قصة العنقاء” كفرزيتا” مع الثورة السورية

 تصريحات روسية ونوايا خبيثة

حذرت الدفاع الروسية منذ أيام من ارتكاب الإرهابيين -على حد وصفها- قصفا على مدينة كفرزيتا شمال حماة بغازات سامة وادّعت أيضا أن فصيلا عسكريا قام بتفريغ المدينة ” المفرغة أصلا من سكانها نتيجة القصف المستمر عليها من قبل قوات الأسد” من سكانها تنفيذا  لقصفها بالغاز السام على حد ما زعمت الدفاع الروسية.

لم يكن اختيار الدفاع الروسية لمدينة كفرزيتا عبثيا، تلك المدينة التي عانت الكثير من أول أيام الثورة، فما هي حكاية كفرزيتا مع الثورة السورية؟

مدينة كفرزيتا الواقعة في محافظة حماة إلى الشمال الغربي من مدينة حماه على بعد 35 كيلومتر. تشتهر بزراعة الزيتون الذي أخذت منه اسمها، حيث وجدت فيها معاصر لزيت الزيتون تعود إلى العصر الروماني لذلك كانت تسمى باسم (الزيتية) قبل أن يتغير اسمها في القرن العشرين. و الفستق الحلبي الذي انتشرت زراعته كثيرا بسبب أسعاره المرتفعة من جهة و ملائمة التربة له من جهة أخرى، ويبلغ عدد سكان كفرزيتا 35 ألف نسمة يعمل سكانها بالزراعة إضافة لوجود عدد كبير جدا من أصحاب الشهادات الجامعية وما فوقها.

سبعة أعوام مرت من عمر الثورة السورية، سبعة أعوام كانت فيها عنقاء الثورة حاضرة فيها وبقوة بكل مجرياتها وتفاصيلها ولم تغب يوما واحدا عنها سبعة أعوام مرت قدمت فيها كفرزيتا كل ما تستطيع أن تقدم ..جادت بكرم ضيافتها..و أخلاق أهلهاوضحت بدم الكثير من أبنائها في سبيل الثورة والحرية والعدالة والكرامة مع انطلاق شرارة الثورة التي أوقدت على يد أطفال صغار كتبوا شعارات مناهضة لرأس النظام في سوريا واتساع رقعة الاحتجاجات فيها.

موعد انطلاق موكب الحرية في المدينة 

كان يوم 22_4_2011 موعد انطلاق الحرية في كفرزيتا من خلال أول مظاهرة مطالبة بالحرية خرجت فيها المدينة عن بكرة أبيها هتفت باسقاط النظام ودعت للحرية فقد وثق ناشطون  أكثر من 52 جمعة خرجت فيها مدينة كفرزيتا أثناء زمن الثورة السلمية، ولم تغب إلا في جمعة واحدة فقط لظروف أمنية.

أول شهيد سقط من أبناء المدينة ويدعى (حسين الحجي) كان بتاريخ 12 _9_2011 وذلك جراء إطلاق قوات الأمن عليه في أول اقتحام شهدته المدينة من قبل قوات الأمن والشبيحة، التي نفذت أثناءها حملة اعتقالات في صفوف المدنيين فيها وذلك لإسكات صوت الحق فيها ولإخضاع أبنائها، لكن نفسا عزيزة وكريمة يتمتع بها أبناء المدينة كان من الصعب إسكاتها وإخضاعها لتبقى صداحة بالحق مطالبة بالعدالة والكرامة.

أول مجازر النظام في المدينة

أول مجازر النظام في المدينة كان بتاريخ 30-9-2011 بجمعة النصر لشامنا ويمننا، بقي الحال على ما هو عليه في المدينة، واستمرت مظاهرات المدينة تزداد أكثر وأكثر  لكن يوم 30_9_2011 لم يكن يوما اعتياديا بالنسبة لأبناء المدينة بعدما استهدفت قوات النظام مظاهرة كبيرة في المدينة في جمعة (النصر لشامنا و يمننا) سقط على أثرها ضحايا مدنيون، وليسجل التاريخ أول مجزرة في مدينة العنقاء ولتدور أول معركة بين ثوار المدينة و قوات النظام في اليوم ذاته.

