نحن الفصحاء – ١

 

طلب استهلالي، اقرأ المقال بنفس السرعة التي تتحدث بها في دردشاتك العادية، و بنفس طريقتك التي تميزك أنت حين تقول ما تقول بلهجتك. انفض عن ذهنك ذلك الصوت الرخيم الذي كنت تسمعه في نشرات الأخبار أو البيانات الحكومية الهامة من عصور ماقبل القنوات الفضائية، حاول التخلص من ذلك لأن ما تفعله بلغتك الجميلة لا يروقها، وفرِّق كذلك بين البطء الإلقائي للشعر وبين السرعة التي تقربك أكثر من التلعثم. المطلوب تركيز غير ممل وسرعة غير متعجلة وعفوية كل يوم.

هل ما نسمعه عربية فصحى؟

اللغة الفصيحة التي نعرفها هي تلك التي حفظنا بها التنزيل ورتلناه، و استمعنا لتعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث واتبعناه، وقرأنا الحكمة من أهلها بها وطبقنا ما طبقناه منها. ترنمنا بها بعيون الشعر والأدب من فطاحلته وفحوله ولازلنا في مختلف العصور بإبداع لا متناه.

لكن في وعي أجيال بدأت تنحسر لأسباب ستأتي، ارتبط نطق العربية الفصيحة بالسخرية ارتباطاً وصل إلى حد يدعو أمثالي من متقمصي دور الحراس طوع إرادتهم، يدعوهم للحنق الناقم الساخط والغيظ غير الكاظم من فورهم دون انتظار ولا اعتذار، تولدت فورة الشعور هذه رداً على ما يحدث من هزوٍ وتندر قوبل بالإنصاف المعدوم وجوبه بروح الكسير المهزوم.

من السبب؟

. هناك من يقول أن هذا من سبل “الغزو الفكري” الذي يستهدف لغتنا وبالتالي عقيدتنا ومقدساتنا، الله أكبر، في الحقيقة لا أرى ذلك إلا محضَ هراءٍ ودلالة على رداءة فكرٍ أراد دفع سقطات الساقطين وإخفاقات المخفقين بعيداً عن مسبباتها الحقيقية باستعداء العالم كله! و العالم كله في حقيقة الأمر لا آبه ولا مكترث، صاحب السبق يريد دوماً مساعدة الناس على الوصول إلى ما وصل إليه والمضي به قدُماً باحثاً عن عقول جديدة في أصقاع الأرض تؤدي رسالته بتقديم ما ينفع البلاد والعباد و يسهل حياتهم. و يبدو لي أن هذا هو ما نسميه بالغزو الفكري وأعتذر عن الجمع غير المنصف.

 

أضف تعليقك هنا