هل تخيلت في يوم من الأيام أن قطبي الأرض قد ينقلبان ويحل كل منهما محل الآخر؟ أم أنك لن تصدق ذلك وتعتقد أنه ضرب من الخيال؟ أو قد يحدث في أفلام الخيال العلمي فقط ؟ نحب أن نخبرك بالحقيقة، وهي أن ذلك من الممكن أن يحدث، ولكن كيف وما الذي سيترتب عليه، هذا ما سنعرضه فى هذا المقال.

ما هو الانقلاب المغناطيسي؟

بداية يجب أن نوضح ما هو الانقلاب المغناطيسي؛ فهو يعرف بمصطلحات أخرى مثل انعكاس مغناطيسية الأرض أو انقلاب مغناطيسية الأرض.

ويعني حدوث تغيير فى الحقل المغناطيسى لكوكب الأرض بحيث يحدث تبادل المجالين المغناطيسين الشمالي والجنوبي أي تبادل القطبين الشمالي والجنوبي لكوكب الأرض مما يتسبب فى انعكاس اتجاهات البوصلة.

يوجد مصدر المجال المغناطيسي للأرض تحت السَّطح بآلاف الأميال، حيث يُنتج الحمل الحراري في اللُّب الخارجي تياراتٍ كهربائية، ومع دوران الأرض تخلق مجالاً مغناطيسياً يمر عبر الكوكب مثل (القضيب المغناطيسي) بقطبين شمالي وجنوبي.

الدراسات والأبحاث حول ظاهرة الانقلاب المغناطيسي، والتنبؤ بحدوثها فى المستقبل القريب

قامت العديد من الأبحاث في فرنسا وإيطاليا، وفي جامعات مثل جامعة كولمبيا وجامعة كاليفرونيا تؤكد أن هذا الانقلاب قد حدث أخر مرة قبل 786 ألف عام، وكانت من نتائج هذه الدراسات والأبحاث أيضا أن المجال المغناطيسي الحالي تقل شدته بمقدار عشرة مرات أسرع من المعدل الطبيعي له، وهذا ما أدى إلى توقع حدوث هذا الانقلاب مرة أخرى، وذلك فى أقل من 100 عام قادمة وفقاً لتقارير نشرتها وكالة ناسا مؤخراً.

كما ذكر علماء الجيولوجيا أن في حالة حدوث الانقلاب لن يكون في موقع عشوائي، ولكن سيكون في مكان به تقلبات مغناطيسية غير اعتيادية، وهذا المكان الذي توقعوه قد يكون في جنوب إفريقيا على ضفة نهر ليمبوبو، وذلك لما حدث في هذا المكان من انخفاض لقوة المجال المغناطيسي أكثر من مرة خلال القرن السادس عشر والثامن عشر الميلادي.

ولكن ما الذي قد ينتج عن هذا الانقلاب؟

الآثار المترتبة على الانقلاب المغناطيسي 

لا يمكن حصر كم الكوارث التي قد تنتج عن هذا الانقلاب، ولكن من النتائج التي توصل إليها العلماء أنه سوف يحدث عطل وفساد بشكل كبير في شبكات الكهرباء والاتصالات مما يتسبب فى انقراض لوسائل التكنولوجيا الحديثة لفترة ليست بالقصيرة، خاصة أن الدراسات تنبأت أن المجال المغناطيسي للقطبين الجديدين من الممكن أن يستغرق ما لا يقل عن 6000 عام لكي يصبح مستقراً.

بالإضافة إلى أن المجال المغناطيسي يمثل عازلاً لنا من الأشعة الكونية التي قد تصل إلينا من الفضاء الخارجي، وكذلك من الأشعة الضارة التي ترسلها الشمس، ففي حالة حدوث الانقلاب فإنه قد يتسبب في العديد من الأمراض والكواراث التي قد تؤثر في حياة جميع الكائنات الحية.

أيمكن أن يعد الانقلاب المغناطيسي من أحد علامات الساعة الكبرى عند المسلمين؟

كما أن هناك شائعات انتشرت مؤخراً بعد نشر التقارير عن هذه الظاهرة، وهي أن انقلاب قطبي الأرض قد يؤدي إلى شروق الشمس من المغرب (أحد علامات الساعة الكبرى عند المسلمين)، ولكن هذه الشائعة غير صحيحة بشكل علمي على الإطلاق حيث أن انقلاب قطبي الأرض لا يؤثر بأي شكل في شروق الشمس، وفي النهاية نجد أنها مجموعة من التنبؤات والتوقعات، التي لا يمكن لأحد أن يجزم بها.

ولكن ماذا سيكون مصيرنا إذا حدثت هذه الظاهرة؟ فهو سؤال يدعو للتأمل حقا! 

فيديو مقال ماذا ستفعل لو حدث انقلاب مغناطيسي؟