ثاني المعارك التي شهدتها مدينة كفرزيتا كانت بتاريخ 5_11_2011 وبقيت فيها المعارك تدور بين الفينة والأخرى حتى تحررت المدينة من حواجز النظام داخل المدينة التي كانت تتواجد في المخفر والبلدية ومدرسة بنات كفرزيتا بتاريخ 1_6_2012، لتبقى قوات الأمن على أطرافها في سوق الهال حتى تحريره تاريخ18 _12_2012. وبالطبع لم تمر تلك المعارك مرور الكرام فقد تعرضت المدينة لقصف جوي ومدفعي من كافة الحواجز المحيطة بها، سقط خلال ذلك العديد من الشهداء والجرحى.

أول قصف بالنابالم

أول قصف بالنابالم الحارق سجل في سوريا بحسب الأمم المتحدة كان على مدينة كفرزيتا في عام 2012

أول قصف بالبراميل المتفجرة تعرضت له المدينة كان بتاريخ 5_9_2012، وبعدها بعدة أيام أيضا بتاريخ 11_9 تعرضت المدينة لمجزرة بذات القصف راح ضحيته 12 شهيدا مدنيا، أول قصف بالنابالم الحارق سجل في سوريا بحسب الأمم المتحدة كان على مدينة كفرزيتا في عام 2012. أول قصف بغاز الكلور السام كان بتاريخ 10_4_2014 على المدينة.

فقد بلغ عدد الغارات الجوية  بحسب ناشطي المدينة حوالي 3800 غارة جوية من الطيران الحربي وحوالي 3000 برميلا متفجرا إضافة لـ 25000 صاروخ متعددة الأحجام 125منها من النوع العنقودي، مع 45 حاوية كلور من خلال استهدافات عشرة كلها استهدفت مدينة كفرزيتا. أما عن عدد الشهداء الموثقين فقد تجاوز العدد 420شهيدا بين مدني وعسكري إضافة لمئات الجرحى والمعتقلين.

كفرزيتا مدينة مدمرة

نسبة الدمار في المدينة بلغت 90./. والدمار طال المنازل والمدارس والمخابز والمشافي، وكل مقومات الحياة معظم أهالي المدينة الآن هم نازحون لم يبق منها إلا 5000 نسمة والقصف لايزال مستمرا، وفي كل يوم تستقبل المدينة عددا من  القذائف  بالرغم من وقوعها بمناطق مايسمى خفض التصعيد.

تضم مدينة كفرزيتا أكثر  من 5000 عسكري منشق بين جيش نظامي او شرطة بينهم 114 ضابطا” .

مدينة كفرزيتا التي عاشت كل تلك الأيام القاسية والصعبة كانت على موعد لربما كان أقسى وأصعب من تلك الأيام  عندما غدر لواء الأقصى بمقاتلي الجيش الحر في مجزرة الخزانات الشهيرة عام 2017، حيث كانت حصة العنقاء فيها 24 مقاتلا من خيرة ثوار المدينة بينهم ضباط منشقون عجز النظام عن الوصول إليهم لتصلهم يد الغدر وتلك الأيام كانت الأقسى على أبناء العنقاء، فغدر ما كان يعتبر قريبا أصعب بعشرات المرات من غدر النظام الغريب.

مدينة العنقاء

مدينة كفرزيتا  التي شبهها محبوها بطائر العنقاء الذي ينبعث من تحت الرماد، فرغم كل الدمار وكل الإجرام لم تستسلم، ولم ترضخ للنظام ومازال أبناؤها صامدين، ولن ينحني لهم عنق متجاوزين كل الأزمات التي مرت على مدينتهم التي قدمت ومازالت تقدم ورغم آلامها ونزوح أهلها عنها، ورغم دمارها ستبقى كما يلقبها أبناؤها ومحبوها بعنقاء الثورة، وستبقى بنظر ثوارها أيقونة للثورة في الشمال الحموي والسوري المحررين.

فيديو مقال قصة العنقاء” كفرزيتا” مع الثورة السورية

مدينة كفرزيتا  التي شبهها محبوها بطائر العنقاء الذي ينبعث من تحت الرماد، فرغم كل الدمار وكل الإجرام لم تستسلم.

أضف تعليقك هنا