم في تقنيات الهندسة المدنية عام 2000، وفي عام 2007 حصلت على شهادة البكالوريوس في ادارة الاعمال من جامعة البصرة، وظفت في جامعة البصرة وما زلت اعمل فيها.

مهاراتي:
* اجيد استخدام الحاسوب وصيانة الحاسبات
* اجيد استخدام البرامج الخاصة بالطباعة والتصميم والرسم الهندسي
* اصمم مواقع الكترونية بسيطة
* كاتب مقالات عامة
* اجيد تصميم البرامج الحسابية وقواعد البيانات باستخدام برامج المايكروسوفت اوفيس
* اجيد فنون الدفاع عن النفس واستخدام السلاح الابيض والخفيف والمتوسط
*