مغامرات ( حمّود ) / الجوال ـ 8

شجار حمود والشاب

اتسعت المعركة وتأججت نيرانها بين إمام المسجد و حمّود في طرف، وبين الشاب مريض النفس وأبيه في الطرف الآخر، وتلقى حمّود لكمة قوية كذلك من الشاب الأهوج، وتعالت الأصوات وكان الناس الذين تجمّعوا ينظرون ببلاهة وفضول بأعين تخاطب من يلقاها بالقول ” أنا ما سيبي .. وما دخلي .. وما كلمت حَد “.

لم يعوّل حمود على الناس السلبيين كثيراً، ومضى ينازع في القضية برفقة إمام المسجد لكنّ بعض الرجال العقلاء تداركوا الأمر ، وكان منهم من اقترح رفع شكوى لعاقل حارة النقعة بما حدث، لكنهم تذكروا بأسف أن النقعة ليس فيها عاقل حارة إلى اليوم والليلة!

وفي الأخير اتفقوا على أن ” كل واحد يقع صمصوم ، وكل واحد يصلح سيارته” وتجاهل المساكين أن ليس هناك من سيارات تصلّح بل هو شباب يخرب ويزداد خراباً بسلبية المجتمع المقيتة.

أصيب الإمام كما ذكرنا بدُكم في أنفه وسالت منها بعض الدماء، وعلى الفور طُلب المساعد الصحي أشرف القصار، وكعادته في نجدة الملهوف وإدراك السائل أتى أشرف حاملاً أدوات الإسعافات الأولية وقام بالأمر على أكمل وجه، وهنا لم يجد الحاضرون إلا أن يشكروا هذه القامة التي أصبحت إضافة قيمة لأهل النقعة من الناحية الصحية ينبغي عليهم عدم التفريط بها ودعمها من جميع النواحي.

أهمية الرفق والابتعاد عن العنف في معالجة الأمور

وكعادة كل شيء يحدث في الأرياف انتشرت أخبار الهدّة في كل النواحي، وعُرف كُنه القضية، وفي سبيل النيل من العادات السيئة في المساجد خاصة والحياة بشكل أعمّ تحركت الآلة الإعلامية في النقعة، وتحدث الرأي العام، ولم يطرأ على المنابر أي جديد فالخطب المنبرية كانت على حالتها الأرشيفية البائسة، ومما حصل يومئذٍ أن نبّه الداعية والإعلامي محمد سعيد باوزير الآباء والمجتمع بأهمية الرفق في معالجة الأمور، وأوضح أن العنف بدوره قد يؤدي إلى نتائج عكسية من الممكن أن تساهم في ازدياد تعلق الأولاد والشباب بهذه الصور والأفلام الإباحية، والوقوع في أمور أخطر.

كما أكّد الداعية عمر عبيد العصرني في مجالسه التي تعقد في شهر رمضان وبالتحديد في صلاة الليل في العشر الأواخر منه أن على المجتمع أن يعي خطورة هذه القضية وهي اقتناء الجوالات للشباب والشابات، وفي حالة الابتلاء بمشاهدة المصائب على الجوال على الأب في مثل هذه الحالات أن يجلس مع ولده ويناقشه بأسلوب هادف، يوضح له من خلاله المخاطر الناتجة عن مشاهدة الصور والأفلام الخليعة، وما تسببه من أمراض نفسية وعضوية لا تحمد عقباها، كما أنّ على الوالدين تحمل قدر كبير من المسؤولية عند حدوث هذه المشكلة واحتواء أولادهم، خصوصاً من كانوا في سن المراهقة، والقرب منهم، وإعطائهم الكثير من الوقت والاهتمام”.

ضرورة مراقبة الآباء لجوالات أولادهم

المهم أن القضية باتت واضحة بأبعادها، وأمسى ألا عذر لمعتذر  في شيوع هذه الظواهر الدخيلة على مجتمعنا، وبات لزاماً على الآباء أن يفتشوا ويراقبوا جوالات أبنائهم وبناتهم، وفيما يخص هذه الزاوية بالذات فقد استغرب كثير من  الآباء أن أبناءهم يحرصون على أمر في غاية السرية بل ويهتمّون بفعله ما أن يحوزوا أي جوال.

ما الفعل الغريب الذي يحرص الشباب على فعله عند اقتناء الجوال، وما الغرابة في الأمر، وهل الآباء ينكرون مبدأ الخصوصية على الأبناء أم هم يخافون عليهم من المهالك والموبقات ؟

ويبقى السؤال: كيف يتصرف الأب أو الأم تجاه هذا الأمر إن وُجد لدى أبنائهم .

لمعرفة الإجابة .. تابعونا في الحلقة القادمة بإذن الله..

فيديو مقال مغامرات ( حمّود ) / الجوال ـ 8

أضف تعليقك هنا

أحمد عمر باحمادي

أحمد عمر أحمد باحمادي

كاتب يمني

خرّيج كلية الآداب ـ صحافة وإعلام حضرموت ـ اليمن