مغامرات ( حمّود ) / الجوال ـ 7

حمود والمريض النفسي

كان الشاب الذي أعطى حمّود الذاكرة هو أحد الشباب مرضى النفوس، والكل يعرف ما معنى مرضى النفوس، وليس هنالك من داعٍ لشرح هذا المصطلح، فـ حمّود مع صغر سنه كان فتى وسيماً مما جعله مطمعاً لدى مرضى النفوس أولئك، لكنّ حمّود كان ذكياً بما يكفي ليعرف الهدف من الحركة التي فعلها معه الشاب، لكنه كان يعرف في ذات الوقت كم وقع كثير من الصغار  الأغرار والمراهقين السذّج في أحابيل هؤلاء الذ ي كان المجتمع يراهم ويسكت عن أفاعيلهم المنكرة حتى تمادوا في هذا الطريق المتعرّج، وما أكثرهم!

في اليوم الثاني أعاد حمّود الذاكرة إلى صاحبها، انتظر الشاب أن يقول حمّود شيئاً أو يطلب شيئاً إلا أن حمّود أنهى حديثه معه وانطلق بعيداً، أصيب الشاب مريض النفس بخيبة أمل، لكنه لم يستسلم أبداً، وهكذا كان أمثال هؤلاء الخبثاء لا يستسلمون ولا يتعبون فيظلون يدورون ويدورون حول الفريسة حتى يظفروا بها في الأخير.

هتك مرضى النفوس لحرمة المساجد

في ذات يوم وبالرغم من قلة محافظة ذلك الشاب على الصلاة في المسجد إلا أن حمّود وجده في ذلك اليوم في ناحية من المسجد قابعاً في طرفه مستنداً إلى الجدار يقلب جواله ويسترق النظر إليه خلسة، ويحادث مجموعة من الصغار ويرسل لهم أشياء ترغيبية ليكسب ودّهم كالألعاب الإلكترونية وبعض البرامج الترفيهية، والأطفال ملتفّون حوله يضحكون في براءة.

ما أثار حفيظة حمّود في الأمر ليس ملاحقة الشاب له رغم خوفه منه في قرارة نفسه، بل آلمه أن يرى أن الأمر قد وصل إلى بيوت الله تعالى فقد رأى الكثير يتبادلون المحتويات بجولاتهم الذكية منشغلين عن تلاوة القرآن وحفظه أو التسبيح والذكر، ومستغلين أجواء التكييف والبرودة في التمادي في بلائهم.

ولعل الواقع المذكور قد حفّز مرضى النفوس أن يستغلوا الفرصة وينصبوا شباكهم في المساجد، فالمسجد مكان بعيد عن الشبهة ولا يمكن لأحد أن يشك فيما يُفعل فيه. لقد أصبح احترام المسجد وتوقيره شيء من الماضي، وتجرأ ضعاف النفوس أن يقتحموا حرمته دون خوف، فيا ربي نسألك العافية. هكذا تآكلت نفس حمّود حرقة والماً على ما أصاب مساجدنا.

توبيخ امام الجامع للشاب

عزم حمّود أن يلقن مريض النفس هذا درساً لا ينساه أبداً، فقد رأى الشاب يجلس على الدوام في طرف المسجد فأخبر الإمام بشأنه وقصة تشويشه على الأولاد، ففاجأه الإمام يوماً وهو يتصفح الصور في جواله، فوجد الشيخ منها صوراً خليعة، فوبخه أشد توبيخ، وهددّه بإخبار أبيه عن أفعاله، إلا أن الشاب لم ينتهِ عما كان فيه، فاضطر إمام المسجد أن يخبر والده عن الأمر، وهنا كانت المفاجأة، فبدلاً من أن يؤدب الرجل ابنه على ما اقترفه في المسجد، اكفهرّ وجهه وزعق في وجه إمام المسجد، وصاح فيه قائلا : ” ماذا فعل الولد بك؟ هل آذاك ؟ هل ضربك؟ هل أزعجك؟ ما دام لم يكلمك فدعه وشأنه !! ”

فغر الإمام وحمّود فاهاهما واستغربا من تصرف الأب الذي أتى تصرفه نقيضاً لما كانا يتوقعانه منه تجاه ابنه، فرفع إمام المسجد كمّي قميصه وأمسك بتلابيب الشاب وجره إلى خارج المسجد، نازعه الشاب وارتفعت الأصوات وتجمع الناس الذين كانوا في المسجد ليعرفوا ما القصة، وهنا أقبل أبو الشاب مريض النفس ووجه للإمام لكمة أفقدته الوعي واسالت الدم من منخريه.

كيف سارت الأحداث بعد ذلك؟ وما الذي سيفعله حمّود بعد أن أدخل إمام المسجد في تلك المشكلة؟

هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة..

فيديو مقال مغامرات ( حمّود ) / الجوال ـ7

أضف تعليقك هنا

أحمد عمر باحمادي

أحمد عمر أحمد باحمادي

كاتب يمني

خرّيج كلية الآداب ـ صحافة وإعلام حضرموت ـ اليمن