مغامرات ( حمّود ) / الجوال ـ 9

قبل الإجابة عن تساؤلات الحلقة السابقة المطروحة عما يفعله الأبناء عند اقتناء الجوال، وما الغرابة في الأمر، وهل الآباء ينكرون مبدأ الخصوصية على الأبناء ، كان لزاماً علينا أن نبدأ بالحدث التالي وهو ما سيوصلنا إلى الإجابة عنها.

أصدقاء حمو

مع مرور الوقت والاحتكاك الشديد لحمّود مع أصحابه، تأثر بهم شيئاً فشيئاً، ولمّا كانوا يلتقون في مجالسهم بعد صلاة العشاء مباشرة، وكانوا خليطاً في مستوى أخلاقهم فمنهم الطيب الهادئ الذي لا يحرّك ساكناً بل يكتفي بالمشاهدة والموافقة على ما يُقال، ومنهم الجريء الجسور الذي يتبجّح بأقواله وأفعاله، ولا يجد غضاضة في التحدث بالأشياء السيئة بينهم بكل شجاعة موهومة ليظهر نفسه بمظهر البطل المقدام، ومنهم ما بين ذلك كحمّود.

ونظراً لأنهم كانوا متساوين في العمر ويدرسون في مستويات دراسية واحدة فقد كانوا يجتمعون معاً في مكان واحد، وبما أن الثمار الصالحة هي التي تتأثر بالفاسدة فقد تأثر حمّود ببعض أخلاقهم، ووصلت إليه مع عنفوان الشباب وتوق الشخص للاطلاع على الأسرار وحب الاستطلاع، إضافة إلى ما ترسب في فكره من مشاهد المقطع السابق الذي رآه قبل مدّة من الزمن في بداية شرائه للجوال، كل ذلك كوّن في نفس حمّود توقاً وشهية إلى المزيد.

انحراف حمود مع أصدقائه

وفي ظلمة أحد المطاريق تبادل حمّود مع بعض أترابه السيئين مقاطع أخرى سيئة، وهنا قد نتساءل لمَاذا رفض حمود عرض الشاب مريض النفس السابق ووافق في هذا الموقف، والأمر واضح وضوح الشمس فالأصحاب دوماً ما يتكتمون على بعضهم البعض ويحتفظون بأسرارهم فيما بينهم ولا يخشون من أن يهددهم أو يبتزهم أحد ، على العكس ممن هم أكبر منهم سناً إذ يظل الأمر فيه شيء من المخاطرة وربما تعرضوا للإكراه والعنف من كبار السن أولئك.

بعد أن تمّت المهمة فيما بينهم وتبادلوا الصور والمقاطع المخلة بالأخلاق بات عليهم القيام بأمر هام بالنسبة لهم حتى لا ينكشفوا من قبل أسرهم، وهنا يطرأ الأمر الغريب الذي تساءلنا عنه واستغربه الآباء في الحلقة السابقة، الا وهو حرص الأبناء على إغلاق جوالاتهم بكلمة سر  أو مخطط معين بحيث لا يفتح الجوال إلا بعد إدخال كلمة المرور أو رسم المخطط على الشاشة بنقاط محددة.

ما وراء وضع كلمة سر للجوال؟

كانت والدة حمّود غالباً ما تستعين بجواله في التواصل مع أهلها وأقاربها في الداخل والخارج أو الاتصال بهم بواسطة خدمة الاتصال في الواتساب أو الإيمو أو  الفايبر أو الماسنجر أو السكايب إلا أن السكايب يحتاج إلى نت أقوى من نت هذه البلاد الذي يسابق السلاحف، كما قامت بتخزين جهات اتصالهم في جوال حمّود، ففي حالة الفراغ أو وجود الجوال في البيت وخروج حمّود في الخارج، واكتمال شحن الجوال، كانت الأم تستعين به في إجراء بعض المحادثات أو المكالمات السريعة، إلا أنها في هذه المرة لم تستطع الولج إلى الجوال، طالبها الجوال بكلمة السر إلى أنها وبالرغم من محاولاتها المستميتة في ابتكرا كلمة سر لم تنجح، أدخلت اسم حمّود ثم أسمها ثم اسم والده، ثم رقم البيت، ثم تاريخ ميلاد حمّود إلا أن ذلك بدا من دون فائدة.

انزعجت الأم كثيراً، وتساءلت في نفسها، لماذا يفعل حمّود ذلك، هل هناك من اسرار أو أشياء لا يرغب أن يرها الآخرون، وبالرغم من إيمانها بحق الخصوصية إلا أنها تحيّرت في أنها قد تكون من الممكن مبكرة بعض الشيء في هذا العمر لـ حمّود، وكيف طرأت هذه الخصوصية فجأة بينا كانت من قبل غير موجود؟ هل في الأمر شيء، وهل وراء الكمة ما وراءها؟

قررت الأمر إخبار والد حمّود عن المستجدات، ولما سمع منها الحكاية كلها، أراد في ذات يوم استغلال غياب حمّود ووجود الجوال في الشاحن لتنفيذ أمر هام.

ما الأمر الذي اعتزم الوالد أن يفعله لا سيما وأن الأم قد حاولت فتح الجوال مرات عديدة إلا أنها لم تستطع ؟

تابعونا في الحلقة القادمة بإذن الله..

فيديو مقال مغامرات ( حمّود ) / الجوال ـ 9

مع مرور الوقت والاحتكاك الشديد لحمّود مع أصحابه، تأثر بهم شيئاً فشيئاً.

https://cdn.pixabay.com/photo/2015/08/13/19/39/children-887393_960_720.jpg

ما الأمر الذي اعتزم الوالد أن يفعله لا سيما وأن الأم قد حاولت فتح الجوال مرات عديدة إلا أنها لم تستطع ؟

https://cdn.pixabay.com/photo/2015/12/08/00/52/silhouette-1082129_960_720.jpg

أضف تعليقك هنا

أحمد عمر باحمادي

أحمد عمر أحمد باحمادي

كاتب يمني

خرّيج كلية الآداب ـ صحافة وإعلام حضرموت ـ اليمن