غريبون نحن البشر!

طبيعة البشر الغريبة

غربيون نحن البشر عندما نستمع الي كلمات استحسان لا نفهم معناها وعلي الرغم من ذلك تكون تعابيرنا الجميلة مرتسمة علي وجوهنا رغم عدم فهمنا لها، لماذا لا ننتظر الترجمة..لماذا لا ننتظر أن تساغ إلينا بالطريقة التي نفهمها…وهكذا الحال مع تلك الاغاني الاجنبية ” أمريكية – تركية – وبعضها مجهول الهوية”.

وعلي الرغم من عدم فهمنا لكلماتها إلا أنها تنال استحساننا ونسمعها طويلاً منغمسين في أعماق الإحساس وعالم الرومانسية، وإذا عرفنا المعني يوماً ولم تلقي المعاني استحساننا نظل نستمع اليها ولم ينقص من إحساسنا شيء ولم نكن لنسمع رنين جرس يقتلعنا من عالم الرومانسية المنغمسين فيه.

النفس البشرية

لطالما حيرتني تلك الطبيعة في النفس البشرية، لماذا هذا القبول رغم الجهل بالمعنى..لماذا ينشأ ذلك الانغماس الوجداني في عالم الرومنسية والدراما الحزينة رغم أن المعني تائها عن العقل، والأغرب من ذلك الأمل الذي يعترينا في امتلاك قدرة لم نكن لنمتلكها مع لغتنا الأم، تلك القدرة على التغني بتلك الكلمات التي لم نفهم معناها حتى، فكيف لنا ان نستسوغ ايقاعها وألحانها.
هل يكون ذلك نوعاً من الوهم يسيطر علي عقولنا، بسبب انغماسنا في تلك العوالم الغريبة؟!
أم هي حقيقة يمكن بلورتها في صورة كاملة اذا عملنا عليها؟!…لا أدري.

كيمياء النفس البشرية

لا أعرف إن كنت أنا من يشعر بذلك، أم أن نفسي تريدني أن أشعر بذلك عندما أقول: أليس من الممكن أن يكون ذلك كله بسبب ذلك التشابه العجيب في خلقنا، أليس جميعنا أبناء أب واحد والأم أيضاً واحدة..ولماذا لا والله – عز وجل – يقول في كتابه الكريم:” إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا “.

ألا يعقل أن يكون ذلك القبول والاستحسان لكلمات لم نفهم معناها “قدرة” وضعها الله فينا لكي نقرب المسافات مهما اشتدت الصعاب في أن يفهم أحدنا الآخر، فلكم من مسافر لم يكن للعلم دارس ووفق مع أناس لم يكن عنهم ليسمع يوماً، وكم من لاجئ في بلد غريب لم يصور له عقله أنه سيكون بها ساكن، يعيش في رغدا من العيش لم يستشعره يوماً في بلاده، رغم أنه ما زال عن الحديث ساكن، يغنيه ذلك القبول وذلك الاستحسان المتبادل مع الآخر رغم اختلاف لسان كل منهما.

فهل يا تري تلك هي الحقيقة التي يعجز عقلي علي أن يجزم بها، أم أن هذا المقال الذي أكتبه ما هو إلا مجموعة من الأوهام تجولت في خاطري فأردت أن أنثرها علي الأوراق لتنشأ أوهام أخري توحي لي بأني كاتب سيتذكره أحدا يوماً….فالحكم لك أنت يا سيدي القارئ فانظر إلي أي عالم كنت منغمسا بين الحقيقة والأوهام.

فيديو  مقال غريبون نحن البشر!

أضف تعليقك هنا