ماذا لو؟

محتارون

تجري بنا الدنيا إلى ما تهواه، و نحن في حيرة من أمرنا لا نعرف أي جهة نتجه أو أي درب نسلك أو أي عقلية نعتمد أو أي أشخاص نتتبع، و كيف نحزم أنفسنا و نتحرر من قيود الحياة و ما تفرضه علينا و ما تحرمنا منه عدا أقدارنا ف الأقدار مسيرها الله لا تتغير. نجاحاتنا تقتصر فقط على سعي باستمرار لا باعتكاف في مكان ما و التخلي عن أهدافنا و غايتانا. وقوفنا هذا و عزوفنا هذا عن الطموح لا يجلب ما نرغبه أيا كان . فما الطريق و الدرب الهادف ؟ و ما التفكير المنير لهذا الدرب؟

فكر بمثالية

صحيح أنني لم أصل بعد إلى ذلك العمر الذي أنصح فيه و أرشد. صحيح أنني لست حكيما لأفرض عليك وجهة نظري، و تتقبلها فقط لأنني حكيم. صحيح أنني لست ذلك الشخص التوعوي الداعي للصواب و النافر للخطأ و مانعه. صحيح أنني لم أصل بعد إلى تلك المرحلة التي ألعب فيها دور المثالي في المجتمع. رغم كل هذا يوجد ما لا يمكن إخفاؤه البتة، و ما يجب التعامل به و تداوله في المجتمعات ولو كان للفئة القليلة.

رأينا في ما مضى و سنرى فيما بعد. ربما أغلب التفكيرات التي نتداولها نحن في مجتمعاتنا لا تمد بصلة للواقع و لم تصب المقصد الحقيقي من الحياة ، فكل ما يدور في أذهاننا استقرار مادي و فقط. تخيل معي ذلك الشخص الذي لا يسعى في الحياة وراء أي هدف و همه الوحيد هو أن يأكل و يشرب، و يتفاخر بما يرتديه على بدنه.

ماذا لو أننا نطيل محادثة اللب لنخرج بهدف سامي نسعى إليه بمجرد استيقاظنا؟. ماذا لو أننا نغير تفكيرنا قليلا، ونقتدي بمن هم أهل لذلك؟. ماذا لو أننا نقتدي بالشخصيات الغربية في تفكيرهم و طموحاتهم لا في قصات الشعر و إطلالات الحفلات؟. ماذا لو أننا نحصل وجهات النظر من التجارب الحياتية؟ ماذا لو أننا نحدد مقصدا لقادم المواعيد يعود لنا بالفخر يوما؟ هذا فقط إذا أردنا أن نعتز و نفتخر يوما، و نترك أثرا في دربنا.

إلى أين مادمنا بعقلية التبع؟

لعل ما نتداوله في مجتمعاتنا لن يفي بالغرض ما دمنا نتبع وفقط، لأنه كما نرى أقراننا في باقي الأنحاء عقدوا العزم على أن يصلوا إلى مبتغاهم و ذلك بعد تخليهم عن عقلية التتبع و المحاكاة، وهذا يعتبر تحركا هادفا يجري وراء غاية ألا وهي الحصول على أسلوب يطغى علينا نحن كمتتبعين. ماذا لو أننا نصنع لأنفسنا أسلوبا نسعى به و نتنحى قليلا من التقليد القاتل في حكايات الدنيا و مخابئها؟.

فيديو مقال ماذا لو؟

أضف تعليقك هنا