مُحاصَر بطموحك!

سعادته في البلاء

هناك من إذا عرف طريقا لسعادة شعر بالخطر، فبعد تكرار فشله فى البحث عنها لا شيء يستحق ثقته وتسليمه غير ما ينتهي بموته. لذا فأمانا له أن تكون كوارثه حاضرة على امتداد حياته، وهو كلما ازداد إحباطا أقل العلامات باتت تمنحه أملا في نفسه، لولا أن به ما يعجبه لما بقي حيا، ودونه لما صدَّقت نفسه أكاذيب تفاؤله.

كان مع كل جديد أو مختلف يغيب عن نفسه، لا ينافَس في الارتباك وسوء الاختيار، وإذ عرف كيف يتعلم من رصيد فشله أصبح أكثر حذرا وتجربته الأولى أخيرة فى كل شيء لا يناسبه. إذا لم تواجه مشكلة في شيء ما فلن يكتب لك فيه طموح يرتفع. فهي ما تدفعك دفعا للثبات والتقدم.

ذاك الذي وصل وإن لم يستحق، لولا أنه يواجه مشكلة أو عقدة مميزة فيما سعى إليه لما وصل، قد تصل لنهاية طريق لم تسِر فيه يوما قط، أو أنك أطلت النظر إليه بعيدا لتفاجأ بنفسك في آخره. وربما طريقا آخر تظن نفسك تسير فيه منذ زمن وأنت لم تخطو به خطوةً واحدة.

أين تكمن السعادة؟  

في بدايتك كنت صادقا نقيا، لم يخطر ببالك أن أزمتك ستكون سعادة، فوضعتها هدفا منفصلا عن النجاح، وإذا كان في تحقيق ذاتك سعادة فليست تلك التي كنت تطمح لها وأنت تكتب ورقة أهدافك الأولى والوحيدة منذ سنين. بينما لو انتهت ورقة الأحلام القديمة بأن أُحسِن إبعاد طموح السعادة عن طريقي إن إضطُررت إلى حين، كان بإمكانك أن تتحكم بالوقت الذي تتعمد فيه اليأس لتبدأ في كل مرة مشحونا بأمل حقيقي.

ربما ليس مبشرا أن أصبحت نفسك تستهزئ بطموح السعادة، وتعوضه بآخر في النجاح، لكن عدلا منك وذكاء تركها تسعى لإنجاز ما تفتخر به وتشعر معه بقيمتك. لم تكن مخيرا، فمع كل قسوة، فشل، أو رفض، كنت مجبرا على الابتعاد بدهاء، وحتما إذا أثبت الهرب شيئا ما فيك لا يشرّف، كنت تتعلم منه مراوغة تكتسب منها قوة وثقة غير عادية. أصبحت تتمنى نفسك أقل بكثير مما يقال عنه أحلاما.

تغير الموقف من الأهداف مع الوقت

والذي فقدته أول مرة أزال البكاء عليه ما عندك من سذاجة، لتحتقره إن عاد إليك وفقدته ثانيةً، وإذا واجهت صدا عنيفا في العيش ببساطة كرهتها وعرفت طريقا إلى صناعة أحلام لا يُبكى عليها مهما تحطمت. ما يظهر عليك وكأنه قوة، ثقة، أو إيمان بقدرك لم يصنعه لك أحد، لكنه في غير أمان لطالما جاء منك دون قصد.

فيديو مقال 

أضف تعليقك هنا