مقال: 51

الكعكة والشموع

عندما استيقظت هذا الصباح فتحت هاتفي النقال كالعادة فوجدت صورة  لكعكة جميلة جدا من أصغر إخوتي وبها شمعتان إحداهما تحمل الرقم 5 والأخرى تحمل الرقم 1 ليقول لي “كل عام وأنت بخير”..ففتحت عيوني بشكل أوسع لعلي أستوعب الرقم المرسوم.إانه 51 هذه سنون عمري التى مرت دون أن أشعر.

ذكريات العمر

العقد الأول

ورجعت برآسي للخلف حتى أستطيع أن أسنده على السرير وتذكرت كيف مرت أول عشر سنوات من عمري. كنت ألعب وألهو وأمرح ولكن بهدوء. وتذكرت كيف انتهت بذكرى  وفاة والدي. وهكذا علمتني الحياة أنني مهما لهوت ولعبت يجب أن أتذكر أنها هنا بكل ما فيها.

العقدان الثاني والثالث

وجاء العقد الثاني وفيه كبرت ونحجت والتحقت بالجامعة، وتحددت ملامح شخصية. وتخرجت وتزوجت وأنجبت أولادي الثلاث وسافرت وقمت بأداء فريضة الحج ونسيت أن لى يوما ولدت فيه، وتوالت السنوات ولم أعرف أننى قد دخلت العقد الثالث من عمري. فقد أخذني الشغل والبيت وتوقفت عن حساب سنين عمري. كل ما كنت أفكر فيه كيف تنقضي هذه السنوات لأرى أولادي يكبرون وأنهي مهمتي على خير.

العقد الرابع

ودخل العقد الرابع لحياتي واضطررت أن أرجع لوطني بكل الأمل والسعادة لأجده تغير تماما. فلم يعد الأهل أهل ولا الأصدقاء أصدقاء، وتغير كل شيء حتى المناخ والطقس، وعانيت ما عانيت من طيبتي من جانب ومن مكر الأشرار من جانب آخر. وما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع. لم أحقق من أهدافي في عملي سوى أقل القليل. ولكني راضية.

خلاصة العمر

وجاء يوم ميلادي هذ العام وذكرني أخي الصغير بكل عفوية أنني كبرت، وأنني دخلت عقدي الخامس مما جعلني أفكر فيما أنجزت من أعمال، وفيما وصلت إليه حتى أدركت حقيقة واحدة أننا نسير في الحياة نختار ما نفعل من خير وشر، ولكن لا نختار أقدارنا فكل شيء نصيب ومقدر ومكتوب. ونظرت لحالي فوجدت أنني كما كنت في عقدي الأول مازلت أمرح وألهو، ومازلت أعاني من طيبة قلبي الزائدة وثقتي التي يمكن أن أضع فيمن لا يستحق.

ولكني أدركت أنه ليس في الإمكان أبدع مما كان، ولكني حزنت على كل قرار أخذته ليسعد غيري وأشقى أنا. حزنت على كل لحظه مرت علي أضعتها في حزني على شيء لم أستطع أن أحققه. ولكني حمدت الله فأنا عندي من الأصدقاء الكثير والكثير. وأديت عملي بمنتهى الإخلاص وهذا يكفي. فالعبوا وامرحوا واسعدوا فالوقت يمر ويأخذ معه العمر دون أن ندري.

فيديو مقال (مقال: 51)

أضف تعليقك هنا